اليوم الجمعة كانت الجمعة السوداء بالفعل لمليشيات الكيزان، إذ تم أسر وقتل الآلاف في كمائن خطيرة نفذتها قوات الدعم السريع ببراعة، جعلت كل الناس تتساءل عن ما كان يدرسه ضباط الكيزان في كليتهم المسماة بالكلية الحربية. كانت مشاهد اختباء عساكر الكيزان وضباطهم في الخيران تحت المياه المتعفنة بالغائط والأوساخ من أكثر المشاهد المقززة حقاً، ثم أصبح الآلاف منهم قتلى وجرحى يطفحون فوق المياه، ومن حاول الفرار تم اصطياده كالعصافير. وامتلأت الشوارع بالجثث. لكن لم تنقضي الجمعة السوداء على الفلول إلا ووقعت كارثة أكبر من كل ما سبق، إذ ونتيجة لخطأ في الاحداثيات قام الطيران بقصف معسكر الجيش وقتل منه ألف وخمسمائة عسكري، ولكن الاحصائيات التي اعلنوها هي ثلاثمائة وشيء وسبعين قتيلاً. في الأيام الأربعة الماضية اختفى الدعم السريع من كل شوارع الخرطوم. وتبين فيما بعد أنهم أعدوا هذه الكمائن والمصائد بدقة لاصطياد عصافير الكيزان. إنني أرشح اليوم الرابع عشر من يوليو جمعة سوداء بامتياز.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة