مضى علي رحيل والدي سبعة عشر عاماً، قبل أن ترتب لنا الأوضاع الداخلية للأسرة، فقد فارقنا دون مقدمات وكانت آخر كلماته ابني العفو والعافية، وأنا عافيت عنكم جميعاً ، تقبلنا قضاء الله وقدره لأنه لا مرد لقضاء الله تعالى، واليوم نفتقد الوالدة العزيزة الحنونة"خديجة" عليها رحمة الله دون أن نصلك او نلقاك ،وصلنا خبر وفاتك كالصاعقة،وعمنا الحزن والبكاء وخاصة عندما نتذكر أخي "عبدالله" وظروفه الخاصة وهو لم يفارق الوالدة يوماً إلي أن فارقت الحياة ، وعندما تقرر الوالدة زيارتنا الي الفاشر ونتصل بناس البلد لنعرف أخبار ناس البيت وننقلها للوالدة يسألنا الأخ عبدالله جنبور "اي بجي متين" وايضاً الوالدة المرحومة عندما تنوي مغادرة الفاشر ، تقل لنا خلاص يا أولادي انا دايرة نمشي لولدي، وهكذا كل منهما يتفقد الآخر دائماً، "عبدالله" أبكي الجميع بعد أن تم تشيع والدتي الي مثواها الأخيرة والمشييعين مغادرين المقابر قال لهم امي توفت وانا نمشي وين يا جماعة ،هذه الكلمات ابكت كل من يعرف "عبدالله" وحالته الخاصة ثم قال الله يرحمها.
عندما إجريت لى عملية جراحية بالخرطوم وعدت الى الفاشر بعد رحلة استشفاء قضيت خلالها حوالي ثلاثة أشهر، قررت الوالدة وعدد من شقيقاتي زيارتي ليقولوا لي حمدالله علي السلامة، حاملين معهم خيرات الريف، وكنت لا ندري انها زيارة الفراق الأخير، وصلت الفاشر ومعها شقيقتنا "بخيتة" وبدأ زيارة الوداع بالخالة "كلثومة ام سليمان"قضوا معها ليالي ثم مرت علي جميع أبنائها وقضت مع كل واحد منا ايام، ثم الأسرة بالفاشر، وبعدها قررت ان تزور أختنا الكبيرة بمنطقة خزان جديد "حواء بنت ابو حواء" وقضوا معها أيام ثم عادوا الي الفاشر ومنها إلى ديسا، وصلتهم خلال زيارتي مع وفد إسناد مدرسة ديسا الثانوية المختلطة، ولكن لضيق الزمن لم نجد فرصة كافية لناخذ معهم قسطا من الونسة، عند عودتها الي ديسا بدأت تسجل زيارات رغم صعوبة الحركة وبعد المسافات، فقد سجلت زيارتها لعدد من المرضي منهم الحاجة المرحومة "زهرة ام إبراهيم" وآخرين وبعدها عادت إلى منزلها ثم زارت الاخت "عزيزة "وقضت معها ايام عادت الي منزلها بقرية ام سيالة واصيبت بوعكة صحية خفيف نهار الثلاثاء ولسوء الشبكة لم نتمكن من التواصل مع الاخوات بديسا الي أن اخبرونا بأنها إنتقلت الي جوار ربها منتصف ليلة الخميس وشيعت إلى مثواها الأخير .
الوالدة عليها رحمة الله تتبعت شقيقتها "عائشة "التي فارقت الحياة العام الماضي في نفسه التوقيت، وقد بذلت كل ما عندها من الغالي والنفيس لتنير لنا الطريق، ونحن لم نقدم لها شيئا الي أن فارقتنا، رحلت الوالدة عن هذه الدنيا الفانية فقد تركت فراقاً كبيراً وسط أبنائها واحفادها واسرتها في الداخل والخارج، انهمرت الدموع واجهشت البكاء غير اننا لا نمتلك إلا الاسترجاع لله:( إنا لله وإنا إليه راجعون ) وإنا لفراقك يا أماه "خديجة" لمحزونون ، وبإذن الله لم ننساك بصالح الدعوات ونوقن بالإجابة في أفضل أوقاتها.
ختاماً نقول: يا رب أجعلها من الذين يدخلون الجنة بلا حساب او عقاب واجعلها جوار أمهات المؤمنين وسيد المرسلين وصبر قلوبنا علي فراقها واجمعنا بها في جنات النعيم برفقة الأنبياء والمرسلين وان يلزمنا الصبر وحسن العزاء. "إنا لله وإنا إليه راجعون " وإنا لفراقك يا أماه لمحزونون.
06-17-2023, 03:57 PM
Omer Abdalla Omer Omer Abdalla Omer
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 4249
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة