في السودان مثل شعبي يشبه المواقف الحرجة التي يمر بها الانسان بمثل العبور من خلال فتحة موخرة طائر الاوز والذي يلفظ مفردها باللهجة الدارجية البسيطة السودانية بكلمة ( وزه) والمقصود بهذا المثل هو الاشارة الي صعوبة المواقف الحياتية وهذا بالفعل ما انطبق علينا نحن السودانيين من خلال هذه الحرب المدمرة التي تشهدها بلادنا
و معروف للجميع ان السودان بلد لايملك بنية تحتية ولا خطط طوارئ بالتالي هو غير جاهز لخوض الحروب الداخلية خاصة في العاصمة الخرطوم التي تكتظ بالسكان وتعاني من سوء تخطيط ومنازل سكانها ضيقة المساحة عكس الاقاليم حيث يتعذر فيها تربية الدواجن لانتاج البيض واللحوم البيضاء او تربية الحيوانات مثل الابقار والضان لانتاج الحليب او اللحوم الحمراء او ايجاد مساحات لزراعة ما تيسر من الخضر والفاكهة لاجل الاكتفاء الذاتي بالتالي التواجد داخل تلك المنازل المحدودة اكثر من اربعين يوم من اندلاع الحرب مع عدم وجود رواتب شهرية او القدرة علي التحرك بسبب الحرب فهذا يعني الموت البطيء الميسورين الحال من سكان الخرطوم، هربوا الي خارج البلاد صوب مصر وتركيا والسعودية والموجودين بالعاصمة معظمهم من الاسر الفقيرة والكادحة
الخرطوم مدينة معقدة لم تعرف التطوير والتحديث منذ خروج الاستعمار الانجليزي فظلت كما هي الا من قليل من الترميم والصيانة فوجود مرافق الجيش في ضواحي العاصمة شكل عبئًا عليها فكان الافضل في السنوات الماضية نقل معسكرات ووحدات الجيش الي خارج الخرطوم علي ان تكون في شكل مدن عسكرية يمنع تمدد السكان المدنيين اليها وذلك لحماية الخرطوم، من المخاطر التي قد تحدث مستقبلا وهذا المقترح قدم قبل سنوات بواسطة خبراء ولكن بكل اسف لم يجد الاستجابة من السلطات الحاكمة وحتي مطار الخرطوم كان من المقترح ومنذ سبعينات القرن الماضي بان ينقل من موضعه الحالي الي منطقة الحاج يوسف بشرق النيل اثر دراسة علمية حديثة بعد التاكد ان التربة هناك صالحة لحركة هبوط واقلاع الطائرات الكبيرة ولكن بكل اسف تم تحويل المطار المقترح الي منطقة الصالحة بجنوب مدينة ام درمان بدون دراسة كافية ليفشل المشروع ونعود للمربع الأول بالاعتماد على مطار الخرطوم الحالي
الخرطوم مدينة تختلف عن مدن السودان الاخري فهي مدينة استهلاكية بالتالي تحتاج إلى بنية تحتية زراعية واقتصادية قوية وبما انها مقسمة إلى ثلاثة مدن يفصل بينها نهر النيل كان الاجدر اقامة مشاريع خاصة بكل منطقة ( بحري ام درمان الخرطوم) مثل اقامة مشاريع زراعة حيوانية وسمكية ومستودعات الوقود والنفط وغيرها من ضروريات الحياة حتي لا ترتبط مصير بقية المناطق الاخري في حال حدوث طاري في منطقة من اجزاء العاصمة المثلثة فالجسور التي تربط مدن العاصمة الثلاثة هي نقاط ضعفها فيكفي السيطرة عليها لشل حركة جميع مدن واحياء العاصمة
الان والحرب تدور بشرشة و السكان يعانون من شظف العيش والجوع والضيق وانعدام الدواء وعدم القدرة على التحرك من مكان الي اخر فهناك الكثير من المواطنين اصبحوا يعيشون على وجبة غذائية واحد تقدمها بعض لجان المقاومة والخيريين في بعض الاحياء فالعدس يستحق ان نصنع له نصب تذكاري بعد الحرب فقد وقف مع شعبنا وقفة صادقة وبالنسبة إلى الاغاثة الانسانية الدولية التي نسمع بها من وسائل الاعلام لم تصل الى المواطنين بالرغم من مرور ايام علي الهدنة وحقيقة لقد دخل الناس بسبب هذه الحرب في طيز وزه لاطعام لاغذاء لا حكومة حرب بس مع الاعتذار الي الاغنية التي في الخاطر
اتمني ان يتم ايجاد حلول لتوصيل الطعام والدواء الي المواطنين العالقين في المنازل من اصحاب الامراض المزمنة والنساء وكبار السن والاطفال نعم هناك من يسرق لياكل ولكن لييس كل الناس تفعل ذلك المنكر لا نملك. الا الدعاء بان يرحمنا الله علي تحمل سكرات الموت جوعاً
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة