هذه الحرب ليست حرباً تكتيكية، بل حرب وجودية بكل ما تعنيه هذه الكلمة. بمعنى أن نهايتها يجب أن تستقر على سحق الآخر تماماً، وبالتالي من المفترض التعامل معها على أساس الغايات. فمفاوضات وقف إطلاق النار لم تحدد غاية واضحة من هذا الوقف. فإذا كانت الغاية هي فتح مسارات آمنة للمدنيين، فإن الهدنة يجب أن تبدأ بخطة إجلاء مسبقة وواضحة. أما إن كان الوقف من أجل التفاوض على إنهاء الحرب، فهذا يعد من قبيل المستحيل. كما أسلفت؛ الحرب هذه ليست حرباً تكتيكية، ولكنها وجودية، فهناك عدة أطراف داخلية بينها هوة شاسعة: الإسلاميون ومعهم الجيش. ومعهم الشماليون . هذا طرف والدعم السريع وبعض شعوب الهامش في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان. بعض امتدادات قبيلة حميدتي في مالي والنيجر وليبيا وتشاد.
هناك أطراف تقف على الحياد كشعوب الشرق. وبعضها يعلن دعمه للجيش بحافز من الإسلاميين. الشماليون (جيش ومدنيون).. لديهم مكتسبات سلطوية تاريخية وهزيمة جيشهم يعني نهايتهم. لذلك قد تجد الشيوعيين والبعثيين وغيرهم يقفون مع الجيش الذي كانوا ضده من باب التعاضد القبلي. وقد تجد بعض الهامش في دارفور وكردفان مع حميدتي من باب الحلم بالتحرر. هزيمة الجيش تعني نهاية حقبة حكم الشمال الممتدة منذ هزيمة تورشين خليفة المهدي وحتى اليوم. هزيمة الدعم تعني هزيمة حلم الهامش. إذا فهذه حرب وجودية وليست تكتيكية. ولا سبيل فيها لوقف النار. الواقع على الأرض نفسه لا يسمح بوقف الحرب. لأن حميدتي يكاد يكون مسيطر على العاصمة بنسبة كبيرة. وحدوث هدنة قد يؤدي الى استرداد الجيش لأنفاسه ومحاولة انهاء الانقسام الحاد داخله.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة