السياسة كذب ونفاق وتذبذب في المواقف بدولة السودان !!
في هذه الأيام العصيبة الكالحة يدعي الجميع كذباَ وزوراَ بأنهم يشفقون على السودان !!,, وبأنهم يبكون على ذلك المآل الذي وصلت إليه البلاد !! ،، يزرفون دموع التماسيح في هذه الأيام ويزعمون بأن السودان في حدقات عيونهم !! ،، والشعب السوداني يرد عليهم قائلاَ : ( يا ســـلام يا فوارس البلاد ( !! ) لقد جبتم الذئب بذيلو !! ) .
وبحق وحقيقة فإن هؤلاء لا يحق لهم الكلام بأي شكل من الأشكال لأنهم قد أوصلوا البلاد لتلك الحالة التي نشهدها ،، حيث أوصلوها لحافة الهاوية والهلاك بتلك الممارسات السياسية المشينة العقيمة الغبية !! ،،
البعض من هؤلاء يعرفهم الشعب السوداني جيداَ ويعرف أكاذيبهم منذ استقلال البلاد ،، هؤلاء عندما وافق جعفر النميري أن يجاري ويواكب أهوائهم تلك الواهية قالوا لجعفر النميري : ( يا فارسنا !! ويا حارسنا !! لينا زمن نفتش ليك وجيت الليلة كايسنا !! ) ،، وعندما تمرد النميري واكتشف أن أهوائهم تلك لا تفيد البلاد ولا تتقدم بالبلاد نحو الأمام تراجعوا غضباَ وسخطاَ وقالوا لجعفر النميري : ( لا حارسنا ولا فارسنا ،، ولا انت منا وفينا !! )،، ثم كانت تلك المواجهات وإنقلاب هاشم العطا ثم مجزرة بيت الضيافة ،،
وهؤلاء البعض الآخر الذين كانوا ومازالوا يقفون في الضفة المقابلة كانوا في سجون النميري في يوم من الأيام ،، وفي مرحلة من المراحل دخلوا ضده في حروب وفي مواجهات عسكرية ،، حيث غزو المرتزقة المشهورة للبلاد في يوم من الأيام ،، وحيث تلك المعارك والمواجهات في جزيرة ( أبا ) وود نوباوي وخلافها ،، وهي تلك الاحداث التي مات فيها الإمام الهادي المهدي ،، ومات فيها الكثير من الرموز الإسلامية أمثال : ( محمد صالح عمر وخلافه ) .
وجعبة التاريخ مليئة بتلك الأحداث التاريخية المؤلمة المؤسفة التي لا تشرف البلاد ولا تشرف أبناء السودان ،، ومن تلك المتناقضات العجيبة في تاريخ السودان أن معظم الرموز السياسية السودانية قد تواجدوا في سجون جعفر النميري بطريقة أو بأخرى ،، حيث تواجد في تلك السجون الزعيم الأزهري وفي نفس الوقت تواجد في الكثيرون من رموز الحزب الشيوعي السوداني ،، وهؤلاء جميعاَ كانوا مع النميري في وقت من الأوقات ثم كانوا ضد النميري في أوقات أخرى !! ،، وتلك الحقائق التاريخية تؤكد أن أبناء السودان لا يعرفون الثوابت في المواقف ولا يقدسون المبادئ الفكرية !!،، بل يجارون تلك الأحداث لمجرد الأهواء والأمزجة ،،
هؤلاء كانوا مع النميري حينما كان يحارب الإسلاميين في وقت من الأوقات ،، ثم أصبحوا ضد النميري عندما انقلب عليهم النميري فجأة ،، وهؤلاء كانوا ضد النميري عندما قرر النميري أن يطبق النظريات الاشتراكية في البلاد ،، ثم أصبحوا فجأة مع النميري عندما أعلن تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد ،، ثم فجأة تحول النميري ليضع الإسلاميين في السجون !! ،، التذبذب في المواقف سمة من سمات أبناء السودان منذ استقلال البلاد ،، حيث يمكن للسياسي السوداني أن يبيع المبادئ والأفكار الايكولوجية في مقابل حفنة من الدولارات !! ,, وحيث تلك الحقيقة التي تؤكد ان السياسة كذب ونفاق ورياء بدولة السودان .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة