أركزوا و لا تتركوا دياركم للجنجويد و السفلة كتبه ⁨بروفيسور مهدي أمين التوم

أركزوا و لا تتركوا دياركم للجنجويد و السفلة كتبه ⁨بروفيسور مهدي أمين التوم


04-23-2023, 06:59 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1682272799&rn=0


Post: #1
Title: أركزوا و لا تتركوا دياركم للجنجويد و السفلة كتبه ⁨بروفيسور مهدي أمين التوم
Author: مهدي امين التوم
Date: 04-23-2023, 06:59 PM

06:59 PM April, 23 2023

سودانيز اون لاين
مهدي امين التوم-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم


■ يقلقني و يحزنني جداً تنامي ظاهرة النزوح للأقاليم و الهجرة إلى دول مجاورة التي إنتشرت كالنار في الهشيم إثر الأحداث الأخيرة في الخرطوم و بعض المدن الأخرى.
■ أركزوا يا قوم و لا تهجروا دياركم حتى لا تصبح لقمة سائغة للجنجويد القتلة و لسفلة إتفاقية جوبا الذين كانوا يغرون محاربيهم بتمليكهم عمارات الخرطوم.
■ مؤسف ما يحيط بنا حالياً من بؤس و مسغبة تضاعفتا بإندلاع قتال عبثي يكاد الكل يؤمن أن رصاصته الاولى قد أطلقها إنقاذيون في ملابس عسكرية إختلاقاً لفتنة ظنوها تخدمهم ، و تطلعاً لعودة مستحيلة لشراذمهم الذين عاثوا في الارض فساداً لثلاثين عاماً لم يكفهم ما أصاب أهل السودان خلالها من فتنة حتى في دينهم و في ثوابتهم المجتمعية.
■ اركزوا يا قوم و أصبروا و صابروا و لا تسهموا بنزوحكم و هجرتكم في تثبيت أركان باطل الجنجويد و سفلة جوبا و الإنقاذ. فأينما تكونوا يدرككم الموت و لا مهرب منه ، و لا يمنعه نزوح و لن توقفه هجرة.
■ لكن علي الرغم من تزايد الهجمات و الإنفجارات و الفوضى في أحياء العاصمة و أجزاء واسعة من السودان ، يبقى الرجاء و التطلع لعودة سريعة و مأمونة إن شاء الله للحياة الطبيعية ، تمهيداً لإستكمال خطوات تعثرت ، كانت تمهد بمهل لتحول منشود و مطلوب للحكم المدني الديمقراطي الذي إستهدفته الثورة ، و سالت في سبيل تحقيقه دماء شبابية عزيزة، و ارتقت تطلعاً إليه أرواح طاهرة صعدت تشكوا لرب السماء ظلم الإنسان لأخيه الإنسان في أرض السودان.
■ و علي الرغم من حقيقة الظروف الأمنية و المعيشية الصعبة ، و علي الرغم من تنامي الرعب من الطلعات الجوية و الإستهدافات غير المبررة لمساكن و مواقع مدنية لا ناقة و لا جمل لأهلها في ما يجري من صراع ثيران وحشية ، أتمنى أن تنحسر ظاهرة النزوح و الهجرة المؤسفة سريعاً .
■ و في الوقت ذاته أتمنى أن تتسارع خطوات وقف و من ثَمَّ إنهاء الصراع العبثي و الدموي الحالي . و أظن أن الوقت قد حان ليتقدم كبار ضباط الجيش المعاشيين ، المحترمين مجتمعياً و عسكرياً ، أمثال ( الفريق إسحاق محمد إبراهيم النور ) ، يتقدموا الصفوف لطرح حلول واقعية لحالنا المُعاش المؤسف الذي وَرَّطَنا فيه عسكريون بالأصالة ، كنا نظنهم أهلاً للأمانة بعد الثورة فتلاعبوا بنا و بالثورة، و عسكريون بوضع اليد فرضتهم الظروف و عبث السياسة فتضخمت أطماعهم و إمكاناتهم المادية و اللوجيستية ، فتطاولت أنظارهم للإنفراد بكرسي الحكم و لو علي ركام الوطن و جثث المواطنين .
■ لا بد من تدخل هؤلاء الكبار قبل أن تصل البلاد إلى نقطة اللاعودة ، و قبل أن يصبح النزوح و الهجرة كلمتان لم يبق من أهل السودان مَن يغذي دروبهما ..
■ نحن نشهد نتائج صراع الفئتين ، نزوحاً و تهجيراً و دكاً لبُنية أساسية هشة ظلت بالكاد تكفي حاجات الشعب المتواضعة . إنها أوضاع مؤسفة و محزنة ، مما يجعل من المبادرة المقترحة ضرورة حياة لمواطنين أبرياء ، و ضرورة محافظة علي وطن نعتز بالإنتماء إليه ، و ضرورة إعتراف بواقع عسكري خطير و معقد لم يعد فيه للسياسيين و المدنيين مجال تحرك ..
و لك الله يا وطني.
بروفيسور
مهدي أمين التوم
23 أبريل 2023 م
[email protected]