■ يقلقني و يحزنني جداً تنامي ظاهرة النزوح للأقاليم و الهجرة إلى دول مجاورة التي إنتشرت كالنار في الهشيم إثر الأحداث الأخيرة في الخرطوم و بعض المدن الأخرى. ■ أركزوا يا قوم و لا تهجروا دياركم حتى لا تصبح لقمة سائغة للجنجويد القتلة و لسفلة إتفاقية جوبا الذين كانوا يغرون محاربيهم بتمليكهم عمارات الخرطوم. ■ مؤسف ما يحيط بنا حالياً من بؤس و مسغبة تضاعفتا بإندلاع قتال عبثي يكاد الكل يؤمن أن رصاصته الاولى قد أطلقها إنقاذيون في ملابس عسكرية إختلاقاً لفتنة ظنوها تخدمهم ، و تطلعاً لعودة مستحيلة لشراذمهم الذين عاثوا في الارض فساداً لثلاثين عاماً لم يكفهم ما أصاب أهل السودان خلالها من فتنة حتى في دينهم و في ثوابتهم المجتمعية. ■ اركزوا يا قوم و أصبروا و صابروا و لا تسهموا بنزوحكم و هجرتكم في تثبيت أركان باطل الجنجويد و سفلة جوبا و الإنقاذ. فأينما تكونوا يدرككم الموت و لا مهرب منه ، و لا يمنعه نزوح و لن توقفه هجرة. ■ لكن علي الرغم من تزايد الهجمات و الإنفجارات و الفوضى في أحياء العاصمة و أجزاء واسعة من السودان ، يبقى الرجاء و التطلع لعودة سريعة و مأمونة إن شاء الله للحياة الطبيعية ، تمهيداً لإستكمال خطوات تعثرت ، كانت تمهد بمهل لتحول منشود و مطلوب للحكم المدني الديمقراطي الذي إستهدفته الثورة ، و سالت في سبيل تحقيقه دماء شبابية عزيزة، و ارتقت تطلعاً إليه أرواح طاهرة صعدت تشكوا لرب السماء ظلم الإنسان لأخيه الإنسان في أرض السودان. ■ و علي الرغم من حقيقة الظروف الأمنية و المعيشية الصعبة ، و علي الرغم من تنامي الرعب من الطلعات الجوية و الإستهدافات غير المبررة لمساكن و مواقع مدنية لا ناقة و لا جمل لأهلها في ما يجري من صراع ثيران وحشية ، أتمنى أن تنحسر ظاهرة النزوح و الهجرة المؤسفة سريعاً . ■ و في الوقت ذاته أتمنى أن تتسارع خطوات وقف و من ثَمَّ إنهاء الصراع العبثي و الدموي الحالي . و أظن أن الوقت قد حان ليتقدم كبار ضباط الجيش المعاشيين ، المحترمين مجتمعياً و عسكرياً ، أمثال ( الفريق إسحاق محمد إبراهيم النور ) ، يتقدموا الصفوف لطرح حلول واقعية لحالنا المُعاش المؤسف الذي وَرَّطَنا فيه عسكريون بالأصالة ، كنا نظنهم أهلاً للأمانة بعد الثورة فتلاعبوا بنا و بالثورة، و عسكريون بوضع اليد فرضتهم الظروف و عبث السياسة فتضخمت أطماعهم و إمكاناتهم المادية و اللوجيستية ، فتطاولت أنظارهم للإنفراد بكرسي الحكم و لو علي ركام الوطن و جثث المواطنين . ■ لا بد من تدخل هؤلاء الكبار قبل أن تصل البلاد إلى نقطة اللاعودة ، و قبل أن يصبح النزوح و الهجرة كلمتان لم يبق من أهل السودان مَن يغذي دروبهما .. ■ نحن نشهد نتائج صراع الفئتين ، نزوحاً و تهجيراً و دكاً لبُنية أساسية هشة ظلت بالكاد تكفي حاجات الشعب المتواضعة . إنها أوضاع مؤسفة و محزنة ، مما يجعل من المبادرة المقترحة ضرورة حياة لمواطنين أبرياء ، و ضرورة محافظة علي وطن نعتز بالإنتماء إليه ، و ضرورة إعتراف بواقع عسكري خطير و معقد لم يعد فيه للسياسيين و المدنيين مجال تحرك .. و لك الله يا وطني. بروفيسور مهدي أمين التوم 23 أبريل 2023 م [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة