تتميز قوات الدعم السريع أو المعروفة بالجنجويد سابقا بسمعتها السيئة في السودان وذلك لوحشية أفرادها ودمويتهم فهم من وصفتهم هيومن رايتس ووتش "برجال بلا رحمة"، فالكل يعلم بحقيقة المجازر الوحشية التي قاموا بها في مناطق عديدة من السودان وبالأخص في دارفور، ويعتبرالفريق أول ونائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو قائد هذه القوات وممولها، وهو الآن يحاول أن يحفظ مكانته في الحكومة الإنتقالية المزمع اختيارها بعد التوقيع على الإتفاق النهائي من خلال توقيعه على الإتفاق الإطاري رغم أنه يحمل بنودا تنص على دمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني، فلاشك أن ما جعل الرجل يقبل بهذه التنازلات هو أنه هناك نقاط وشروط بينه وبين قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي تم التفاوض والإتفاق عليها، وبالطبع فهي تخدم مصالحه وتمده بمكانة وحصانة ربما اكثر من السابق فهو قائد لقوات تجابه قوات الجيش وله من الأموال والنفوذ ما لا يملكه أحد في الحكومة، ولكن ما لا يعلمه حميدتي والأطراف المتفقة معه من المجلس المركزي هو أن الشعب السوداني لن يسمح لمجرم حرب كحميدتي أن يكون جزءا من الحكومة التي تقوده، ولن ينسى أبناءه الذين فقدهم أثناء المجازر التي نفذتها قوات حميدتي في حق المتظاهرين.
فلا يخفى عن الجميع أن مجزرة فض الإعتصام التي حدثت في 03 من يونيو 2019 والتي راح ضحيتها أكثر من 110 متظاهر مدني كانت من تنفيذ قوات الدعم السريع، كما لا يمكن أن ينسى شعب دارفور ما عانوه وما فقدوه من أحبة خلال الحملات التي قادها الدعم السريع لمكافحة التمرد في دارفور بين عامي 2014 و2015 والتي اطلق عليها اسم "الصيف الحاسم"، وقد وثقت تقارير لهيومن رايتس ووتش آنذاك جرائم بشعة قام بها رجال حميدتي في إقليم دارفور، حيث تم قتل الآلاف من السكان المدنيين وإحراق قراهم ومنازلهم وتهجير مئات الآلاف من العائلات واغتصاب فتيات قصر أمام آباءهن ومن ثم قتلهن، وخير دليل على هذه الجرائم البشعة ما حدث في قرية قولو الواقعة في منطقة جبل مرة في دارفور، حيث ارتكب رجال حميدتي أكبر عملية اغتصاب جماعي في تاريخ السودان.
كما يجدر بالذكر أن قضية المهاجرين الغير شرعيين من السودانيين قد تم توليتها لحميدتي من طرف الإتحاد الأوروبي في 2016، ولكن الأخير قام بالمتاجرة بها وابتزاز أهالي هؤلاء المهاجرين وتسليمهم للحكومة الليبيبة التي قامت بقتل العديد منهم وتعذيب الآخرين في سجونها.
كل هذه الجرائم والإنتهاكات قد تم التأكد منها من خلال الأدلة التي قدمتها رابطة أبناء دارفور بالمهجر حيث قامت برفع دعوى على حميدتي لدى محكمة العدل الدولية فيما مضى داعية إياها بمحاكمته كمجرم حرب وإنزال أشد العقوبة به.
فهل ستنصف محكمة الجنايات الدولية سكان دارفور وباقي السودان من خلال ملاحقة حميدتي قضائيا و محاكمته حميدتي كمجرم حرب ؟
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق December, 11 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة