لماذا يكذب بعض البحاثة المضلين عندما يتحدثون عن الشلوخ في شمال السودان، رغم أنهم ومن خلال أبحاثهم كان من المفترض أن يحسموا أصل الشلوخ في السودان وخاصة في الشمال. يقول علي فضل مثلاً انه بعد أن أصبح العنصر العربي هو الغالب في وادي النيل تبنت هذه القبائل الشلوخ للتمييز العرقي. وانا أقول بأنه لا العنصر العربي كان غالباً ولا الشلوخ كان أصلها عرقياً. أما أغلب الجماعات، وأسميها جماعات وليست قبائل، فهي لم تكن أكثر من جماعات تم طردها من اثيوبيا في اوقات متفرقة، نتيجة انها كانت تمارس اللصوصية، ولو عدنا لمؤلفات الدراسات الأنثربولوجية والسوسيولوجية والجنائية التاريخية لعلمنا أن من ضمن العقوبات التي كانت توقع على اللصوص في العصر القديم كانت الشلوخ في الوجه، لأنه في ذلك الزمان لم يكن هناك فيش وتشبيه (سجل جنائي).لذلك لا يمكن أن تجد صورة لفرعون مصري أو ملك اثيوبي وفي وجنتيه شلوخ؟ فالشلوخ كانت عقوبة توقع علامة على اقتراف الجريمة وخاصة قطع الطرق وسرقة المواشي، وكانت الشلوخ علامة تحذيرية من أن الشخص الذي يقف أمامك لص مواشي أو زراعة أو قاطع طريق. مما اضطر هذه المجموعات إلى النزوح من أثيوبيا ومصر نحو النيل والاستقرار فيه. وكل مجموعة كانت لها علامتها الخاصة على الوجه، فسارق الزراعات والثمار كان يوشم على شكل خطوط المحراث، وسارق المنازل على شكل نافذة، وسارق المواشي على شكل حرف تي...الخ. تجمعت هذا المجموعات مع بعضها وتشكلت ما أسموه لاحقاً بالقبائل، لكنها ليست قبائل ولا يحزنون، بل قد لا يكون بينها أي رابط في أصلها القديم. وفي غفلة من الزمان، وبعد سيطرة العرب على مصر، اضطرت تلك الجماعات لتبني اللغة العربية، كي تخرج من وصمتها التجريمية التاريخية، وبدأت تبحث عن التصاهر مع الاعراق المختلفة، مستخدمة التصاهر في تذويب الماضي الإجرامي لها. يفسر لنا ذلك النزعة اللصوصية التي انتظمت في السودان منذ إدعاء النبوة عبر محمد احمد المتمهدي، ودوائر اللصوص التجارية التاريخية، منذ دائرة المهدي والميرغني والهندي، ثم دوائر اسامة داوود والسوباط وانت ماشي. فهؤلاء القوم لا يملكون أي وازع اخلاقي ولديهم استعداد جيني للفساد واكل مال الناس بالباطل، ولذلك تقلبوا في صراعات السلطة وتشكلت دوائر الفساد في الدولار والبنزين ورغيف الخبز والأراضي والدواء وخلافه. لو تتبعنا تاريخهم سنجده مؤسساً على اللا أخلاقي وليس العكس، فالمهدي تاجر دين، والزبير نخاس، وعبر مسيرتك ستشاهد الكثير من تجارة الدين من المهدي وحتى شيخ الامين شيخ الجكسي والمحاية البيبسي. ولو تتبعت مصادر أموالهم فلن تجدها ناشئة عن انتاج حقيقي، بل عن لصوصية وفساد. منذ تجارة العبيد وحتى تهريب البشر والذهب والمخدرات، وفساد حكومي في كل أركان وزوايا الوزارات والمرافق الحكومية، وشلليات الفساد وتعيينات الأقارب في الوظائف العامة، ومنح العطاءات الحكومية بملايين الدولارات لشركاتهم الصورية..الخ. لا فرق فيهم بين شيوعي وكوز وبعثي، فكلهم واحد. جمعهم تاريخ الجريمة، وسيظلون هكذا إلى أبد الآبدين. اللهم أخرجنا منها وسنكون من الشاكرين..
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق November, 23 2022