أزمة افتقار الشعب السوداني للإبداع وغناه بالحسد كتبه د.أمل الكردفاني

أزمة افتقار الشعب السوداني للإبداع وغناه بالحسد كتبه د.أمل الكردفاني


10-27-2022, 03:37 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1666838221&rn=0


Post: #1
Title: أزمة افتقار الشعب السوداني للإبداع وغناه بالحسد كتبه د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 10-27-2022, 03:37 AM

03:37 AM October, 26 2022

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




قلة تعد على أصابع اليد من استطاعوا أن يتركوا بصمتهم الإبداعية على طرس العالم، منذ الفرعون مخترع العجلة ثم كبار الفلاسفة اليونانيين، والعلماء الرومان والفرس والعرب، وحتى الرياضيين والمناضلين الأفارقة. لم يخرج عظيم واحد خلال القرن المنصرم من هذا البلد المشؤوم، وحتى من تشمم منه العالم رائحة إبداع كان ذلك بسبب خروجه من السوءدان كالطيب صالح ونضيف إليه ستونا وجواهر، حيث يحاط الإنسان ليس بالحسد فقط بل بالحاسدين فقيري الفكر والإبداع. لذلك فهذا المجتمع الفقير أُضطر إلى الإحتفاظ بحيويته عبر المال، والمال مصدره اللصوصية، واللصوصية ليست السطو على البنوك أو سرقة الملابس من حبل الغسيل، فهذا لا يجدي نفعاً، وإنما عبر السلطة. حتى هذه السرقات لم تُفضِ إلى رجال أعمال يمتلكون روحاً إبداعية، لذلك لم نشاهد أي رجال أعمال يوفرون منحاً دراسية للطلاب الفقراء مثلاً، وأقصى ما رأيناه مركز ثقافي لا حياة فيه لأسامة داود. ذلك أن الحسد يمنع هؤلاء الفقراء من الإبداع، من توفير فرص يمكنها أن تسلط الضوء على شخص مغمور، فيلمع كالماس بعد أن كان منطفئاً كالفحم. لذلك لا يمكنك أن تتوقع من وزير أو رئيس أن يخدم سوى نفسه وبعضاً من حاشيته. لذلك غالباً ما يختار الزعماء السياسيون أبلد أعضائهم ويقدمونهم خوفاً من منح الفرصة لشخص مبدع يمكن أن يتجاوزهم بسرعة. وفي الغالب، فإن هذا الشخص البليد يقوم بالفعل بوكز من رفعه بالضربة القاضية، ولا يحدث ذلك إلا لأنه بليد. فالأذكياء يعرفون كيف يعملون من خلف الكواليس بلا ضجيج، ولذلك لا يخونون.
إن هذا الشعب تساوت في كل الصفات السالبة، الحسد، وشح النفس، وفقر الإبداع، والتكالب من أجل اشباع البطن والفرج.
لقد أدى الفقر الإبداعي، إلى خسارة هذا الشعب في أي منافسة دولية، إلا في قلة من فلتات القدر، فالفشل يلاحقه على مستوى الرياضة والفن والأدب والحرب والصناعة بل وحتى الزراعة والرعي...الخ. إن قلب الواحد منهم يثقل كلما رأى مبدعاً ويبدأ في لحن القول والغمز واللمز.
وحتى على مستوى التجارة، لا توجد علامة تجارية سودانية واحدة استطاعت تحقيق اختراق إقليمي أو عالمي اللهم إلا عماري القنطار.
لو سافرت إلى شرق آسيا ورأيت حقول الأرز لوجدتهم زرعوها بشكل فني، فهناك حقل بشكل قلب، وآخر بشكل وردة، وثالث ورابع. فالإبداع في كل شيء. لكن حتى مقابرنا تصيبك بالغثيان.. وكأنما مقابر إبادة جماعية، مشتتة ومبعثرة، وتحفر كيفما اتفق. لا إبداع في حياة هذا الشعب ولا في موته. والأخطر من ذلك أن هذا الشعب لا يعلم بأنه متأخر جداً عن العالم. العالم قد تجاوزه بقرون، غير أن سبب عدم علمه بذلك هو إصراره على الإنغلاق على نفسه حتى لا يواجه حقيقته. فأمام العالم يتقزم هذا الشعب ويكتشف أنه لا شيء. إن هذا الإنغلاق محاط بكل الأسلاك الشائكة والجدران الفولاذية والسلاسل الحديدية. وكل هذه الاسلاك والجدران والسلاسل في عقله، داخل عقله، لذلك فهو عقل مقاوم. إن أخطر ما تواجهه الشعوب هو عقولها المقاوِمة. إن الطفل يتعلم بسرعة لأن عقله لا يقاوم المعرفة المتلقاة، أما الكبير فلا يتعلم بسرعة لأن عقله يقاوم تلك المعرفة. إن الإنسان البالغ يقاوم الحقيقة باستمرار. وعندما نقول الحقيقة يقاومها الشعب، ويواجهها بمزيد من التعنت والإصرار على الرفض، لذلك فهو يزداد غرقاً يوماً بعد يوم.
لذلك رأيت كيف أن الإنسان السوداني يشعر بجرح غائر في كرامته إذا قال لا أعلم. إنه لا يستمع ليعلم، بل يستمع ليقاوم، ويرفض. ولذلك فهو أبداً لا يقول لا أعلم. إنه دائماً يعلم، وحين يتلقى معلومة يقول فوراً بأنه كان يعلمها مسبقاً. وهذه مشكلة كبيرة، أذ أن المرء الذي لا يقول لا أعلم، لن يعلم بالفعل، لأن العلم يتطلب أولاً أن نعترف بأننا لا نعلم لكي نبحث عن المعلومة. لاحظت كذلك أنه، ونتيجة لأنه شعب يعاني من عقدة العلم، لاحظت أنه يعتبر الخطأ البسيط مشكلة كبيرة، فمثلاً، هاجت الأسافير وسخرت لأن أحد العاملين بوزارة التربية والتعليم تحدث ببعض الجمل الإنجليزية بطريقة لا تتفق والنطق السليم. رغم أن بريطانيا نفسها بها عدة لهجات، وأمريكا بها لهجة تختلف عن لهجات بريطانيا، واستراليا تختلف عن الإثنين، وسنجد أن للهنود طريقة نطق للإنجليزية خاصة بهم ومع ذلك لم يكن ذلك كارثة عتد الهنود، وكذلك المصريين والإيطاليين...الخ. فهذه الشعوب تؤمن بخصوصيتها ولا تعاني من أي عقد، إنها تعرف هويتها جيداً وتؤمن بها وتصدقها دون أن تفقد انفتاحها على العالم. لكن السودانيين من خدم المستعمر الذين صنعهم الإنجليز ما كان لهم أن يصلوا إلى السلطة إن لم يختلقوا كل تلك العقد، وهذا الواقع الراهن، الواقع المرير، المليئ بالحسد والشعور بالدونية وبالقتل والدماء والعنصرية، هو نتاج لما فعله خدم المستعمر قبل سبعين عاماً. لقد وضعوا كل الأساس المصنوع من القمامة، قمامتهم النفسية والعقلية، وبنوا عليه ما كان يفترض أن يكون دولة. لذلك توالت الأجيال التي لم تفتقر فقط للإبداع، بل أحاطته بالحسد، والعقلية الهدامة، التي تتصيد الأخطاء والهنات. ثم جاء الكيزان، وهم الجيل الثالث بعد خدم المستعمر، فزادوا الطين بلة، إذ أثروا ثراء فاحشاً ولكن دون أن يبدعوا أي نظام يخرج الشعب من ميراث السوء، فاجتمع الثراء بشح النفس وفقر الإبداع، و(حدس ما حدس). وكل يوم، كل يوم يمر، نرى أنفس الناس تضيق وتضيق، وتزداد روحهم الهدامة تدميراً، وتزداد هذه الأرض رواءً بالدماء والدمع.. وإني رغم كل ذلك لست بباخع نفسي إن لم يؤمنوا بهذه الحقائق أسفاً.. فلنا أعمالنا ولهم أعمالهم، وكل نفس بما كسبت رهينة إذ توفى حسابها ولكل أجل كتاب.





عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق October, 26 2022
  • كاركاتير اليوم الموافق كاركاتير اليوم الموافق 26 اكتوبر 2022 للفنان عمر دفع الله
  • هدوء حذر في لقاوه ..خلو 9 احياء سكنية.. ثلاث أرباع مواطني المدينة نزحوا إلى مدن أخرى
  • مواطنون يشكون من تفلتات بقلب مدينة الصحفيين وانتشار المخدرات والخمور وبيوت الدعارة وعصابات مسلحة

    عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق October, 26 2022
  • حصاد انقلاب برهان و علي كرتي ‏في ٣٦٥ يوم
  • عناوين الصحف الصادرة اليوم الاربعاء 26 اكتوبر 2022م
  • الاشواق والمشاعر والدموع واللوعه فى الاغانى السودانيه
  • اسوء طبع فيك واحسن طبع رد بكل شجاعه(( للصريحين فقط ))
  • المؤتمر الوطني المحلول يتصدر قائمة الداعين لتظاهرات 29 أكتوبر
  • فكى جبرين وزير المالية يفقد اعصابه
  • حكم واقوال فى التجاهل تجعلك مرتاح البال
  • عام على إجراءات البرهان في #السودان.. ما الذي تحقق؟

    عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق October, 26 2022
  • اقتربت الساعة وانشق القمر ! كتبه زهير السراج
  • بيان الشُّرطة البائس كتبه عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني
  • بيان الشرطة المخيف والمرعب أري تحت الرماد وميض نار كتبه محمد عثمان الرضي
  • عليكم الله أخجلووووا !!.. كتبه عادل هلال
  • الشعب يُريد الخلاص وتحقيق أهداف الثورة .. هذه هي الرسالة والتصعيد سيستمر.. كتبه نضال عبدالوهاب
  • (مُتلازمة) كولومبيا العسكرية ..! كتبه هيثم الفضل
  • كولومبيا أخرى في بيان الشرطة الانقلابية! كتبه احمد الملك
  • لا يمكنك قتل الثورة كتبه أمل أحمد تبيدي
  • شعب بلا قيادة لكن النضال مستمراً كتبه د. لبيب قمحاوي
  • شعار البرهان ادهس لتقتل وحاور لتستهبل وكذب لتكنكش ؟ كتبه ثروت قاسم