تحركات حميدتي في دارفور تبدو ايجابية جداً. زمان قلت بأن على حميدتي أن يلتفت إلى دارفور ولا يمد عينيه إلى الشمال، فأهل الشمال لديهم موقف واضح ضده. بل ومحسوم، أما دارفور فهي سند حميدتي بل سند كل قيادات الحركات المسلحة من مناوي وجبريل وحتى الرافضين للتوقيع على اتفاق جوبا مثل د.منصور أرباب وعبد الواحد. في الواقع، أثمرت تحركات حميدتي في دارفور بعض القبول رغم الرواسب القديمة الناتجة عن أخطائه الماضية عندما كان سلاحاً باطشاً بيد البشير، لكنه أعلن توبته على الملأ واتمنى أن يصدق في توبته هذه، ويبدأ في جمع كل الفرقاء في دارفور وخاصة د.منصور وعبد الواحد محمد نور، بالإضافة إلى جميع المكوك والسلاطين والشرتايات وزعامات القبائل وعمل ميثاق يمثل دستور دائم لأهل دارفور، يستلهم صحيفة المدينة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن يتم إنشاء محكمة دستورية خاصة (جداً) لتقضي بدستورية أو عدم دستورية اي قرار أو تصرف قانوني أو مادي بحيث تستمد حكمها من خلال استلهام دستور دارفور الدائم والشامل. وأنا متاكد من أن حميدتي يمكنه أن يحقق نتائج باهرة لو استطاع أن يتخلى عن التفكير بذات عقلية الصراعات التاريخية القديمة مثل الصراع بين العرب والزرقة، وخشوم البيوت وغيره. وفكر بعقلية قومية دارفورية. هذا بدون اقصاء أو تهميش لأي قوة قبلية أو مسلحة في دارفور، بل يجمعهم جميعاً تحت تلك الصحيفة الدستورية (صحيفة دارفور الكبرى) أو الماغنا كارتا Darfur Magna Carta. وهكذا يلتفت اهل دارفور لبناء إقليمهم الغني بالثروات. لأن العالم لن ينتظرهم أبداً لو استمروا في هذا البؤس والفقر. لذلك فأنا اثمن وأؤيد هذه التحركات الايجابية لحميدتي بدون قيد أو شرط.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق August, 10 2022