في كل دول العالم تكون أغلب قياداته من القانونيين كأوباما والمهاتما غاندي، وغيرهم،وفي السودان استطاعت نقابة المحامين أن ترفد الدولة بعظماء الوزراء بل رؤساء الوزراء أمثال المحجوب، وكذلك وزراء المالية امثال بدر الدين سليمان، ومبارك زروق، وكان للخارجية قصب السبق، من عدد من القانونيين، كأحمد خير وسنادة ومنصور خالد، وبونا ملوال وفاروق ابو عيسى..الخ. القانوني هو في الأساس رجل إدارة بارع، ليس لأنه درس الإدارة ولكن لأنه يستطيع أن يحسب خطواته من وجهتها القانونية بدقة فهو يعرف كيف يتعامل مع شبكة المنظومات المتداخلة. ولذلك فكنت أتوقع أن تقوم لجنة تسيير نقابة المحامين بدعم ترشيحنا لأحد كبار أبناء المهنة وهو دكتور عادل عبد الغني، لكن اللجنة للأسف تعاني من أزمة كبيرة، فهي مواجهة اليوم بغضب كبير من المحامين بسبب عدم قدرتها على حلحلة قضايا المحامين وتحولها إلى نقابة حزبية بائسة وهي مزنوقة في زاوية ضيقة بسبب أنها بدل أن تهتم بوظيفتها الأساسية وهي خدمة المحامين، وخصوصاً، صغار المحامين والمتدربين، وتوفير أدوات تطوير المهنة، اخذت تصارع طواحين الهواء، فلجنة التسيير هذه تتخبط كمن يتخبطه الشيطان من المس، بل أن مشروعية وجودها نفسها اضحت اليوم على المحك، لأن البرهان عطل كافة لجان التسيير في انقلابه الأخير على من منحوه شرعية وجود العسكر في السلطة. للأسف سقطت لجنة التسيير هذه في ذات بؤس النقابة الكيزانية، وهو الانشغال بأجندات سياسية أكثر من أداء مهامها الوظيفية، فهجر المحامون دور النقابة، فلا يزورونها إلا لاستخراج بعض الأوراق كالبطاقة أو خلو الطرف وغير ذلك. وهذه كارثة. وها نحن نشهد اليوم صراعا محتدماً بين نقابة الكيزان المحلولة ولجنة تسيير الشيوعيين المحلولة أيضاً، وهم يتبادلون الاتهامات، دون مراعاة أو احترام لحقوق المحامين الآخرين أمثالنا ممن ليس لهم في صراعهما ذلك ناقة ولا جمل. وإنني أتمنى من دكتور عادل عبد الغني وكبار المحامين الآخرين أن يحاولوا التوفيق بين المتصارعين حتى لا تضيع حقوقنا هباء، وكي يترك هؤلاء صراعاتهم السياسية الفارغة، فالسياسة في السودان هي مهنة من لا مهنة له. ألا هل بلغت اللهم فاشهد..
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق August, 04 2022