بؤس الشرطة في السودان (٢) كتبه د.أمل الكردفاني

بؤس الشرطة في السودان (٢) كتبه د.أمل الكردفاني


05-15-2022, 10:07 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1652648854&rn=0


Post: #1
Title: بؤس الشرطة في السودان (٢) كتبه د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 05-15-2022, 10:07 PM

09:07 PM May, 15 2022

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر





إن القانون هو واجهة الدولة الحضارية. أما مؤسسات تطبيق وتنفيذ القانون فهي روح الدولة الحداثية.
فإذا كان واقع القانون ومؤسساته على هذا النحو، فهذا يكشف عن إنهيار في كل مؤسسات الدولة الأخرى، لأن المؤسسات لا تكون قوية بلا قانون، سواء في بيئتها الداخلية أو في علاقتها بالمواطنين. دعونا ننظر إلى واقعنا كدولة تعاني من انهيار شامل في مؤسسات إنفاذ القانون وخاصة الشرطة، وهو الإنهيار المدعوم من كل شبكات الفساد (السياسي المالي). لا يوجد أي تعامل مؤسساتي من قبل الشرطة، بل يستشري الأمر حتى يصل إلى الشرطة القضائية. أصبح فرد الشرطة خبيراً في التسويف، وتضليل المواطنين لحساب مواطنين آخرين، وجرجرة القضايا، والعمل لمن يدفع، وانجاز الأعمال بالتلفون للبعض، وكوارث اخلاقية أخرى لا تعد ولا تحصى. لا أخفي أنني لم أكره في حياتي مهنة المحاماة إلا عندما تجبرني الظروف على الاحتكاك بالشرطة عبر البلاغات الجنائية، إذ أنني اشعر بأنني أدخل إلى منطقة سوق أسود، وكم هائل من أولئك الذين يشعرون بأنهم أذكياء عبر الأكاذيب السخيفة، والتسويف، وما خفي ولا نقوله -إلا في وقته المناسب- أدهى وأمر.

🚫 نداء لوزير الداخلية ومدير عام الشرطة والنائب العام:

السادة الأجلاء أعلاه: أنتم تدركون بأن العلاقة بين جهاتكم الثلاث هي علاقة (من المفترض) أن تكون تكاملية، وأن تسعى إلى تطوير العمل الشرطي الذي ينحدر مستواه ساعة بعد ساعة ويوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر. لذلك -وأخص مدير عام الشرطة بهذه الرسالة- يجب أن تتم إعادة صياغة شاملة للشرطة ولا أقول المؤسسة الشرطية، لأنها اليوم تفتقر للمؤسسية. أولاً: يجب إقالة جميع أفراد الشرطة اليوم قبل الغد، وإعادة اختيار افرادها من أسر محترمة.
ولكي تقبل الأسر المحترمة بعمل أبنائها في الشرطة، يجب أن يتم رفع مرتبات أفراد الشرطة، فشرطي واحد كفوء خير من عشرين شرطي فاسد أو قليل الكفاءة أو ضعيف الأخلاق.
صحيح أن انهيار أخلاق الشعب أصبح شيئاً ملموساً في كل مكان، لكن خطورة الإنهيار الأخلاقي في الشرطة تفضي إلى ظلم خطير بل وعدوان على حقوق المواطنين.
يجب رفع مرتبات أفراد الشرطة، وتدريبهم داخل وخارج السودان، وابتعاثهم للخارج، ومنحهم حصانات تتواءم مع طبيعة عملهم، وتامين مؤسسات رقابية عالية المستوى على أعمال الشرطة.
في علم التحليل الجنائي (واقول بأنه علم وليس منهج فقط)، فإن من أهم أنواع التحليل الجنائي هو التحليل الإداري، والذي يتم عبر خمس مراحل:(جمع المعلومات، ترتيب المعلومات، تحليل المعلومات، تقييم المخرجات، النشر) إلى تقييم أداء الشرطة تقييماً حقيقياً. وهذا ما أعتقد بأنه لا يحدث؛ وإن كان يحدث فلا نرى له نتيجة على الأرض.
إن الدولة منهارة تماماً، منهارة في كل مؤسساتها (الصحية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية..الخ)، ولكن كان بإمكان قوة مؤسسات إنفاذ القانون أن تخفف من ذلك الإنهيار. لكن ما يحدث هو أن انهيار مؤسسات إنفاذ القانون هو الذي ساعد ولا زال يساعد على إنهيار باقي المؤسسات، وتضخم شبكات الفساد، وانتشار اللصوصية، وارتفاع معدلات الإحباط الشعبي العام من مؤسسات العدالة، وأخيراً، سيادة البلطجية والمجرمين في الدولة، مما يؤدي إلى اتجاه مضاد وهو الدفاع عن الحقوق عبر استخدام العنف، كما رأينا في فيديوهات تسعة طويلة.
إن الشرطة في الواقع تساعد على ارتفاع معدلات الجريمة بدلاً عن خفضها، وإذا استمر الوضع على هذا الحال، فسيحمل كل مواطن سلاحه في جيبه، وهكذا تسيل الدماء في الشوارع، وتزداد حدة العنف وعدم الثقة في القانون ومن ثمَّ فقد هيبة الدولة.
لقد ذهب الاستعمار البريطاني وترك مؤسسات محترمة، فلماذا وصلنا إلى هذه الدرجة من الانحطاط، ومن هو المستفيد مما يحدث اليوم.
اللهم اخرجنا من هذه الادبخانة قادر يا كريم..الوحا الوحا.. العجل العجل..

عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 05/15/2022


عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 05/15/2022


عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 05/15/2022