اسماعيل عبد الله:نقاط ضعف قحت

اسماعيل عبد الله:نقاط ضعف قحت


02-09-2022, 02:49 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1644414557&rn=0


Post: #1
Title: اسماعيل عبد الله:نقاط ضعف قحت
Author: اسماعيل عبد الله
Date: 02-09-2022, 02:49 PM

01:49 PM February, 09 2022

سودانيز اون لاين
اسماعيل عبد الله-الامارات
مكتبتى
رابط مختصر




قوى اعلان الحرية والتغيير هذا التحالف العريض، الذي خلف الحزب المحلول وملأ الفراغ السياسي، بعد أن دك ثوار ديسمبر حصون الدكتاتور، أخفق في الاستمرار كحاضن للسلطة الانتقالية بسبب الامراض المتوارثة للطبقة السياسية، ومن أشر شرور هذه الامراض تقديم التنافس الحزبي الضيق على المصلحة الوطنية، لم تتخلص الكيانات الفاعلة في الحقل العام منذ مؤتمر الخريجين من هذا المرض المستعصي، ما ادى لتباعد المسافة بين النخبوي والثائر التلقائي المهموم بقضايا العيش الكريم، وهذا التجافي زاد من الهوة بين الاثنين ما جعلها سحيقة، بحيث أمسى كلا الشخصين يغرد في سرب منفصل لا تجمعه أية جامعة مع السرب الآخر، ومع تطور وتقدم الرؤية الوطنية لدى الثوار التلقائيين تراجع الخطاب السياسي وتقهقر عند الصفوة الحزبية، هذه الفجوة الفكرية جعلت من الكيانات السياسية حجارة عثرة أمام حصان الثورات الثلاث – اكتوبر – ابرايل – ديسمبر، فكبا هذا الجواد الثائر ثلاث كبوات متتالية، بعد انتصاره في جولات السباق الثوري وهزيمته للدكتاتوريات الثلاث.
القياديان بالحرية والتغيير جعفر حسن وخالد عمر لم يأتيا بجديد في مؤتمرهما الصحفي، فالحديث السياسي المستهلك لا يفيد بعد أن خرج التحالف من حضن سلطة الانتقال، هذا الخروج الناتج عن ضعف في الاداء وفقر في الحيلة السياسية، وفوق كل هذا وذاك هنالك الغبن الذي يكتنف الشارع جراء المغامرة غير محسوبة العواقب - الشراكة مع العسكر - التي ادخل التحالف نفسه فيها وخسر، ولم يقدم نقداً جريئاً لتجربة السنتين، فقبل أن يدشن حداة ركب هذا التحالف اي تحشيد سياسي، عليهم طرح كل ما دار خلف كواليس الشراكة المعطوبة التي قذفت بهم على قارعة الطريق، والأهم من ذلك ضرورة كشفهم لغموض ملف المجزرة البشعة المرتكبة بحق الثوار من قبل القوات الأمنية صبيحة العيد - الثالث من يونيو، هذه المكاشفات حان وقتها ولا سبيل لتأجيلها كما ظلت تطالب بذلك بعض الاقلام والآراء، فمشوار الثورة شفّاف ولا يعتمد على التستر، ولأنه ليس هنالك ساتر يستر العار الكبير بعد الموت الجماعي اليومي للشباب، فقربان الشفاعة لهذا النخبوي وذلك الصفوي المتوشح بعلم الثورة الديسمبرية المجيدة هو أن يفدي الثورة بروحه.
الشارع الثوري عصي على الترويض ومحصن من التكالب، بفضل الوعي بالحقوق والواجبات الوطنية، وبحكم المناعة الثورية المانعة لتسرب خصائص الانتهازية الصفوية لأذهان شريحة عريضة من الشباب، ممتدين خارج الأطر التنظيمية والمواعين الحزبية الضيقة، فقد اضاع تحالف الحرية والتغيير الفرصة الذهبية الكامنة في قوة القناعات الراسخة للحراك الجماهيري الكافر بتسيّد البزة العسكرية للمشهد، هذا الرأسمال السياسي هو الرصيد الكافي للدفع بأي حلف ثوري رموزه غير ملوثين بمصافحة ايدي الجنرالات، وما يميز الحركة الجماهيرية بعد ديسمبر عن سابقاتها هو الرؤية الثاقبة للثوار التلقائيين ومقدرتهم الفائقة في ادارة دفة الحراك الثوري، فتلحظ الزخم المستمر عبر المليونيات الكثيفة التي لا يشارك فيها رموز التحالف، خوفاً من مصير الرمزين اللذين حاولا الزج بنفسيهما وسط السيول الجماهيرية والشعبية الجارفة، فتعرضا للصد والمعاتبة الخشنة من دعاة السلمية، فكانت رسائل ناصحة لمن أراد أن يعتلي صهوة جواد ديسمبر.
الفشل الذي حاق بتحالف قوى اعلان الحرية والتغيير مربط فرسه هو التماهي مع المكون العسكري، في تلك الشراكة السياسية غير المتوازنة، فكان الأنفع والأجدى لرموز التحالف أن يعتصموا بحبل الثورة المتين تحت الخيام المنصوبة أمام بوابة الجيش، ومن شبه المستحيل لرجل السياسة أن يكون ثورياً صميماً، ذلك لما لخصيصة الانتهاز من توافر وتواجد في نفسه التي بين جنبيه، لقد سال لعاب الكثيرين من المتكالبين على فترة الانتقال دون الانتباه لسجل الجنرالات الحافل باستغلال الساسة الجدد حديثي العهد بديوان الحكم، وأولى اللكمات الموجهة الى صدور المدنيين الجدد كانت عزل رئيس الوزراء عن حاضنه الذي يمثله هذا التحالف، ثم الاستفراد به ومن ثم تنفيذ الانقلاب، إنّ هذا التحالف قد استنفذ اغراضه وعلى الديسمبريين الاعتماد على ذاتهم في تدشين تحالف عريض وتعاضد وطني كبير، يخرجوا به من نفق الظلام الموروث وأفيون الفشل المدروس، ولا حل يلوح في الأفق غير الخروج من تحت هذه العباءة الرثّة وتأسيس جسم جديد.

اسماعيل عبد الله
[email protected]
9 فبراير 2022


عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 02/09/2022


عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 02/09/2022


عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 02/09/2022