Post: #1
Title: سفينة بَوْح:المساطيل أولي الألباب ..!
Author: هيثم الفضل
Date: 12-27-2021, 12:40 PM
Parent: #0
11:40 AM December, 27 2021 سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر
أعلنت لجنة محامو الطواريء (محامون من أجل الثورة) ، مساء أمس وعبر بيان تم تداولهُ بوسائط التواصل الإجتماعي ، أن السُلطات الشُرطية التي إعتقلت جموعاً من الشابات والشباب المشاركين في مليونية 25 ديسمبر ، قد (إبتدعت) إجراءاً قانونياً جديداً في مسوَّدة أعمال التحري التي تسبق تقديم ملفات التوقيف إلى النيابة العامة ، هذه (البدعة) الإجرائية الجديدة تتمثَّل في إجبار الموقوفين على أخذ عينات للدم والبول من أجسادهم الطاهرة بعَرَق النضال من أجل الحرية والإنعتاق من سطوة الظلم والجور واللا مؤسسية ولا قانون ، وهذا الإتجاه الإجرائي الجديد في وقائع التحري مع الثوار في نشاط سياسي هو في الأصل بحسب القوانين والدساتير والمباديء الدولية يُعتبر حقاً أساسياً من حقوق الإنسان الذي صادقت على مسوَّدته جميع الدول المنضوية للأمم المتحدة ومعاهداتها المتخصصة ، يعتبر بلا أدنى شك محاولة (شريرة) و(خبيثة) لدفع ملفات هؤلاء الثوار في إتجاهات أخرى تعرًّضهم للوقوع تحت طائلة عقوبات تخص جرائم جنائية لا علاقة لها بالفعل السياسي والثوري ، فهم يأخذون هذه العينات ليصدروا عبرها تقارير مزوَّرة تُثبت تعاطي هؤلاء الثوار للمُخدرات والمُذهبات العقلية وربما تم إتهامهم بحيازتها والمُتاجرة فيها.
وبعدما ما رأينا ما لم يكن يتصوَّرهُ عاقل في إجراءات القمع التي واجهت بها قوات الإنقلاب الثوار في 25 ديسمبر خوفاً وإرتعاباً من جسارة الشعب السوداني وإصرارهُ على حسم مستقبل بلاده لصالح أمنياته المُستحقة ، لا نستبعد أبداً محاولة الإنقلابيين بعد تجريب سلاح الإغتصاب والتحرُّش الجنسي ضد نساء الثورة ، أن يُجرِّبوا الزج بشبابها وشيبها في غياهب السجون لسنوات عديدة وعبر محاكمات ذات طابع جنائي مثل قضايا المخدرات والتعَّدي على أملاك الدولة كما يحدث الآن في قسم شرطة الصافية الذي ما يزال يحتجز ما يقارب العشرون ثائراً من بينهم أطفال ، ويرفض إطلاق سراحهم بالضمانة العادية قبل تسديد مبلغ 16 مليون جنية (16 مليار بالقديم) ، كتعويض عن الخسائر التي ألمت بمباني وممتلكات القسم (وذلك قبل إكتمال إجراءات التحري والنيابة والمحكمة التي توجِّه الإتهام).
نقولُ لهم وقبل أن يكتمل هذا المُخطَّط الذي لا يشبه في مضامينه وشكله أخلاقنا السودانية وقيَّمنا العُرفية المتوارثة ، أن الثورة ومَنْ يؤمُون شوارعها بالهُتاف والتضحيات والعزيمة والإصرار ، سوف لن تلتفت ولن تُلقي بالاً لكل محاولات إيقافها عن المُضي قُدماً نحو أهدفها ، فهي لم تلتفت إلى نداءات قائد الجيش ووعوده المشبوهة المتكرِّرة بالإلتزام بحماية التحوُّل المدني الديموقراطي ، وهي أيضاً لم تلتفت لنداءات الفلول ومسرحياتهم العاهرة حول دفعها لتأييد عصابة الميثاق الوطني كحاضنة جديدة للإنقلابيين ، ولم تلتفت الثورة أيضاً إلى (تسويفات) بعض مؤسسات المجتمع الدولي حول محاصرة الإنقلاب ودفعهُ للإستسلام ، كما أنها لن تلتفت إلى تواثق حمدوك معهم وتوسُّلاته المُستجدية للتوافق حول بقاء العسكر في سُدة الحكم السياسي ، وهي أيضاً لم تلتفِت إلى محاولات تجريم وشيطنة الكثيرين من شرفاء هذا الوطن حين أوثقوا الخناق على فلول النظام البائد ومُنتفعيهم عبر ملحمة إزالة التمكين وإسترداد أموال السودان المنهوبة ، لكل ذلك فإن الثورة لن تلتفت ولن تُلقي بالاً لما سيُقال غداً عبر الأجهزة الشرطية والمنظومة العدلية عن نتائج تحاليل البول والدم التي تم أخذها من الثوار ، فإن كانوا يتعاطون المخدرات فذلك من صنع أيدي الطُغمة الحاكمة منذ إنقلاب 89 وحتى إنقلاب 25 أكتوبر 2021 ، وذلك عبر صناعة الواقع الشبابي المرير بكل ما فيه من ظلمٍ وجور إحباط وظلامية حاضر ومستقبل ، هذا فضلاً عن ضلوع قياداتهم وعرَّابيهم في أهم وأكبر عمليات إستيراد وتصدير المخدرات عبر مطارات وموانيء ونواقل رسمية تتبع للدولة وحتى الآن لم تظهر نتائج التحقيق فيها ولو عبر إشارات مُقتضبة عن الضالعين فيها ، لو كانت المُخدرات قادرة على إتاحة هذا الوعي الشبابي بقضاياه الوطنية المصيرية ، وداعمة لما يخوض فيه ببسالة من تضحيات تستهدف الحق والسلام والعدالة والتنمية المُستدامة ، لطالبنا بإباحتها ودعونا إلى توزيعها في البيوت والشوارع ليعلو هذا الوطن بسواعد بناته وأبنائه (المساطيل) بنشوة توقهم للحرية والإنعتاق ، لكن هيهات فهذه الثورة لا يصنعها سوى ( أولي الألباب ) ... اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
<هيثم الفضل.jpg>
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/26/2021
عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/26/2021
عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 12/26/2021
|
|