دعوة لقادة الجيش والشرطة: إنزعوا نجومكم و نياشينكم وسترون ما يسرُّكم 
بقلم:الريح عبد القادر

دعوة لقادة الجيش والشرطة: إنزعوا نجومكم و نياشينكم وسترون ما يسرُّكم 
بقلم:الريح عبد القادر


09-17-2021, 06:17 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1631899067&rn=1


Post: #1
Title: دعوة لقادة الجيش والشرطة: إنزعوا نجومكم و نياشينكم وسترون ما يسرُّكم 
بقلم:الريح عبد القادر
Author: الريح عبد القادر محمد عثمان
Date: 09-17-2021, 06:17 PM
Parent: #0

05:17 PM September, 17 2021

سودانيز اون لاين
الريح عبد القادر محمد عثمان-لاهاي
مكتبتى
رابط مختصر



"#أيها الجنود أيُّكم القائد؟"



أحلمُ بأن يرى المواطن مجموعة من الجنود فيسألهم: أيها الجنود أيكم القائد؟
إذا كان قادة الجيش والشرطة يريدون الصلاح (لأنفسهم) والإصلاح (للناس) فعليهم أن يفعلوا شيئاً قد لا يخطر فعله على بال أحد: عليهم أن يستغنوا عن نجومهم ونياشينهم، وأن يبرزوا للناس في بساطة الجندي العادي، بحيث لا يعرف الناس، من المظهر، القائد من الجندي "النفر".
أعلم أن هذا الطلب قد يبدو غريباً وغير واقعي في أعين الكثيرين، لأن الدنيا باتت كلها نجوماً ونياشين.
ويرى الناس أن هذه الشارات أصبحت عادية ومعمول بها في كل مكان.
أقول: نعم، كثير من الممارسات المُفسدة والمهلكة قد أصبحت عادية ومعمولاً بها في كل مكان.
لكن الذي يعلمُ ما يقول، لا يضره كثيراً استغراب الناس.

أنا أدعو جميع ضباط القوات النظامية إلى أن يقفوا متواضعين، بلا شارات ولا علامات تدل على علو الرتبة والمقام.
نعم، فليقف قادة الجيش وقادة الشرطة مثل الجندي النفر، فهم ليسوا أعظم قدراً عند الله من الجندي النفر.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم في نشاطاته المدنية يقف وقفة العامل الأجير؛
وكان في نشاطاته العسكرية يقف وقفة الجندي النفر بين الجنود.
وكان حين يأتي الإعرابي الغريب لا يتعرف عليه بين صحابته، فيسأل: أيكم محمد؟
صلى الله عليه وسلم، ورضي عنهم.
أما الآن، للأسف، فيكاد الأعمش أن يتعرف على الفور على القائد بنجومه اللامعة البراقة.
لكن السؤال هو: ما ضير هذه النجوم؟
الجواب: إنها سبب فساد كبير نراه ولا نعرف أين منبعه.

لا بد أن نشير إلى إن التغيير الحقيقي ليس نزهة، بل هو سلسلة مبادرات كبيرة، و"مشاترة"، وصاعقة!
قد يتطلب التغيير الحقيقي هدم الجبال، وتغيير مجاري الأنهار، وتخضير الصحاري، ووصل البحار بالبحار.
ناهيك عن مجرد نزع نجمة بلاستيكية أو معدنية عن الكتف!
أيها القادة المحترمون!
هذه النجوم التي تتلألأ على أكتافكم، وهذه النياشين التي تحرصون عليها، لا تزيدكم قدراً، ولا تجلب أمناً، ولا توفر أماناً، لا للناس في الدنيا، ولا لكم يوم الموقف العظيم.
ولكنها في دنيانا هذه قد أصبحت سبب فتنة كبيرة وبلاء عظيم.
لقد صار الجميع يتكالبون على النجوم والنياشين والألقاب.
حتى صار لدينا الفريق "خلا"، واللواء "خلا"، والعميد "خلا"...
وكل هؤلاء "الخلويّون"، في الحقيقة، مدنيون، تركوا التدريس والتمريض والزراعة والرعي...، وتمردوا، والتحقوا بالحركات المسلحة. أي أنهم امتطوا العسكرية عنوةً واقتداراً، ولم يدخلوا لها مدرسة ولا كلية، وذلك حين رأوا أن العسكرية قد صارت مصلحةً ووجاهة، بعد أن كانت أمانة يؤديها العسكري كواجب، ثم ينسحب عند تقاعده بشرف.

أيها القادة المحترمون،
اخلعوا نجومكم ونياشينكم إن كنتم تريدون الصلاح والإصلاح.
ازهدوا فيها، تنْصلِحوا وتُصْلِحوا..
أو أصِرُّوا عليها فتهلَكوا وتُهْلِكوا..

قف متواضعاً، "أزبليطة"، يا عبد الفتاح، وسنعرفك، ولا ننكرك، فأنت قائد الجيش ورئيس المجلس السيادي؛
وقف متواضعاً، أزبليطة، يا محمد حمدان، وسنعرفك، ولا ننكرك، فأنت قائد الدعم السريع ونائب رئيس المجلس السيادي؛
وقف متواضعاً، أزبليطة، يا عز الدين، وسنعرفك، ولا ننكرك، فأنت أكبر ضباط الشرطة ووزير الداخلية.

قفوا متواضعين، أيها الضباط أجمعين، بلا نجوم وبلا نياشين، واركبوا في المواصلات مع غمار الناس، حتى لا يعرف الناس أيكم الضابط وأيكم الجندي.
وإنْ كنتم حريصين على أن يراكم الناس برتبكم المتفاوتة، فتذكروا أن الناس لم يكونوا يفرزون النبي عن صحابته.
صلى الله عليه وسلم، ورضى عنهم.

حطّموا هذه الأصنام الصغيرة المتلألأة التي ترصعون بها أكتافكم، فوالله إنها سوف ترهق كواهلكم في وقفة الحشر!
اُلقوا بها أرضاً حتى لا يطمع فيها كل من هبّ ودب!
ازهدوا فيها، يزهد الناس فيها، وسوف يزهدون كذلك في الألقاب، وفي التمايز، والتناطح، والتكابر، والتدابر...

إنّ هذه النجوم والنياشين هي التي جعلت المدنيين يخلقون لهم نياشين ونجوماً موازاية، فكثر طالبو "الدكترة"، ليس من أجل العلم، بل من أجل "الفنجرة". وصار الناس يدعون بعضهم: الرجل القامة، العملاق، الزعيم، الرئيس...ثم انتقلت المزايدة مرة أخرى إلى العسكريين فظهر العميد طبيب، والعميد الدكتور، والعميد حقوقي. أي أن المدنيين، حين رأوا تسلط العسكريين، خلقوا لهم عسكرة خاصة، هي الحركات المسلحة. وعندما رأى العسكريون تشدق المدنيين بالألقاب الأكاديمية أضافوها إلى رتبهم العسكرية ألقاباً أكاديمية، فنتج العميد حقوقي والعقيد طبيب. ولكل هذه الأسباب، ترك المزارعون والرعاة مزارعهم ومواشيهم و"نشغوا" يطلبون الرتب العسكرية.

إنها دعوة إلى التواضع!
دينك يدعوك إلى عدم تمييز نفسك بشارات تدل على رتبتك.
فمن ظن أن مقامه رفيع ومتميز على الآخرين، أو وضع شارة تدل على أنه كذلك، خرج من زمرة المتواضعين ودخل في عداد المتكبرين.
والله سبحانه تعالى لا ينظر حتى إلى وجوهنا وأشكالنا وألواننا، أما تميّزنا بملابس وشارات الشهرة فإنه يمقته، سبحانه وتعالى.
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لبس ثوب شهرة في الدنيا، ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة". ولا شك أن النجوم النياشين من ثياب الشهرة. ولا يخفى أن الكثيرين يتعمدون لبسها في غير مقامها لفتاً للنظر أو تحقيقاً للمصالح.
ولذلك وجب على المؤمن أن يبتعد عن اللباس الذي يميزه عن غيره من الناس، أو يدل على أنه "أرفع رتبة"، لأن هذا التميز قد يؤدي إلى العجب، والتكبر، والخيلاء.
وفي حديث آخر أن البذاذة من الإيمان، وليس ترصيع الكتوف بالنجوم اللامعة من البذاذة في شيء.

ثم إليكم هذا الحديث ذو المغزى: أنّ امرأة كان فى حجرها ابن ترضعه، إذ مرّ بها راكبٌ ذو شارة (أي يرتدي علامات تدل على علو مركزه)، فقالت: اللهم اجعل ابنى مثل هذا. فترك الطفل ثديها، وقال: اللهم لا تجعلنى مثله، ثم أوضح لأمه: يا أماه إن الراكب ذو الشارة جبارٌ من الجبابرة (بتصرف).

إن الثورة الحقيقة هي ثورة على النفس في المقام الأول: ثورة على حب الوجاهة والرئاسة، وحب السمعة والتميز.
فليكن جيش السودان وشرطة السودان هما أول من يزهد في النجوم والنياشين.
وليصبح جيشنا جيش المتواضعين، وشرطتنا شرطة المتواضعين.
وليكن الجيش والشرطة قدوةً للمقتدين.

أرضاً دبابير!
أرضاً نياشين!
انصراف!

Post: #2
Title: الريح عبد القادر محمد عثمان
Author: بكرى ابوبكر
Date: 09-17-2021, 06:19 PM

  • دعوة لقادة الجيش والشرطة: إنزعوا نجومكم و نياشينكم وسترون ما يسرُّكم 
بقلم:الريح عبد القادر
  • كيف يضيّع شعبٌ عظيم ثورةً عظيمة بقلم:الريح عبد القادر محمد عثمان
  • هل تصبح حكومة حمدوك أشجع حكومة في تاريخ السودان؟ بقلم: الريح عبد القادر 

  • إلى عثمان ميرغني وآخرين بقلم: الريح عبد القادر محمد عثمان
  • تفكيك الأباطيل المؤسِّسة للفكر الإخواني (1) بقلم: الريح عبد القادر
  • السلعة الخفية بين السودان وإسرائيل من أين لكم هذا أيها السودانيون؟ بقلم: الريح عبد القادر
  • المكوِّن العسكري في الحكومة الانتقالية أو الرفقة السيئة: كيف يهدد المال الأسود عملية الانتقال ف
  • إلى كلمة سواء مع قواتنا المسلحة في موضوع الشركات كتبه:الريح عبد القادر محمد عثمان
  • التفضيل في القرآن بقلم الريح عبد القادر
  • ضعفاء في الدين والعقل، أشداء على النساء بقلم الريح عبد القادر