السمة الغالبة في كل ربوع السودان تردي في الخدمات، و فقر، و مرض، و فاقة، و عوز، كل ذلك لم يكن لقلة موارد، بل اصبح للفساد منهج، و مؤسسات، و اباطرة، و لوردات حروب، بيدهم كل مفاصل الدولة من مال، و سلطة.
عندما نتحدث عن ولاية سنار، و كأننا في دولة اخرى وسط غابات الأمازون، فالإنسان في هذه الولاية كما خلقتني يا مولاي، يعيش وكأنه في العصر الحجري يواجه مصيره، حيث لا سلطة، و لا دولة، و لا بطيخ.
جاءت حصة الولاية في المحاصصة من نصيب حزب المؤتمر السوداني، فجاءوا بالوالي معلماً، من قاعات الدراسة فكل خبراته، و إمكانياته انه كادر حزبي.
إستمعت لحديث السيد الوالي الاستاذ، الذي مكانه الطبيعي في قاعات الدراسة، و سط التلاميذ، حيث قال في بداية الخريف بالحرف : " اناشد المسؤولين في المركز" ثم اعلن عجزه قبل ان تبدأ الكارثة، و الفيضانات، و لم تمطر بعد.
ايّ والله والي يناشد المسؤولين!
عجزت الولاية، و الحكومة الإتحادية التي ناشد الوالي المسؤولين فيها عن السيطرة علي خور يقطع الطريق القومي عند مدينة ابوحجار " خور القعرة" الرابط لإقليم النيل الازرق ببلاد السودان الشقيقة، حيث يحتاج الي وضع علبة واحدة " ماسورة"!!! و ردمية بطول امتار بعدد اصابع اليد الواحدة.
للأسف يتكرر هذا المشهد المأساوي كل عام.
لعلم السادة القراء، توجد بهذه الولاية فرقة مشاه تتبع للجيش السوداني، و كمية من معسكرات الدعم السريع، و الإمكانيات المهولة التي لا تخطئها العين، و تعجز الولاية في ردم خور يقطع طريق قومي يربط إقليم خارج من حرب، و ما ادراك ما جوبا للسلام!
في صورة زادتني بؤساً علي بؤسي رأيت عضو السيادي عقار، و وزير دفاعنا الشاطر اللواء ياسين في سيلفي جمعهم في إحدى ضواحي النيل الازرق، و هم يعلنون بداية الترتيبات الامنية.
من المؤكد انهم ذهبوا الي تلك الضاحية جواً، حيث ننتظر ان ينقلوا لهذا الإقليم المنكوب التنمية، و الامن جواً، بالانتنوفات، و الهلكوبترات.
صورة السلطة، و الدولة في هذه البلاد تدعو للقرف، حيث لا توجد في قاموس احد اساسيات المعرفة بماهية السلطة، و الحكم، حيث الخدمات، و العمل علي رفاهية المواطن.
كسرة..
الجيوش المحترمة تقف مع شعوبها عند الكوارث بإمكانياتها، و آلياتها، و افرادها.
السؤال اين الجيش السوداني من ازمة خور القعرة التي عجزت حكومة الولاية، و الحكومة الإتحادية من السيطرة عليها، و هنا تُعتبر من القضايا القومية، التي تؤرق الأمن، و التنمية معاً، و التي تستوجب تدخل الجيش المرابط هناك بالفرقة 17.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة