أفادت الصحفية الصلبة والحقانية سهير عبد الرحيم عبر مقال صحفي مُتداوَّل في وسائل التواصُل الإجتماعي ، أنها إلتقت مجموعة من مُصابي ثورة ديسمبر المجيدة ، وأفادوها بأنهم فوق ما يُعانون من أوجاع وآلام متعلِّقة بالإصابات التي تعَّرضوا لها ومُضاعافاتها الأليمة التي وصل بعضها إلى شلل تام ونصفي وإعاقات مختلفة ، يعانون أيضاً من إهمال وعدم إكتراث الدولة ممثلة في الحكومة الإنتقالية التي صعدت إلى حكم البلاد بفضل تضحيات الشهداء وأنات هؤلاء الجرحى ، وفي إثبات واقعي لذلك الإهمال والتهاون في إيجاد حلول جذرية لمشكلاتهم وقضاياهم المُستحقة أفادوا بأنهم لم يستطيعوا ولمدة إسبوعين من الحصول على إذن لمقابلة وزير شئون مجلس الوزراء المهندس خالد عمر يوسف ، في إشارة إلى مُجابهتهم الكثير من العنت والمُماطلات من قِبل إدارة مكتب الوزير وسكرتاريته.
ودعت سهير الحكومة الإنتقالية عامةً والوزير خالد عمر يوسف خاصةً إلى إعتبار قضايا الشُهداء والجرحى والمفقودين (قضايا فوق العادة) ، وإعطاءها الأولوية على قائمة جداول أعمالهم ، وذلك بكل بساطة لأنهم السبب الرئيس في إنتصار هذه الثورة وأنهم كانوا جذوة الأمل البعيد المنال ، والذي تحوَّل بفضل تضحياتهم إلى واقع نعيشهُ الآن بحلوهِ ومُرهِ ، وهُم الذين جعلوا من المُمكن أن يكون لشعبنا الباسل حكومةً إنتقالية تسعى لتحقيق مطالبه وشعاراته وآمالهُ التي يرتجيها في سودانٍ جديد يقومُ على الحرية والعدالة والمساواة ، كل ما سبق هو أمر عادي وتُشكر عليه الصحفية المخضرمة سهير عبد الرحيم ، وهذا ما نطمح أن يسمو إليه دور الصحافة والإعلام في عهد الحُرية ، فالنزاهة وتوخي المصلحة العامة وفضح التجاوزات والفساد وأوجُه التقصير هي أهم الأدوات التي تقوم عليها فكرة المساواة والعدالة ودوران عجلة النماء المُستدام ، لكن الغريب في الأمر أن إدارة مكتب وزير شئون مجلس الوزراء سمت أيضاً بمهنيةٍ عالية إلى (تعظيم) فضيلة الإستماع والإلتفات إلى إلى ما تتداولهُ الصحافه وردَّت على المقال المذكور ببيان توضيحي فيه الكثير من الأدب والتهذيب المهني وإحترام الرأي الآخر ، وأبانت فيه بالأرقام والإحصائيات والدلائل الموثَّقة مجهودات عظيمة ومُقدرة قامت بها الحكومة الإنتقالية في إطار معالجة مشكلات وقضايا جرحى ومُصابي ثورة ديسمبر المجيدة ، والذين وكما ورد في بيان الوزارة يظل كل مجهود يُقدم لحل مشكلاتهم (قاصراً) و(عاجزاً) عن الوفاء ولو بجزءٍ يسير من ما قدَّموه من تضحيات وطنية سيظل يفخر بها السودان والسودانيون.
ورغم إيماننا بأهمية دور الصحافة والإعلام في إضفاء روح الشفافية (قسراً) و(إجباراً) في عهد الحرية والسلام والعدالة شاء من شاء وأبى من أبى ، إلا أنني أدعوا الكثير من الصحفيين الشُرفاء إلى القليل من الحذر وبعض التريُّث عبر الإستوثاق من المصادر قبل نشر الأخبار والمقالات ، وذلك ليس رأفةً بالحكومة الإنتقالية أو إنصافاً لهذا أو ذاك من الوزراء والمسئولين ، ولكن (دعماً) و(حمايةً) للمسار الديموقراطي نفسهُ ، وقد تربص به الكثير من المتربصين والمُتآمرين من الفلول والمنتفعين من دائرة فسادهم السابق بعدما أصابهم (جفافٌ) مُضطرد في منابع نهبهم لموارد البلاد وأرزاق العباد ، فإن كان لا بد للصحافيين من (واجب) أو (مُعاضدة) يقدمونها لصالح المشروع الديموقراطي الذي ضحى هؤلاء الشباب بأرواحهم من أجلهِ ، وتحمَّلوا جراحهم وإصاباتهم وأوجاعهم وإعاقاتهم أملاً في نصرتهِ وإستدامة وجوده في واقعنا المُعاش ، هو بكل بساطة (مُجرَّد) بذل المزيد من الجهد في (التقصي والإستوثاق) قبل نقل أو تحليل أيي معلومة قد تكون غير دقيقة أو لا تمُت للحقيقة بصلة ، أملي كبير أن تكون الزميلة سهير عبد الرحيم عند حسن ظني بها فيما أعلمهُ عن إنتمائها المُطلق للحق والحقيقة ، وأن (تُمتِّعنا) بجُرئتها المعهودة ولكن هذه المرة في باب (الإعتذار).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة