تسكت بس بقلم:صلاح الدين حمزة الحسن

تسكت بس بقلم:صلاح الدين حمزة الحسن


08-09-2021, 12:43 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1628509392&rn=0


Post: #1
Title: تسكت بس بقلم:صلاح الدين حمزة الحسن
Author: صلاح الدين حمزة
Date: 08-09-2021, 12:43 PM

11:43 AM August, 09 2021

سودانيز اون لاين
صلاح الدين حمزة-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




▪️منهاج القحاتة و تبعهم و من لف لفهم و دار معهم ، إما "أن تكتب ما يعجبهم و ما يوافق رأيهم و فكرتهم"، فيقولون لك "لا فض فوك" .. أو "أنك ستواجه بتعليقات حادة و شديدة اللهجة قد تصل الي السب و الشتم و القطيعة"، و قد أصبحوا في هذه الوسائط كالسرطان ما إن ينشر شخص أي موضوع لا يتفق مع منهاجهم أو رؤيتهم إلا و تركوا الموضوع جانباً و إنهالوا علي كاتبه سباً و شتماً و تخويفاً و تخويناً و توصيفاً.
▪️لقد إكتظت الأسافير و مختلف وسائل الإعلام الإجتماعي باٌناس جعلوا أنفسهم كالأوصياء أو المراقبين أو المشرفين ما إن ينشر أحد الناس موضوعاً أو يكتب رأياً لا يعجبهم أو يكون ضد توجههم أو فكرتهم إلا و هجموا عليه ، حتي أن بعض الناس ترك الكتابة و النشر خوفا من هؤلاء "المهاجمين" ، و آخرون صاروا فقط يطلعون و يقرأون لكن لا يعلقون أو يكتبون رأياً و ذلك خوفاً من هؤلاء "المهاجمين" ، و صنف ثالث ربما بداوا يكتبون في أشياء و ينشرون آراء و هم غير مقتنعين أو أن رأيهم يخالف ما يكتبون إلا أنهم يفعلون ذلك أيضا خوفا من هؤلاء "المهاجمين". ، كذلك الكثير عندما يريد توضيح رايه و خوفا من هؤلاء "المهاجمين" يقوم اولاً إما بالقول أنه ليس له إنتماء محدد أو أن يبدأ بسب و شتم "الكيزان" ك "فرشة" أو "رمية" حتي يسلم منهم ثم يقول رأيه .
▪️صناعة الدكتاتورية و الإستبداد تبدأ من الهجوم علي الرأي و محاولة إسكات صوت الآخرين بالإتهامات و التشبيه و التخويف ، و المدح الزائد و الشكر علي "اللاشيء" ، و هذه الصناعة يقوم بها ، ليس "المستبدون" أو "الدكتاتوريون" ، إنما من يؤيدونهم بعمي و يثقون فيهم اما من المنساقين الذين يسمون إسفيرياً "القطيع" أو أولئك "المصلحيون" الذين يستفيدون من فشل الأنظمة و هم "المداحون بأجر" من بطانة السلاطين و ما اكثرهم . و عادةً ما تتم صناعة الدكتاتورية من خلال تخويف الناس و إرغامهم و الإيحاء إليهم بالإعتقاد في شخصية بعينها إضافة إلي السيطرة علي وسائل الإعلام بمثل هذه الآراء و الأفكار ، و من خلال الإعلام و المدح و تخويف الناس تتم صناعة الدكتاتورية .
▪️الكثير من منشورات الإخوة "القحاتة" و مؤيدو النظام "بعمي" و من تبعهم عبارة عن المتابعة و الملاحقة و التخويف و التخوين و التنديد و التهديد لكل من ينشر ما لا يعجبهم أو ما يذكر سوءات النظام و وصفهم بالكيزان أو بالدولة العميقة او الخونة أو أنهم ليسو بوطنيين ، و تجدهم لا يتحدثون عن اخفاقات النظام و لا يريدون نقده او كشف الأخطاء بل يسبون كل من ينقد و يعللون و يبحثون عن الأسباب و إن لم يجدوها يرجعوا الي "شماعتهم" التقليدية و يرمون اللوم على "الكيزان" و "النظام البائد" و "ثلاثون عاما" ، ثم يعقبونها بالمصطلحات و التعابير التي أصبحت ثابتة "نحن وين و كنا وين" و "شكرا حمدوك" .
▪️بالطبع لا نبرئ نظام الانقاذ ، لكن يجب ان لا يكون هذا سببا لإسكات الناس من نقد النظام الحالي و كشف أخطائه و سوءاته ، و يجب ان يتوجه هؤلاء الناس نحو العمل و نصح و توجيه و توصية النظام القائم للعمل ، فالدولة لا تبني بشتم و سب الكيزان "لكن كمان ورونا شطارتكم".
▪️يعتبر النقد أداة من أدوات التحسين و الإصلاح، لذلك لا بد منه و اذا انعدم النقد و الرأي الآخر فإن الأمر لن يكون مستقيماً في كل شيء . معلوم أن الجهات المعارضة في بلادنا بل في دول العالم الثالث علي العموم همها فقط تغيير الأنظمة حتي و إن كان عملها في مصلحة الوطن و الاٌمة بخلاف المعارضة في أوربا و الدول المتقدمة إذ أنها تعتبر جزء من السلطة الحاكمة و تقوم بالمراقبة و التوجيه و الإرشاد و إظهار الأخطاء ، لذلك ربما نعذر أصحاب السلطة أنهم لا يريدون المعارضة و يتهمونها بكل شيء ، لكن ما بال الآخرين الذين ليسوا في السلطة بل يؤيدونها فقط فتجدهم اشد بأساً حتي من السلطان في مجابهة الرأي المعارض للسلطة .
كل المني ان يرتقي الناس قليلاً و يرتضوا بالتنوع و التباين و الإختلاف في الطرح و الرأي و الفكرة ، و يتركوا الأنظمة لعملها و لا "يشوشوا" علي التنفيذيين بالتناحر و التشدد و كذلك يجب أن يستفيدوا من هذه الآراء المختلفة و المتعددة في نصح السلطات لتقويم الأخطاء.

صلاح الدين حمزة الحسن
باحث
[email protected]