لجان المقاومة.. الأحزاب وحصان طروادة بقلم:جعفر خضر

لجان المقاومة.. الأحزاب وحصان طروادة بقلم:جعفر خضر


08-02-2021, 10:40 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1627940452&rn=0


Post: #1
Title: لجان المقاومة.. الأحزاب وحصان طروادة بقلم:جعفر خضر
Author: جعفر خضر
Date: 08-02-2021, 10:40 PM

09:40 PM August, 02 2021

سودانيز اون لاين
جعفر خضر -السودان
مكتبتى
رابط مختصر





صحيفة الديمقراطي ٢ أغسطس ٢٠٢١

إن أكثر الناس إضرارا بهذه الثورة العظيمة، هم الذين يعملون على تخريب الأجسام الثورية وحرفها عن مسارها، وتجييرها لمصلحة أجندة النظام البائد، أو أجندة شخصية تلبية لطموحات الذات ، أو لأجندة حزبية ضيقة.
إن البناء المؤسسي لقوى الثورة، لا سيما لجان المقاومة، ضرورة قصوى، لأنها الحارس الأول وخط الدفاع الأساسي لدحر الثورة المضادة.
إن لجان المقاومة هي أكبر تنظيم للشعب السوداني في تاريخه، وكان لها الدور الأكبر في ثورة ديسمبر، إذ تخلقت قبلها، وتزايد تكوينها في القرى والأحياء في أثناء الثورة، لتتكون تنظيمات لا مركزية، واسعة الانتشار .
ولكن يلاحظ تراجع نشاط لجان المقاومة بدرجة كبيرة، نتاج للإحباط بسبب سوء أداء الحكومة المدنية والحاضنة السياسية، ولمحاولات النظام البائد لاختراق اللجان، وبسبب تدخلات حزبية تعمل على جر لجان المقاومة لخطوطها السياسية وتكتيكاتها العقيمة، التي هي في الغالب صراعات فرعية.
وظلت قوى الحرية والتغيير في غالب الأحوال تنظر للجان المقاومة كمنافس، ينبغي استتباعه أو إبعاده أو تحجيمه لأقصى درجة ممكنة.
هناك توجهان رئيسيان لكيفية تعاطي لجان المقاومة مع تعقيدات الواقع السياسي: توجه يرى ضرورة وجود لجان المقاومة في مركز اتخاذ القرار السياسي، وتوجه يرى أن الأفضل وجود لجان المقاومة خارج الحاضنة السياسية والحكومة ومراقبتهما.
عند نشأة قوى الحرية والتغيير، وحسب رأي الدكتور عمرو عباس، أقصى تجمع المهنيين السودانيين بالخرطوم لجان المقاومة من الوجود كأحد مكونات قوى الحرية والتغيير، وبالتالي أبعدها عن الفعل العملي والمشاركة في مركز القرار.
وبذلك صارت لجان المقاومة - وفقا لعباس - رقماً دائما في السياسة السودانية لكنها تتحرك حولها وخارجها، وهذا لأنها أغفلت ما يقتل الثورات، وهو عدم وصول الثوار الى مركز اتخاذ القرار.
وأدى ذلك إلى إبعاد لجان المقاومة من المشاركة في اتخاذ قرار التفاوض مع المجلس العسكري، ومن ثم إبعادهم من التفاوض، مما أسهم في التشوهات التي طالت الاتفاق السياسي والوثيقة الدستورية من بعد.
كانت تجربة القضارف مختلفة، فقد تم إقصاء لجان المقاومة بتوظيف عناصر من داخلها.
في بدايات تشكل قوى الحرية والتغيير بالقضارف، اقترحت مبادرة القضارف للخلاص إضافة ممثلي لجان المقاومة لقوى الحرية والتغيير، وبعدد أكبر من الآخرين لمساهمتهم الكبرى في الثورة ولانتشارهم الواسع، لكن رفض البعض تمثيلهم نهائيا. وبعد أكثر من اجتماع َتم الاتفاق على تمثيلهم بشخصين مثل بقية التنظيمات.
وعندما بدأ النقاش حول هيكلة قحت في أواخر العام ٢٠١٩م، اقترحت مبادرة الخلاص أن تكون لجان المقاومة هي الكتلة السادسة، وأن تكون أكبر الكتل بحكم انتشارها الواسع . ولسخرية الأقدار أن ممثل لجان المقاومة ، في اجتماع رسمي، قال أنهم لا يرغبون في أن يكونوا كتلة، ويكتفون بأن يكون لديهم ممثل واحد بالمجلس المركزي!
لاحقا نشب خلاف ورأي مغاير داخل "تنسيقية لجان المقاومة"، إذ أن قرار عدم التمثيل ككتلة لم يكن متفقا عليه.
واضح أن تحجيم اللجان بالقضارف حدث بتخطيط حزبي، أحد الأحزاب أو عدد من الأحزاب، قامت بتوظيف كوادرها داخل اللجان. والمؤسف أنهم يعتبرون مثل هذه الأعمال تندرج في باب "الشطارة" السياسية!
لم تستطع مبادرة الخلاص أن تفعل شيئا إزاء تحجيم وجود لجان المقاومة، لأن إقصاء اللجان حدث، باستخدام حصان طروادة، من داخلها.
وبعد تجربة استمرت لعام، غادرت الخلاص الحرية والتغيير بعد أن رفضت كل الأحزاب يسارا ووسطا ويمينا تمثيل المحليات في المجلس المركزي.
ولأن الثورة لا تزال مستمرة، فإن تحريك الركود الذي أصاب عمل لجان المقاومة، في الأحياء، وبنائها ديمقراطيا، هو أحد الأولويات الضرورية، التي تحتاج إلى تروس راكزين وعناصر صلبة، مصفحة ضد الإحباط .
في حالة توقف لجان الأحياء تكون التنسيقية عبارة عن جسم فوقي بدون جذور، يمكن أن يقوده أشخاص لا وجود لهم في لجان أحيائهم، أو ليس لديهم لجان في أحيائهم، ويمكن تجيير اسم اللجان لمصلحة جهات أخرى لا علاقة لها باللجان. ومن هنا تدخل الثورة المضادة، والأحزاب السياسية التي لا ترى أبعد من أرنبة أنفها.
إن البناء المؤسسي يتطلب أن تكون لجنة الحي هي الأساس بأن تنتظم في عقد جمعياتها العمومية، وأن يكون لها هيئة قيادية منتخبة لفترة زمنية محددة ... هذا هو الأساس الذي بناء عليه يتم التشبيك وتكوين التنسيقيات .. وينبغي أن تظل السلطة الأقوى في لجنة الحي، ويذهب ممثلها للتنسيقية وفقا لإرادتها هي، بل تستطيع لجنة الحي تغييره بقرار من اجتماع مكتمل النصاب.
لا شك أن هنالك كثير من منسوبي الأحزاب يتسمون بوعي متقدم، ولم يسهموا في حرف اللجان عن مسارها، بل ساعدوها في أن تمضي إلى الأمام، لأنهم يعون أن (لبعض حزبه ولجنة المقاومة لجميع الثوار).
إن البناء المؤسسي بالارتكاز على لجان الأحياء والتشبيك الديمقراطي بالتصعيد الرسمي من اللجان المنتخبة بالأحياء للقطاعات الجغرافية هو الطريق الصحيح للبناء الحقيقي للجان المقاومة.. لا يقف ضده سوى البرهان والكيزان والمتآمرين واللصوص.