خسرت البلاد واحدا من أشجع واصدق الرجال منذ أن كان طالبا في جامعة الخرطوم حيث وقف بقوة وصلابة ضد دعاة الفجور والانحلال في حادثة مباراة مختلطة في الكرة الطائرة الشهيرة في الثمانينات من القرن الماضي التي أراد الشيوعيون والضلاليون جعلها ضربة البداية للانحلال بالجامعة فاختاروا بعناية لعب مباراة للكرة الطائرة مختلطة بين البنات والاولاد ولكن وقف المرحوم موسي كرامة وسط الملعب يحمل عصا غليظة وبعينيه نظرة واثقة ومتحدية يجول ببصره بين اللاعبين واللاعبات الذين انزوو في ركن قصي يرتجفون ويرتعدون قبل أن يجرجروا أثواب الخيبة وينسحبو ذليلين خاسرين وكانت أول واخر محاولة للانحلاليين لسن سنة سيئة بالجامعة. ثم ذهب موسي كرامة الي أحراش الجنوب مجاهدا صادقا كغيره من الاسلاميين الشرفاء الذين صدقوا خدعة الخبثاء من قادتهم الذين كشفتهم الايام تجار دين وطلاب دنيا ليس إلا ، ذهب موسي كرامة مجاهدا واللي بلاءا حسنا وأظهر شجاعة وثباتا قل أن يوجد له نظير ، وانقذ بشجاعة زملاءه الجرحي تحت وابل الرصاص والكل في الجانبين من الفرقاء يتفرج مذهولا من هذه الشجاعة. وبعد أن آتي الإسلاميون بليل حالك قبيل فلق الصباح في الانقلاب الكارثة يوم الثلاثين من يونيو ١٩٨٩ وفي بدايات حكم الكيزان وقبل الانقسام والمفاصلة بسبب لهث البعض من تجار الدين المندسين وسط الإخوان الصادقين ،تقلد موسي كرامة مواقع عدة متقدمة وكعادته خرج منها جميعا عفيفا نظيفا تقيا نقيا كما نظنه ونحسبه ، وكان في موقعه مديرا لشركة الصمغ العربي أوضح الأدلة علي نزاهته ونظافته وعدله وحسمه .فقد جعل الشركة رابحة بعد سنين خسارات بسبب الفساد . وحين احتج الفاسدون والمتضررون من وجوده طالبوا بخصخصة الشركة فاشترط عليهم موسي كرامة بأن يكون المنتجون الصمغ في فيافي كردفان ودارفور والنيل الأبيض والأزرق أكثر من خمسين بالمئة من الأسهم في الشركة فتراجع التجار والوسطاء عن مطلبهم بخصخصة الشركة لادراكم بأنهم هم الاخسرون إن تم ذلك.
الا رحمك الله يا موسي كرامة وجعلك في الفردوس الاعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا . إنا لله وانا اليه راجعون.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة