|
Re: كلوركس تاريخي: إعدام الذاكرة الثقافية (Re: مازن سخاروف)
|
(2) الرجال ذوي الأكف الزلقة: الذين يبصمون لتزييف التاريخ "بالغانون" "أكنس, قش, أمسح"
في زيارة لـ "وورسو" العاصمة البولندية قبل سنوات, سألت صديقتي من أهل المدينة عما يمكن أن أفعله في دور سائح عادي, أو كآخر ينظر للثقافة والتاريخ بعقل مفتوح. أعطتني "أولا" قائمة بالمعالم والأمكنة ومن بينها النصب التاريخية (او المنحوتات التاريخية). وتلك لم تكن بعيدة جدا عن "سنتر" وورسو". فنزلت من الترام ومشيت برجلي.
تلك المعالم التاريخية كانت نصبا سوفييتية Soviet Monuments تعود لفترة تحرير المدينة من الألمان في نهاية الحرب العالمية الثانية على يد الجيش الأحمر. من ضمنها ما يمكن أن نسميه نصب "رفيق السلاح" وهو يسند رفيقا له جريحا على ركبته مضمدا جراحه بيد وسلاحه بجانبه. إلتقطت عددا من الصور بكاميرا تعتبر بدائية بمقاييس اليوم. مكثت عدة أيام في المدينة الجميلة وقفلت عائدا إلى برلين بالقطار ثم بالطائرة إلى لندن في غد.
في الصيف الماضي (2020) وعلى ضفاف الأطلنطي إلتقيت بشبان من بولندا في بداية العشرينات. فعملت معهم حوار "أجيال" باعتباري أربعيني. سألتهم عن وورسو وسألوني عن لندن.
وأتيتهم بـ"سيرة" النصب السوفييتية. فبدا وكأن على رأسهم الطير.
الذي حدث, من ناحية أن الحكومة البولندية قبل سنوات (2017) "قررت" التخلص من النصب التاريخية السوفييتية. ومن ناحية أخرى, فهؤلاء الشبان الذين يمثلون شريحة من الجيل الجديد "الواعد" في بولندا لم يسمعوا بتلك المعالم التي لعقود وأجيال كونت جزءً من تاريخ عاصمتهم الجميلة وورسو. لم يسمعوا بها إطلاقا, كما أجابوني, ناهيك عن إحاطتهم بتدمير بلدية وورسو لها بتكليف من الحكومة.
من المثير للإنتباه أنهم حطموا نُصُب الجيش السوفييتي بالبلدوزرات, لكنهم في ذات الوقت تركوا "آوشفِتز" التي حررها الجيش السوفييتي أيضا.
فتأمل!
(عدل بواسطة مازن سخاروف on 06-14-2021, 02:41 AM)
|
|
|
|
|
|