الإسلام كثقافة بقلم:د.أمل الكردفاني

الإسلام كثقافة بقلم:د.أمل الكردفاني


06-06-2021, 08:40 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1623008455&rn=0


Post: #1
Title: الإسلام كثقافة بقلم:د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 06-06-2021, 08:40 PM

08:40 PM June, 06 2021

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




ما بين صدَفَي التزمت والغرض، جرت رؤى مختلفة داخل نهر الإسلام. غير أن تلك الرؤى -والتي تظل مجرد رؤى- لم تحقق أي قيمة ترتجى منها على مستوى دفع الدين بمجمله للأمام او حتى -بالنسبة للعلمانيين- حسر مده إلى الخلف. لقد ذكرت في مقال قديم، أن النظر إلى الدين من خلال بعده الثقافي هو الأجدى بإحداث نقلة في الصراع المزمن بين المحافظين والليبراليين. اي دراسة الدين باعتباره البيئي. ليس كوعاء (وهذا الخطأ الشائع في الدراسات الإسلامية بنقيضيها)، ولكن باعتباره بيئة ثقافية تتخالط وتتجادل مع بيئات ثقافية أخرى مختلفة ومتنوعة، وبالتالي يمكننا فهم الدين سايكولوجيا، وفهمه تاريخياً، وسياسياً وأدبيا وفنيا كذلك. أي التحاور معه كمعطى ضمن معطيات أخرى في زمان ومكان معينين. التضاد المطلق بين المجموعتين الرئيسيتين (المناصرين للدين والمناوئين له)، كبحت حرية البحث، لأنها تنطلق من أيدولوجياتها لتثبت تلك الآيدولوجيا فكانت تحصيل حاصل. لم تكن هناك حيادية يمكن الوثوق في نتائجها، كل ما حدث هو أن كل طائفة حاولت تعزيز موقفها باستمرار وراكمت -بالتالي- عوامل الصراع لا الحقيقة.
الإسلام كثقافة ضمن الثقافات، وليس كثقافة مهيمنة (لا يوجد ثقافة إسلامية مهيمنة في الواقع)، هو الذي كان سيمنح أي منظمة سياسية اجتماعية أدواتها اللازمة لحلحلة مشكلاتها التقليدية. غير أن هذا لم يحدث. لقد تحدث بعض السياسيين عن العلمانية، ليس كنظرية بل كآيدولوجيا، وهذا أوقعهم في خطأ سياسي فادح، وفي المقابل، تحدث الثيولوجيون عن الدين كمطلق للاستغلال السياسي في الغالب، مستفيدين من خطأ العلمانيين (التضاد بين الحق والباطل)، كلاهما لم يرغبا حقاً في توجيه أعينهم إلى المصلحة العامة، بل كان ذلك مجرد سلاح في المعارك المستعرة من أجل السلطة والثروة. مع ذلك فلم يفت شيء، والوقت لا زال مفتوحا للتراجع عن دق طبول الحرب. والجلوس للاحتكام للحقيقة المجردة، والتي لا تتأتى إلا من خلال النظر للدين كثقافة ضمن الثقافات، لا بتجريده من وجوده ضمنها ولا باعتباره مهيمناً.