|
هبوب يا الله. "لعنة" الطاقة المتجددة في السودان
|
00:05 AM May, 03 2021 سودانيز اون لاين مازن سخاروف-UK مكتبتى رابط مختصر
(1)
المصائب لا تأتي إلا تباعا: كفاءات سودانية يغيبها الموت
أحد أفضل الكفاءات السودانية, المرحوم المهندس محمد علي حامد توفي في حادث حركة مروع في عام 2016 ببورتسودان, حيث كان وقتها مشرفا على مشروع كبير لجعل طاقة الرياح مصدرا أساسيا من مصادر الطاقة في السودان, حيث عمل مع الحكومة السودانية وبرنامج الأمم المتحدة التنموي, لبرنامج لطاقة الرياح بالسودان WEPS كمدير للمشروع ومنسقا الجهد الهندسي والبشري مع عدة جهات وكفاءات عالمية منها أستاذه السابق الذي أشرف على رسالته للماجستير بألماانيا بعنوان, "تصميم إمداد كهربي هجين لأنظمة صغيرة مستقلة (1)
جدير ذكره أن البروف المشار إليه الذي كان أستاذ المهندس المرحوم, هو أرمل (2) المرحومة المهندسة نجوى قدح الدم والتي كانت بدورها زميلة المرحوم المهندس حامد في فترة الدراسة الجامعية بجامعة الخرطوم في التسعينات من القرن الماضي (1), وهي عالمة متفوقة في أحد التطبيقات المتقدمة للطاقة الشمسية في الفضاء. كما أن لديها علاقات في السياسة الدولية مثيرة جدا للجدل. توفيت نجوى في بداية هذا العام حسب ما نعلم إثر إصابتها بجائحة الكورونا في إحدى المستشفيات بالخرطوم.
الطاقة الشمسية إحدى المصادر الرئيسية المرشحة لسد حاجة السودان من الطاقة. إقتباس:
Quote: (3) أكمل السودان تطوير خطة فاعلة في عام 2018 للإستفادة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. لزيادة سعة (التوليد) الكهربي إلى 5.52 ميقاوات بحلول 2020 ... حيث يجري (في تاريخه, 2018, إضافتي, مازن سخاروف) إنشاء محطتين للطاقة الشمسية في كل من الأبيض والفاشر* بطاقة 5 ميقاوات. .. الوزارة** أيضا كما ذكر جاويش (المتحدث بإسم وزارة الموارد المائية, الري والكهرباء) وقعت عقودا مع شركتين (من) الإمارات والدنمارك لعمل محطات ري تعمل بالطاقة الشمسية**
|
عودة إلى طاقة الرياح: أهمية مجهود المرحوم حامد أنه جعل برنامج طاقة الرياح المذكور يتبع "منحى الحالة الدراسية" الذي عمله قسم الطاقة البديلة بجامعة أولدنبورق (حيث درس حامد الماجستير), بل أن المرحوم المهندس حامد لم يكتف بمحتوى الحالة الدراسية المشار إليه, بل طوره لتكون "طاقة الرياح وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة تغييرا واعدا لمُدخل الطاقة وأحد البدائل لمحطات الطاقة الحرارية العاملة بالوقود الحفري" (1)
سواء طاقة الشمس أم طاقة الرياح, أم الطاقة الكهرومائية***, فيبدو أن المنخصصين في الطاقة البديلة لا يستفيد منهم السودان على الإطلاق, أو يرحلون مبكرا قبل أن تؤتي إسهاماتهم أكلها. كل المحاولات تبوء بالفشل أو الإفشال.
حسب الأمم المتحدة, مصادر طاقة الرياح فقط يمكنها أن تغطي 90% من احتياجات السودان للطاقة إذا تم استغلال تلك المصادر جيدا (4) هبوب يا لله.
------------- (1) د. إيكّيهارت ناومَن, تنوير صحافي من موقع جامعة أولدنبورق (المحتوى محفوظ لدي, لكن الرابط الشبكي لا يعمل لا يعمل الآن) (2) يقال للمرأة التي متا عنها زوجها أرملة. وللرجل الذي فقد زوجته أرمل. (3) صحيفة الشرق الأوسط, السودان يعتمد على الطاقة المتجددة لإنتاج الكهرباء, 6 أغسطس 2018 (*) للأسف مؤخرا وقبل أسبوع فقط (نهاية أبريل 2021) تعرضت محطة الفاشر إلى ضرر بالغ إثر عاصفة اقتلعت منصات الخلايا الشمسية وأتلفت الكثير منها. و"يا فرحة ما تمت". لفائدة القراء, نورد مايلي: في تاريخ بدء إنشاء محطتي الأبيض والفاشر للطاقة الشمسية في عام 2018, حسب المصدر رقم (3), قامت الحكومة السودانية بتوقيع عقودات مع عدد من الشركات لتطوير الطاقة الشمسية في السودان: الإمارات العربية: شركة مصدر, المعروفة بشركة مستقبل الطاقة؛ بريطانيا: شركة الطاقة المتجهة جنوبا؛ ألمانيا: شركة بريزما بطاقة كلية 1 قيقاوات (3) بما أن محطتي الأبيض والفاشر للطقة الشمسية هما بطاقة 5 ميقاوات وحسب, فيبدو أن الشركات المصممة للمحطتين المذكورتين هن ضمن الثلاث شركات المذكورة من الإمارات وبريطانيا وألمانيا. البحث عن الفساد والإهمال المتعمد وغير المتعمد في مجال الطاقة في السودان يجب أن يضع تحت مجهر التحري كل الشركات الأجنبية التي تعمل معها الحكومة السودانية عقود استثمار في هذا المجال.
(**) ما قصة الشركات الأماراتية التي تتواجد في أي عقد استثمار يمكن تخيله في السودان, من النخيل في الشمالية, إلى الطاقة الشمسية, إلى آبار البترول, إلى غير ذلك؟ (***) هناك طبعا مشكلة و"خازوق" سد الحمداب, والذي حدثت "بعض الأشياء غير المفهومة" (صياغتي, مازن سخاروف) حولت الإسم إلى سد مروي, ليصبح الإسم الشائع. والذي سنتعرض له في حلقات أخرى.
(4) بايس وآخرون, ذكره مكاسا وآخرون في "تطوير الطاقة الشمسية في أفريقيا", 2013, مجموعة بنك التنمية الأفريقي.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هبوب يا الله. andquot;لعنةandquot; الطاقة المتجددة � (Re: مازن سخاروف)
|
(1) هبوب يا الله: "تصحيح" خطأ, مع إضافة وضبط الأخطاء الطباعية في مقالنا صباح الأمس, 4 مايو 2021 التصحيح لمقالتي أتى بعد لفت نظر من أحد قراء منبر سودانيز أونلاين (محمد البشرى الخضر) بصدد جزئية الضرر على منشأة طاقة شمسية بالفاشر. فالضرر وقع على إحدى محاط الري بمدينة الضعين, حاضرة ولاية شرق دارفور, تعمل بالطاقة الشمسية, وليس محطة الفاشر لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية كما تقدم. نرجو المعذرة للخطأ غير المقصود. فمحطة الفاشر للطاقة الشمسية إحدى محطتين إبتدأ إنشاؤهما في 2018. المحطة الثانية من هذا النوع في الأبيض وطاقة المحطتين 5.2 ميقاواط كما ذكرنا. محاط إنتاج الطاقة من الضوء-فولتيات كما محاط الري باستخدام الضوء-فولتيات كذلك تطرقنا إلى كليهما في المقال. فيما يلي التصحيح وتوسع في جزئية الضرر الواقع على محطة ري الضعين.
المصائب لا تأتي إلا تباعا: كفاءات سودانية يغيبها الموت أحد أفضل الكفاءات السودانية, المرحوم المهندس محمد علي حامد توفي في حادث حركة مروع في عام 2016 ببورتسودان, حيث كان وقتها مشرفا على مشروع كبير لجعل طاقة الرياح مصدرا أساسيا من مصادر الطاقة في السودان, حيث عمل مع الحكومة السودانية وبرنامج الأمم المتحدة التنموي, لبرنامج لطاقة الرياح بالسودان WEPS كمدير للمشروع ومنسقا الجهد الهندسي والبشري مع عدة جهات وكفاءات عالمية منها أستاذه السابق الذي أشرف على رسالته للماجستير بألماانيا بعنوان, "تصميم إمداد كهربي هجين لأنظمة صغيرة مستقلة (1) جدير ذكره أن البروف المشار إليه الذي كان أستاذ المهندس المرحوم, هو أرمل (2) المرحومة المهندسة نجوى قدح الدم والتي كانت بدورها زميلة المرحوم المهندس حامد في فترة الدراسة الجامعية بجامعة الخرطوم في التسعينات من القرن الماضي (1), وهي عالمة متفوقة في أحد التطبيقات المتقدمة للطاقة الشمسية في الفضاء. كما أن لديها علاقات في السياسة الدولية مثيرة جدا للجدل. توفيت نجوى في بداية هذا العام حسب ما نعلم إثر إصابتها بجائحة الكورونا في إحدى المستشفيات بالخرطوم.الطاقة الشمسية إحدى المصادر الرئيسية المرشحة لسد حاجة السودان من الطاقة. إقتباس :Quote: (3) أكمل السودان تطوير خطة فاعلة في عام 2018 للإستفادة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. لزيادة سعة (التوليد) الكهربي إلى 5.52 ميقاوات بحلول 2020 ... حيث يجري (في تاريخه, 2018, إضافتي, مازن سخاروف) إنشاء محطتين للطاقة الشمسية في كل من الأبيض والفاشر بطاقة 5 ميقاوات. .. الوزارة أيضا كما ذكر جاويش (المتحدث بإسم وزارة الموارد المائية, الري والكهرباء) وقعت عقودا لعمل محطات ري تعمل بالطاقة الشمسية* مع شركتين (من) الإمارات** والدنمارك |
عودة إلى طاقة الرياح: أهمية مجهود المرحوم حامد أنه جعل برنامج طاقة الرياح المذكور يتبع "منحى الحالة الدراسية" الذي عمله قسم الطاقة البديلة بجامعة أولدنبورق (حيث درس حامد الماجستير), بل أن المرحوم المهندس حامد لم يكتف بمحتوى الحالة الدراسية المشار إليه, بل طوره لتكون "طاقة الرياح وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة تغييرا واعدا لمُدخل الطاقة وأحد البدائل لمحطات الطاقة الحرارية العاملة بالوقود الحفري" (1) سواء طاقة الشمس أم طاقة الرياح, أم الطاقة الكهرومائية***, فيبدو أن المنخصصين في الطاقة البديلة لا يستفيد منهم السودان على الإطلاق, أو يرحلون مبكرا قبل أن تؤتي إسهاماتهم أكلها. كل المحاولات تبوء بالفشل أو الإفشال. حسب الأمم المتحدة, مصادر طاقة الرياح فقط يمكنها أن تغطي 90% من احتياجات السودان للطاقة إذا تم استغلال تلك المصادر جيدا (4) هبوب يا الله.
----------------- (1) د. إيكّيهارت ناومَن, تنوير صحافي من موقع جامعة أولدنبورق (المحتوى محفوظ لدي, لكن الرابط الشبكي لا يعمل لا يعمل الآن)
(2) يقال للمرأة التي مات عنها زوجها أرملة. وللرجل الذي فقد زوجته أرمل.
(3) صحيفة الشرق الأوسط, السودان يعتمد على الطاقة المتجددة لإنتاج الكهرباء, 6 أغسطس 2018
(*) للأسف مؤخرا وقبل حوالي أسبوع (نهاية أبريل 2021) تعرضت إحدى المحاط المذكورة, محطة بمدينة الضعين للري باستخدام الطاقة الشمسية (تصويب الخطأ في مقالتنا أول أمس) إلى ضرر بالغ إثر عاصفة اقتلعت منصات الخلايا الشمسية وأتلفت الكثير منها (المصدر, سونا, وكالة السودان للأنباء, "أمطار ورياح شديدة تتلف ألواح الطاقة الشمسية بمشروع مياه الضعين", 27 أبريل 2021). و"يا فرحة ما تمت". تحري دور ومسؤولية أيّ أو كلا من الشركتين (من الإمارات العربية أو الدنمارك) في الضرر الواقع على محطة الري المشار إليها لم يُذكر في وسائل الإعلام السودانية حسب متابعتنا. لفائدة القراء, نورد مايلي: في تاريخ بدء إنشاء محطتي الأبيض والفاشر للطاقة الشمسية في عام 2018, حسب المصدر رقم (3), قامت الحكومة السودانية بتوقيع عقودات مع عدد من الشركات لتطوير الطاقة الشمسية في السودان:الإمارات العربية: شركة مصدر, المعروفة بشركة مستقبل الطاقة؛ بريطانيا: شركة الطاقة المتجهة جنوبا؛ ألمانيا: شركة بريزما بطاقة كلية 1 قيقاوات (3). البحث عن الفساد والإهمال المتعمد وغير المتعمد في مجال الطاقة في السودان يجب أن يضع تحت مجهر التحري كل الشركات الأجنبية التي تعمل معها الحكومة السودانية عقود استثمار في هذا المجال.
إضافة ثانية لفائدة القراء في النسخة المصححة من المقال: في كل المنشئات الهندسية هنا علم إسمه نظم الوثوقية والأمان System Reliability and Safety, وفي عجالة يختص العلم بتقييم سيناريوهات فشل المنظومة الهندسية المحددة في ظروف مختلفة لتقدير درجة وزمنية الفشل حتى يمكن عمل إجراءات سلامة وأمان تمنع فشلا كارثيا للسستم. ليس هناك مهندس يعرف مهنته لم يدرس هذا العلم في الجامعة, ناهيك عن فرضية لم يسمع به. كيف يمكن لزوبعة أمطار أن تتسبب في اقتلاع المنصات الشمسية بألواحها وتذرها صعيدا جُرُدا, هو لـَعـَمْري أمر يصيب أي مهندس جاد بالغثيان. فهناك تحميل رياحي, أو wind loading على المنظومات المنصوبة يشمل رفع الهواء وسحب الهواء, على التوالي aerodynamic lift and aerodynamic drag, ويمكن أن يتسبب في عمل إهتزازات عنيفة على المنصوبات وإجهاد وانفتال وأخيرا قطم, وفي النهاية إقتلاع الألواح أو المنصوبات بأكملها. والحل؟ الحل طبعا في عمل تحليل للإجهاد, أو stress analysis ليس في وضع التحميل الساكن static loading, بل التحميل الديناميكي dynamic loading. فلا بد من إستخدام ما يشمل مثبطات او dampers وحادفات deflectors لإمتصاص الصدمات الهوائية على المنصوبات. هذه أمور أساسية يعرفها أيّ مهندس على مستوى البكالوريوس. لكن تقول شنو بس
(**) ما قصة الشركات الأماراتية التي تتواجد في أي عقد استثمار يمكن تخيله في السودان, من النخيل في الشمالية, إلى الطاقة الشمسية, إلى آبار البترول, إلى غير ذلك؟
(***) هناك طبعا مشكلة و"خازوق" سد الحمداب, والذي حدثت "بعض الأشياء غير المفهومة" (صياغتي, مازن سخاروف) حولت الإسم إلى سد مروي, ليصبح الإسم الشائع. والذي سنتعرض له في حلقات أخرى.
(4) بايس وآخرون, ذكره مكاسا وآخرون في "تطوير الطاقة الشمسية في أفريقيا", 2013, مجموعة بنك التنمية الأفريقي.
| |
|
|
|
|
|
|