|
Re: اتفاق البرهان والحلو: الهوس العلماني بقلم (Re: عبدالله علي إبراهيم)
|
تحية للدكتور عبد الله يقول الدكتور:
Quote: يقال البابا الصلح ندمان. وأحب، حيال اتفاق البرهان والحلو حديث التوقيع ، أن أندم لو لابد. فالاتفاق والظاظا له بالترحاب به، أو التنفير منه، عنوان على قلة عقلنا السياسي في مواجهة جدل السياسة والدين ماليء الدنيا وشاغل الناس. فإذا كنا قد اعتدنا على هوس اليمين الديني عن هذا الجدل فبدا لي إننا نخوض على أيامنا هذه في هوس اليسار العلماني. |
Quote: وكنت أربأ بالحركة الشعبية أن تمتثل لهذا العقل الرئاسي. وهذا أقل ما يتوقعه المرء من حركة تريد كسر صورة المركز. وليس ما يسوء المركز مثل مؤسسة الرئاسة الدكتاتورية. فيكفي أن بوسع مثل نميري أن يعقد اتفاقية أديس أبابا في ١٩٧٢ و"ياخد خيرها" ثم يطيح بها في توقيته الخاص. وقس على ذلك تخريب البشير لاتفاق عقار-نافع بليل. وكنت أرغب من الحركة بشكل خاص أن تقبل على السلم، متى أقبلت، في زفة المدنيين. |
طبعا ما تم ليس اتفاقية وإنما فقط اتفاق على مبادئ. ويبدو لي أن الحركة الشعبية ـ شمال أحسنت عندما أقبلت على توقيع إعلان المبادئ مع البرهان، خاصة بعد أن رفض الكباشي إعلان مبادئ مشابه بين الحلو وحمدوك. فإما أن يتطور إعلان المبادئ إلى اتفاقية شاملة، بموافقة كل القوى السياسية، وإما أن تفشل الأطراف في الوصول إلى تلك الاتفاقية، ويظل كل فريق في مكانه.
Quote: وجئت هنا إلى الهوس العلماني. فأحصيت كلمات نص اتفاق المباديء فوجدتها نحو ٥٥٠ خصصت منها ١٥٢ كلمة لعلاقة الدين والدولة بصورة أو أخرى، أو نحو ٣٠ في المائة. وهذا إسراف بخاصة لو لم يأت المزيد من تلك الكلمات بغير اللف والدوران حول المسألة. فدارت فقرات الاتفاق حول المواطنة، والتعدد ومنع التمييز، ولا فرض دين. وفصل الدين عن الدولة بعد تأكيد احترام الأديان قاطبة في ديباجة الاتفاق. again and again and again . وبدا لي أن العقل الذي وراء النص مهجس بالدين حتى لا يكاد يعرف نقطة خاتمة للتشبع من فصله عن الدولة. وكان بالوسع ضغط نص العلاقة بين الدين والدولة إلى ٣٠ كلمة مفيدة ومباشرة لولا "شفقة" العقل الذي أملى الاتفاق ألا يكون قد فرط في العلمانية من شيء. |
لا أتفق مع الدكتور عبد الله بأن هناك هوسا علمانيا في نص إعلان المبادئ. أهم بندين هما 3/2، و 4/2 :
Quote: 3/2 تأسيس دولة مدنية ديمقراطية فيدرالية في السودان تضمن حرية الدين والممارسات الدينية والعبادة لكل الشعب السوداني وذلك بفصل الهويات الثقافية والإثنية والدينية والجهوية عن الدولة وأن لا تفرض الدولة دينا على أي شخص ولا تتبنى دينا رسميا وتكون الدولة غير منحازة فيما يخص الشئون الدينية وشئون المعتقد والضمير كما تكفل الدولة وتحمي حرية الدين والممارسات الدينية ، على أن تُضمن هذه المبادئ في الدستور.
4/2 يجب أن تستند قوانين الأحوال الشخصية على الدين والعرف والمعتقدات بطريقة لا تتعارض مع الحقوق الأساسية. |
ولكن الدكتور عبد الله يقول:
Quote: أنا علماني. ولا أريد لإسلامي أن يكون "فزاعة" تروعني فأتبرا منه إلى حد الهوس. |
والسؤال إلى الدكتور عبد الله هو: أين هو التبرؤ من الإسلام في هذين البندين من إعلان المبادئ؟
مع خالص المودة والاحترام ياسر
|
|
|
|
|
|
|
|
|