يا واصل علي: دا تقرير تمرقبو السوق بقلم :عبد الله على إبراهيم

يا واصل علي: دا تقرير تمرقبو السوق بقلم :عبد الله على إبراهيم


01-26-2021, 01:26 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1611664000&rn=0


Post: #1
Title: يا واصل علي: دا تقرير تمرقبو السوق بقلم :عبد الله على إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 01-26-2021, 01:26 PM

12:26 PM January, 26 2021

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر





نشر واصل علي في جريدة السوداني تقريراً هزؤه عن انقلاب ١٩ يوليو ١٩٧١. وهو محضر اجتماع تم بين ١٤ يوليو ١٩٧١ و١٧ يوليو منه وانعقد بمدينة كارلو فاري بتشيكوسلوفاكيا الاشتراكية بدعوة من مكتب العلاقات الدولي للأحزاب الشيوعية وبرعاية تشيكوسلوفاكيا لدراسة خطة انقلابين في العراق والسودان. والتقرير مودع ضمن أوراق فريد شهاب المدير العام الأسبق لجهاز الأمن اللبناني بمركز أرشيف العالم العربي بجامعة أكسفورد بإنجلترا. وحضرته وفود شيوعية من سائر العالم العربي بما في ذلك السعودية (مندوب واحد) بلغ أفرادها فوق الستين كان نصيب السودان ١٧ مندوباً. ووافق الاجتماع على قيام انقلاب السودان في ١٩ يوليو كما تحدد له. وهو الانقلاب الذي وقع بالفعل في ١٩ يوليو ١٩٧١ واستولى على الحكم لثلاثة أيام وسقط بثمن فادح معلوم.
وصف واصل شغله الصحفي عن هذه اللقية الوثائقية ب"تقرير واصل علي". وهذا زعم منه مردود. فلم يزد واصل عن نقل التقرير بذبابته سوى من عبارة عثوره عليه ضمن أوراق فواد شهاب في أكسفورد، واستنتاجه من أنه ربما من عمل أحد الجواسيس. فقوله إن ما جاء به تقرير باطل. وود المرء أن لو كانت مساهمة واصل بالفعل تقريراً أو تحقيقاً يجدد به نظرنا للانقلاب الخلافي على ضوء كشفه هذا. وودت لو أنه بمثل هذا التقرير أخضع معارفنا الحالية عن الانقلاب من أنه عمل شيوعي محلي (للشيوعيين هوامش عليه) للنقد بالبعد الدولي والعربي الذي كشف عنه محضر جاسوس فؤاد شهاب. فلا أعرف من الح على هذا البعد سوى أحمد سليمان فوق دليل ضليل. فنشر واصل للتقرير مجرداً ليس من شغل الصحافة. فالصحافة، متى وقع بيدها مثل لقية واصل، حققت في صدقيتها قبل النشر بسؤال أهل الاختصاص في الأمر. وانتهزتها سانحة للتفكر والقراء وأهل الاختصاص في هذه الواقعة التاريخية المركزية. أما نشر الوثائق مثل ما فعلت "السوداني" فمن شغل دور الوثائق التي وظيفتها توفير مثلها للباحثين الموكولين بتحريها واستثمارها في كتاباتهم
ولم يوفق واصل كذلك في وصف لقيته ب"تقرير استخباراتي". وقد سبق لي تعريف التقرير الاستخباراتي في كتابي ". . . ومنصور خالد" (٢٠١٧). وهو تقرير يتربص بظاهرة (فلنقل انقلاب ١٩ يوليو) ويجمع المعلومات عنها، ويضاهيها بعضها ببعض، ويقيمها، ويحللها، ويواثق بين عناصرها أو تشبيكها ومن ثم تفسيرها. أما لقية واصل فهي محضر اجتماع تلصص عليه مخبر من نوع ما في أحسن الفروض.
والمحضر مصاب بجهل مطبق عن الشيوعي السودان في حين بدا لي أنه أفضل علماً بالشيوعي العراقي. وتستر المحضر على جهله بالسودان بسبل بلهاء. فتجده فصّل في خطط العراقي السياسية والعسكرية وما جاء لبند مناقشة عسكرية الحزب السوداني وسياسته المدرجة ليوم ١٧ يوليو حتى تعلل. فقال إن وفد الحزب السوداني كان قد غشي موسكو واجتمع بأعضاء المكتب السياسي وأعضاء اللجنة العسكرية التابعين للجنة المركزية للحزب السوفيتي. ولقي السوداني تفويضاً منهم بتأييد الانقلاب المزمع القيام به. وعليه قرر بطلب من موسكو أنه لن يعرض تقريره السياسي والعسكري المدرج في أجندة اجتماع تشيكوسلوفاكيا المنتظر. واكتفى الاجتماع في تشيكوسلوفاكيا بما تم بين الشيوعي السوفيتي والسوداني في موسكو وفهم الحضور الكلام.
يقول الإنجليز حين ترتب الأمر بهذا البله ليصب كله في صالحك: how convenient وتعريبها الزول لقى عدولو يا ناس الله. فغطى المخبر جهله بالحزب السوداني بإظهاره جرواً تابعاً لموسكو.
أما الجهل المصيبة فواضح في تكوين وفد الحزب الشيوعي كما لاحظ الجميع. فبافتراض صحة ما ذهب إليه المحضر فالمخبر لم يبذل أي جهد لتدبيج وفد شيوعي سوداني ذي مصداقية. فورد بين المندوبين اسم أحمد السيد حمد الزعيم في حزب الشعب الديمقراطي، واسم شوقي ملاسي الزعيم البعثي المعروف. من جهة أخرى جاء بأسماء معلومة في قيادة الحزب هم عز الدين على عامر، والتيجاني الطيب، والرشيد نايل. وذكر جيلي عبد الرحمن لشهرة الشعر وتاج السر "ال"حسن الذي ترك الحزب منذ ستينات القرن الماضي. ولابد أن المخبر واقع تحت الهام ديوانهما "قصائد من السودان". ولا أدرى كيف غاب إبراهيم زكريا القيادي التاريخي للحزب في الشيوعية الدولية عن مثل ذلك المؤتمر الذي حضره كل نطاط حيط. وجاء المحضر بستة عسكريين شيوعيين في الوفد من رتبة مقدم إلى نقيب. يطرشني. ما سمعت بأي منهم شهيداً أو أسيراً بعد الانقلاب. ولا أعرف كيف غاب عن الاجتماع محمد محجوب عثمان عضو مجلس انقلاب ١٩ يوليو اذي كان بتشيكوسلوفاكيا (؟) يومها. ثم لم يفرق المحضر بين شيوعيّ حزب السودان المقيم منهم فيه ومن غادره. فجاء باسم محمد أحمد سليمان الذي ترك الحزب في ١٩٦٩ وعمل في قيادة أمن وزارة الداخلية بعد انقلاب نميري. كما ورد اسم النقابي الحاج عبد الرحمن الذي كان قد خرج من الحزب ضمن جناح أحمد سليمان في أغسطس ١٩٧٠.
ثم جلط في أسماء المنظمات الجماهيرية المساندة للوفد مثل قوله "اتحاد المرأة" للاتحاد النسائي و"اتحاد الشباب الديمقراطي" لاتحاد الشباب السوداني. ونعود للغاويث الموضوعية لهذا المحضر الكذوب بعد أن طعنا في تبذل شكل وضحضح معرفته بنا.