حبٌ علي أنغامِ زيدان ابراهيم بقلم:طه جعفر الخليفة

حبٌ علي أنغامِ زيدان ابراهيم بقلم:طه جعفر الخليفة


12-31-2020, 03:01 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1609380108&rn=1


Post: #1
Title: حبٌ علي أنغامِ زيدان ابراهيم بقلم:طه جعفر الخليفة
Author: طه جعفر الخليفة
Date: 12-31-2020, 03:01 AM
Parent: #0

02:01 AM December, 30 2020

سودانيز اون لاين
طه جعفر الخليفة-Canada
مكتبتى
رابط مختصر




كسا جمالُ روحِها جسمَها بنوع من الألق الرزين. في شفتيها تتنظر القُبلات. كان خفقان الحب في قلبها يلتزم الصبر. في مشيها أمامه ، إلي جواره أو خلفه تسري رعشلت دفينة في جسده. في جسدها لا علاقة لها بجلافة أو حسن تأدب الطريق. رآها هكذا بإستمرار و أحسّ بها لكنه إمتنع عن مفاتحتها بالحب! أو هذا ما قاله لي في أحد الأيام.
غريبان بين أهلهما و في الوطن. كادحان بلا كسبٍ كافٍ. متعبان كالحياة تحت لفح الشمس و أوان الهبوب. لم يفكر يوما عن كيف عرفها أول مرّة. و لا هي لم تفكر كيف عرفته أول مرّة. ربما يعود ذلك للجِيرِة الحنينة في ذلك الحي التي جمع أجيال من أسرتيهما. و ربما نتيجة لذلك الحب الذي كبر بينهما و معهما
سألني: هل ستذهب هذا المساء لحضور حفل زيدان ابراهيم في السينما الوطنية؟
قلت له : كييييف يا خي.
ابتسم ثمّ قال: دعوتها لحضور الحفل و اشتريت لنا تذكرتين. بعد صمت قليل قال : و انت كيف هل معك سعر التذكرة. قلت له الجنيهان ليست مشكلة لكنني إذا دفعتهما فلن يكون للعشاء أو للعَرَقي أي فرصة. فقال ضاحكاً: خلاص الليلة أوف.
إنصرفنا و غادرنا براندة دكان السنوسي. في الطريق إلي بيتنا قال: لماذا اشتريت صحيفتا الراية و ألوان أوَ لمْ نتفق علي مقاطعتهما؟ قلت له لم اشتريهما وجدتهما عندما غادرت شركة الكهرباء في نهاية يوم العمل.
إلتقينا، كانت في توب توتل مخطط بألوان هادئة فيها الأزرق الفاتح و الأخصر الزيتوني و الأصفر المنطفيء. تسريحة شعرها عادية بلا تَكَلّف و أنوار سِرّية تجلل محياها. حذاؤها جلدي بكعبٍ واطيء. حملت حقيبة يد بُنِّية كلون حذائها، ساعة يدها أورينت نسائية ذهبية اللون هذا اللون أنزل عليّ خاطراً
يقول:
" كسا جمالُ روحِها جسمَها بنوع من الألق الرزين. في شفتيها تتنظر القُبلات. كان خفقان الحب في قلبها يلتزم الصبر. في مشيها أمامه ، إلي جواره أو خلفه تسري رعشلت دفينة في جسده. في جسدها لا علاقة لها بجلافة أو حسن تأدب الطريق."
فقررت أن أطلب منهما أن يتزوجا في لحظة ما من لحظات حفل زيدان كتمت تلك الرغبة في الكلام فطفت علي وجهي كابتسامة.
إصطف عدد كبير من أبناء المدينة أمام شبّاك التذاكر . وقفت العديدات من بنات المدينة خلف بائعات الفول و التسالي ليتجنبن الوقوف في البراندة المضاءة قبالة السينما التي تظلل مداخل القهوة التي كانت مفتوحة، المكتبة التي كانت مغلقة و دكان ود الصول للخردوات الذي كان مفتوحا أيضا .أنوار المتاجر خافتة . جلست بائعات الفول و التسالي علي البنابر المرهقة و أمامهن لمبات الكيروسين خلقت تلك الظروف عتمة إحتجنها . بين السينما الوطنية و هذا الصف من الدكاكين شارع اسلفتي هو الشارع الثالث الذي يشق منطقة السوق من شرق المدينة لغربها.
يشتغل هو في هيئة المياه الريفية و تعمل هي في بنك النيلين صرّافةً. كلاهما يسكن في حوش أهله. الحيشان مقسمة لبيوت و زوايا. منذ اليفاعة و أيام الصبا كنا نحتفظ بتذاكر الدخول لحفلات الفنانين الزائرين للمدينة. تحديدا احتفظ بها أنا و هي ملكنا. سلمني التذاكر فطلب من موظف السينما الذي نعرفه و يعرفناعدم قطع التذاكر لنصفين فقال: أعرف. ضحِكَت ربما لنتستدعي معاكاسته لها فقال لها: سنة يا جميل !. ضحكنا بفرح يكفينا إلي حين قدوم فنّان آخر يحيي حفلاً في المدينة.
قدّم زيدان أبراهيم عازفي فرقته بقول الأسم و عبارة علي آلة ........ . تواصل تصفيق الجمهور الطربان سلفا قبل إنطلاقة الحفل إلي أن بدأ زيدان حفله بأغنية لو تعرف اللهفة و الريد و العذاب قبلها قال زيدان و قد بدأت الموسيقي في توقيع اللحن قال: الأغنية من كلمات عبد الوهاب هِلّاوي .
ما جعلني أقترح عليهما الزواج جاء سريعا.
رقص الجمهور و هاجت سواكنه مع الأغنية ، تدفقت المشاعر المتعددة سيولاً جارفة، أنهاراً هادئة و تجمعت رأئقة كمياه السَرَف.
لحظت دمعات خجولة تحتشتد في عينيها و في عينيه. مع ورود المقطع
" الليل حزين ... حزين ... حزين
دمعاتي صامتة تبلله
ممتد طويل ماليهو حد
بالله كيف أقدر أطيق و أتحمله....."
فقلت يا شباب ما تعرسوا يا خي و انا اقول: سأتحمل معكم تكاليف الزواج و قبل أن اكملها شلعت بروق قبلة سريعة في عتمة مقاعد اللوج و تحت حمايتي و صمت من لحظها من الفضوليين . شلعت بروق ..
شلعت بروق ... أنوار قبلتهما
هادئة فيها الأزرق الفاتح ، الأخصر الزيتوني و الأصفر المنطفيء.
طه جعفر الخلية
30 ديسمبر 2020م