اللبيب الفطن لا يذبح البقرة التي تجود بالحليب !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

اللبيب الفطن لا يذبح البقرة التي تجود بالحليب !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


10-22-2020, 06:26 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1603344378&rn=0


Post: #1
Title: اللبيب الفطن لا يذبح البقرة التي تجود بالحليب !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 10-22-2020, 06:26 AM

06:26 AM October, 22 2020

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

اللبيب الفطن لا يذبح البقرة التي تجود بالحليب !!

تلك الوزارة الموقرة للتعليم عند الشدائد والمحن منذ استقلال البلاد لم يكن أمامها إلا اللجوء لهؤلاء الآباء وأولياء الأمور في مشارق البلاد ومغاربها .. وخلال الستين عاماً الماضية كان هؤلاء الآباء وأولياء الأمور يمثلون تلك البقرة الحلوبة التي لا تبخل إطلاقاً في مساندة تلك الوزارة بالنفير والوقفة الجماعية .. حيث كانت تلك البقرة الحلوبة هي البقرة المثالية التي تلبي أجندات الوزارة كل مرة تحت فرية المدد و( العون الذاتي ) .. وهؤلاء الآباء وأولياء الأمور دائما وأبداً كانوا ومازالوا يقفون في مقدمة الصفوف ليخففوا الكثير والكثير من الأعباء عن كاهل تلك الوزارة الموقرة .. وذلك المجتمع السوداني يعرف جيداً كيف أن هؤلاء الآباء وأولياء الأمور شيدوا الكثير والكثير من تلك المدارس عن طريق العون الذاتي .. وكذلك فإن هؤلاء الآباء قد شيدوا الكثير والكثير من تلك ( الفصول ) الدراسية الإضافية كلما تقتضي الضرورة في كافة أرجاء السودان .. وحتى هذه اللحظات فإن الآباء وأولياء الأمور وأبناء المناطق في كافة أرجاء السودان هم الذين يتكفلون بصيانة تلك المدارس سنوياً حين تتداعى وتتقادم أو تسقط جوانب منها بأسباب تلك الكوارث الطبيعية أو بأسباب التعرية والتقادم .. وكانت تلك العلاقة وطيدة للغاية بين هؤلاء الآباء وبين تلك الوزارة منذ رحيل الخواجات من البلاد .. ثم جاء ذلك الوزير المحترم ليجتهد بتلك القرارات الفوقية وأراد أن يتخطى رقاب الآباء وأولياء الأمور لينفرد بتلك التعديلات في المناهج التعليمية لحاجة في نفس يعقوب .. ولم يحاول إطلاقاً أن يشرك الآباء في تلك التعديلات المنهجية وكأنه يقول لهؤلاء الآباء وأولياء الأمور : ( ذلك الأمر ليس من شأنكم ) .. وتلك كانت بوادر الشقاق بين تلك الوزارة الموقرة وبين هؤلاء الآباء منذ استقلال البلاد .. ولو جاءت تلك الاقتراحات بتعديل المناهج التعليمية من مجموعة من أبناء السودان المؤهلين والمحايدين والمتخصصين في ذلك المجال لما تشكك الآباء لحظة في الأمر .. وتلك التعديلات في المناهج التعليمية كانت تتم دائماً وأبداً في البلاد دون أن يعترض إطلاقاً هؤلاء الآباء وأولياء الأمور في يوم من الأيام .. ولكن حدث الأمر هذه المرة لأن ذلك الوزير يحمل تلك الأفكار الدينية التي لا تطرب الآباء وأولياء الأمور لا من بعيد ولا من قريب .

تلك الوزارة وذلك الوزير المحترم يشتكون في هذه الأيام عن العجز الشديد في تلك الإمكانيات المالية الضرورية لطباعة تلك الكتب المدرسية التي اقتضتها التعديلات المنهجية الجديدة .. وكان في الإمكان تمويل طباعة تلك الكتب المدرسية بالعون الذاتي من الآباء وأولياء الأمور إذا كانت تلك المناهج التعليمية قد تم تعديلها دون تدخل ذلك الوزير المشكوك في أفكاره .. حيث تلك التعديلات في المناهج المدرسية بالقدر الذي يرضي الآباء وأولياء الأمور .. فهؤلاء الآباء وأولياء الأمور هم أحق الناس في معرفة أسباب تلك التعديلات من الأساس ،، وذلك قبل اتخاذ أية خطوة من تلك الخطوات ،، وكذلك هم أحق الناس في معرفة ومتابعة تلك التعديلات في المناهج .. ولكن تلك الوقفة الانفرادية من قبل الوزارة أولاً ومن قبل ذلك الوزير المشكوك في أمره ثانياً قد أحجم الآباء وأولياء الأمور أن يشاركوا ويساهموا في طباعة تلك الكتب المدرسية .. وهؤلاء في الوزارة لن يستطيعوا أن يلجئوا كالعادة للآباء وأولياء الأمور هذه المرة لأنهم أرادوا تلك الانفرادية والخصوصية في يوم من الأيام لإرضاء ذلك الوزير !.. وقد أخطئوا كثيراً وكثيراً في تلك الخطوة الغير صائبة من الأساس .. حيث حاولوا أن يعقروا ويذبحوا تلك البقرة الحلوبة !! .. وحتى إذا تم طباعة تلك الكتب المدرسية بطريقة أو بأخرى فإن الشك مازال يراوغ نفوس الآباء وأولياء الأمور ،، وذلك لأن التوجهات الفكرية لذلك الوزير لا تطمئن إطلاقاً نفوس الآباء وأولياء الأمور .. وقصة تلك المناهج المعدلة سوف تأخذ نظرة أخرى في يوم من الأيام في غياب ذلك الوزير .. والآباء يقولون أن أمر تلك التعديلات المنهجية التي تمت في تواجد ذلك الوزير المشكوك في توجهاته الفكرية لا بد أن يعاد النظر فيها مرة أخرى في يوم من الأيام في غياب ذلك الوزير .. ومهما يبرر المبررون فإن الشك لا يغادر إطلاقاً أذهان هؤلاء الآباء وأولياء الأمور .