رغم أنني لست من أنصار تسيير المظاهرات التي قد تستغل من بعض المتربصين بثورة ديسمبر الشعبية، إلا أنني ضد قمع المتظاهرين مهما كان موقفهم من الحكومة الانتقالية التي جاءت على أكتاف المتظاهرين ضد سياسة نظام الحكم تاسابق. ما حدث في المظاهرات التي قامت بمناسبة ذكرى ثورة أكتوبر من رفع شعارات وهتافات مطالبة بتصحيح مسار الحكومة الانتقالية استغله بعض أعداء ثورة ديسمبر الشعبية ورددوا هتافات معادية للحكومة الانتقالية. ليس المجال هنا عن الدفاع عن الحكومة الانتقالية التي يتفق الجميع على بطء حراكها الإيجابي خاصة في مجال معالجة الاختلالات الاقتصادية والاختناقات المعيشية، لكن الجميع أيضاً يدركون أن هذه الحكومة ورثت تركة مثقلة من المعضلات لكنها شرعت بخطوات حثيثة في تنفيذ مهامهاخاصة في مجال تحقيق السلام الشامل ورفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. أعود للأحداث المؤسفة التي حدثت إبان التظاهرات التي راح ضحيتها الشهيد محمد عبدالمجيد وتسببت القنابل المسيلة للدموع في حالات اختناق وإغماء وسط المتظاهرين الأمر الذي دفع وزارة الثقافة والإعلام للاعتذار عن الممارسات القمعية التي أعادت للأذهان الممارسات الأمنية التي كانت تمارس في العهد السابق. للأسف أيضاً حدثت اعتداءات معيبة على فريقي قناة الحدث بقيادة سعدالدين حسن وسكاي نيوز بقيادة خالد عويس ومحاولة منع المصورين الصحفيين من تغطية المظاهرات وتفتيش الكاميرات ومسح الصور الملتقطة. إنني أضم صوتي لصوت اللجنة التمهيدية لاسترداد نقابة الصحفيين ولموقف شبكة الصحفيين السودانيين الذين أدانوا ما تعرض له بعض الصحفيين من ضرب واعتقال ومنع عبور الجسور للخرطوم. لا يكفي في هذا مجرد الاعتذار أنما لابد من محاسبة كل الذين قاموا بهذه الاعتداءات والتجاوزات التي لا تشبه ثورة ديسمبرالشعبية التي نساند حكومتها دون أن نبرر الاختلالات التي مازالت موجودة خاصة في الأجهزة الأمنية، مع كامل تقديرنا لقوات الشرطة التي شرعت في السير في الاتجاه المهني المطلوب منها. هذا يتطلب من الحكومة الانتقالية المزيد من التماسك لاستكمال مهامها في الإصلاح الاقتصادي والقانوني والعدلي والأمني والإسراع بإعادة هيكلة القوات المسلحة وحسم أوضاع كل القوات الموازية لمنع التفلتات الإدارية والتنفيذية التي تهدد مسار الثورة الشعبية والسلام والديمقراطية
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة