Post: #1
Title: انت فاشل إذن انت سوداني.. بقلم:خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 09-22-2020, 03:54 PM
03:54 PM September, 22 2020 سودانيز اون لاين خليل محمد سليمان-مصر مكتبتى رابط مختصر
توهمنا بأن ثورة ديسمبر ثورة وعي، و الاكيد ان ثورة الوعي لا يمكن بأي حال ان يتقدمها الجهلاء، و اصحاب الاغراض، و العواطلية، و المطبلاتية، و حارقي البخور.
دائماً الشعوب الفاشلة، و الامم المقهورة تبحث عبثاً في صندوق الماضي لتعويض الفشل، و مداراة التقصير.
في كل بلاد الدنيا التي قامت فيها ثورات وعي مدنية حقيقية انتجت نُظم ديمقراطية، و الاهم الشفافية، و معيار الكفاءة.
في الدول المحترمة تقصير الحاكم، او فشله سبب كافي للإستقالة، او الإقالة، و المحاسبة.
قبل ان تكرس ثورة الوعي اركان الحكم لابد لها ان تحرر الإنسان نفسه من الجهل، و التخلف، و العصبية، و حب الذات، و التغول علي حقوق الآخرين، و الوصاية.
اعلن نائب رئيس المجلس السيادي من قبل و قال : نحن فشلنا، و "جينا نكحلها عميناها" و " إنبشقت" و كأنه لم يقل شيئ، و الكل يسبح بحمده.
اعلن بالامس وجدي صالح الناطق بإسم لجنة تفكيك التمكين و قال : اخطأنا، و إعتمدنا علي تقارير غير صحيحة من لجان اصلاً غير تابعة للجنة إزالة التمكين، و كأنه لم يقل شيئ، و ننتظر في لهفة، و شوق الحلقة القادمة لإعلان فشل جديد.
إعلان المسؤول عن الفشل، و تمسكه بالسلطة لا يمكن ان يُفسر إلا بجهل المجتمع، فالمجتمعات التي ينقصها الوعي لا تستطيع ان تمتلك ادوات الردع الكافية لصون الحقوق العامة، و لجم طموح، و طمع المتسلطين، و الاوصياء.
فرق كبير بين التوجيه، و القيادة، في المجتمعات الواعية الإعلام اداة توجيه، و لايقود، للعقل مساحة للتفكير، و الإختيار، اما المجتمعات التي ينقصها الوعي، فالإعلام فيها يقود، و بالضرورة خلف عجلة القيادة اصحاب الاجندة، و الاغراض، و المصالح..لنا في إعلام الثورة الدليل، و الحجة حيث "الياو ياو، و نعرسها ليك، و نطلقها ليك" لتصبح الثورة حلم، و امنيات، و نعود لذات محطة الامس التي غادرناها عبثاً، حيث الفشل،و التقصير.
إن اردنا ان نتحرر من هذا الضعف، و تحرير الثورة من قيودنا لابد ان لا نسمح للإعلام المضلل ان يقودنا بلا وعي، و اثبتت الايام ان كل تفاصيل ثورتنا إعتمدت علي الإعلام الكاذب، و التضليل، و الخداع، من الوثيقة الدستورية العار و حتى الآن.
الفشل والخطأ له ثمن، و فاتورة لابد ان تُدفع.
الشعوب التي تغفر، و تتصالح مع الخطأ و الفشل، فهي لديها مناعة ضد النهضة، و التطور، و غير جديرة بالإحترام.
المبدأ هو ايّ ثانية في عمر الشعوب، و الامم يجب ان تشهد نهضة، و تطور، فالفشل، و التقصير فرضية معدومة عند الشعوب الواعية، و بالضرورة الوقوف عند تفاصيلها، و النتيجة الحساب العسير!
عندما يرى الحاكم في نفسه الوصي، و المُخَلص المُنقذ هِبة السماء تصبح نتائج الفشل، والتقصير إبتلاءات بالضرورة هي عبادة، و طهور للنفس بالإحتساب، و الصبر، و الغفران.
شماعة الضعف، و الجهل، و التخلف، و الخنوع "ادوهو فرصة".
انت فاشل مخطئ إذهب غير مأسوف عليك..
إن ظللت حاكماً برغم الفشل، و التقصير، إذن انت سوداني، و خليك سوداني.
|
|