توهمنا بأن ثورة ديسمبر ثورة وعي، و الاكيد ان ثورة الوعي لا يمكن بأي حال ان يتقدمها الجهلاء، و اصحاب الاغراض، و العواطلية، و المطبلاتية، و حارقي البخور.
دائماً الشعوب الفاشلة، و الامم المقهورة تبحث عبثاً في صندوق الماضي لتعويض الفشل، و مداراة التقصير.
في كل بلاد الدنيا التي قامت فيها ثورات وعي مدنية حقيقية انتجت نُظم ديمقراطية، و الاهم الشفافية، و معيار الكفاءة.
في الدول المحترمة تقصير الحاكم، او فشله سبب كافي للإستقالة، او الإقالة، و المحاسبة.
قبل ان تكرس ثورة الوعي اركان الحكم لابد لها ان تحرر الإنسان نفسه من الجهل، و التخلف، و العصبية، و حب الذات، و التغول علي حقوق الآخرين، و الوصاية.
اعلن نائب رئيس المجلس السيادي من قبل و قال : نحن فشلنا، و "جينا نكحلها عميناها" و " إنبشقت" و كأنه لم يقل شيئ، و الكل يسبح بحمده.
اعلن بالامس وجدي صالح الناطق بإسم لجنة تفكيك التمكين و قال : اخطأنا، و إعتمدنا علي تقارير غير صحيحة من لجان اصلاً غير تابعة للجنة إزالة التمكين، و كأنه لم يقل شيئ، و ننتظر في لهفة، و شوق الحلقة القادمة لإعلان فشل جديد.
إعلان المسؤول عن الفشل، و تمسكه بالسلطة لا يمكن ان يُفسر إلا بجهل المجتمع، فالمجتمعات التي ينقصها الوعي لا تستطيع ان تمتلك ادوات الردع الكافية لصون الحقوق العامة، و لجم طموح، و طمع المتسلطين، و الاوصياء.
فرق كبير بين التوجيه، و القيادة، في المجتمعات الواعية الإعلام اداة توجيه، و لايقود، للعقل مساحة للتفكير، و الإختيار، اما المجتمعات التي ينقصها الوعي، فالإعلام فيها يقود، و بالضرورة خلف عجلة القيادة اصحاب الاجندة، و الاغراض، و المصالح..لنا في إعلام الثورة الدليل، و الحجة حيث "الياو ياو، و نعرسها ليك، و نطلقها ليك" لتصبح الثورة حلم، و امنيات، و نعود لذات محطة الامس التي غادرناها عبثاً، حيث الفشل،و التقصير.
إن اردنا ان نتحرر من هذا الضعف، و تحرير الثورة من قيودنا لابد ان لا نسمح للإعلام المضلل ان يقودنا بلا وعي، و اثبتت الايام ان كل تفاصيل ثورتنا إعتمدت علي الإعلام الكاذب، و التضليل، و الخداع، من الوثيقة الدستورية العار و حتى الآن.
الفشل والخطأ له ثمن، و فاتورة لابد ان تُدفع.
الشعوب التي تغفر، و تتصالح مع الخطأ و الفشل، فهي لديها مناعة ضد النهضة، و التطور، و غير جديرة بالإحترام.
المبدأ هو ايّ ثانية في عمر الشعوب، و الامم يجب ان تشهد نهضة، و تطور، فالفشل، و التقصير فرضية معدومة عند الشعوب الواعية، و بالضرورة الوقوف عند تفاصيلها، و النتيجة الحساب العسير!
عندما يرى الحاكم في نفسه الوصي، و المُخَلص المُنقذ هِبة السماء تصبح نتائج الفشل، والتقصير إبتلاءات بالضرورة هي عبادة، و طهور للنفس بالإحتساب، و الصبر، و الغفران.
شماعة الضعف، و الجهل، و التخلف، و الخنوع "ادوهو فرصة".
انت فاشل مخطئ إذهب غير مأسوف عليك..
إن ظللت حاكماً برغم الفشل، و التقصير، إذن انت سوداني، و خليك سوداني.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة