|
Re: جدل الهوية بين الطيب صالح ويوليوس نايريري (Re: أبوبكر خليل شداد)
|
دكتور أبوبكر- حول الهوية تحية خالصة من الأغراض، لتناولك لمسألة الهوية، لأنني من فرط أن الموضوع معقد وجالب للعنف والغضب وكثير من الأفعال السالبة، التي تتبدى من سهولة حديث الهوية، رغم تعقيده. ارتبط الحديث عن الهوية نفث كثير من الأحقاد، مما رأيت أنه مجلبة للقضب المجلجل، لذا آثرت وقف الحديث عن الهوية. وأكثر ما يثير حفيظتي أن لون البشرة دخل في خط الهوية، تاركا عبء مضاعف تزكي نيران حروق الهوية. * وما أردت بالقصد وهو وصف الأستاذ جمال محمد أحمد يرثي شقيه محجوب، وكيف يذكر زوجته وهي تتحدث بلغة عربية ملحونة، في حين شرع في تعليمها العربية رغم أنها قريبته ، وهو عضو في مجمع اللغة العربية في القاهرة:
{ واستقرت بي وبه الحال في " أبي روف" و" بيت المال"، ترعانا سيدتي زوجتي، ابنة عمي، ابنة عمه، وما كانت من العمر والتجاريب على الحال، تعينها على هذه الرعاية، لكنها كانت في حمى أسرة في " أبي روف"، يشدهم إليها لونها الذهبي وقوامها الغض وصوتها الشجي، يلحّون عليها غناءها النوبي وتسعدهم عربيتها الملحونة، فكنت قد شرعت في تعليمها، أعود والليل قد ذهب أوله مع أبناء بيت " إسحاق عمر" و" أبا بكر" و" عثمان" ، هذه الأسرة، " الطيب" و" إدريس" و، "قرشي"، الإخوة " أبو سمرة"، الإخوة" أبو شمة عبد الحليم" و"عبدالله" وأخي " الباسم " حسن زيادة" ونجلس نتم أحاديث المؤتمر والنادي العتيق، و"محجوب" منصرف لموتور سيكله في الحوش، أعانه على شراءه الأخ " محمد حسن"، الذي أعان " محجوب" على العمل في قراج " متشل كوتس"، سيرحم الله ذاك الرجل، كان من الأخيار، ينتقي ملابسه حتى في ذاك الزمان البعيد، قريبا من أربعين سنة، كما ينتقي الرجال أهل الذوق الجميل، وكان صبوحا في وجهه سمرة تعجب، وفي مشيته خيلاء هو بها جدير، كان حفيا بمحجوب، يراه رمزا لجيل قادم من العاملين القادرين، وأخذ عنه هذا الإعجاب زميله المستر "ووكر" مدير القراج، وكان من أخيار قومه أيضا، كلما رحت يوم الجمعة أتفقد" محجوب"، ملأني سرورا بالحديث عن قدرات" محجوب" وانتظامه، إن في الذي كان يرى رمز أمجاد السودان، ويعابثني عن " الأفندية" إنهم قوم يقولون كثيرا، ينتظرون يوما يكونون فيه أهل الحكم والقيادة عوض الإنجليز، وكان ذلك دأب أكثرهم، أنت لا تحب بديلك كل ذلك الحب، وكنت أحبه، سيد الناس ( هذا أعنيه) ساعد " محجوب" أخي الأول معملي.
ما كنت أعرف كثيرين منهم بعد، يضع يده على رأس "محجوب" يقول لي اطمئن سيكون له شأن.
وانتقل" محجوب" سنيه تلك من أول من ركب الموتر سيكل من "أبي روف" للمحطة الوسطى ، فأنا لا أذكر أني رأيت في الطريق موتر سيكل، ولا أذكر في الخرطوم أحدا اقتنى موتر سايكل، انتقل من أول من ركب الموتر إلى أول من افتتح قراجا حديثا في الذي أعرف، حديث المبنى، حديث المعدات، حديث الإدارة، مصاقبة منشأته هذه الجديدة، حيث كان و لا يزال الصديق القديم" سلامة صالح". وتكاثر صحاب الأسطى " محجوب"، بعضهم سعيد به رحم الله " عثمان عيسى" خال الصديق " فضل بشير"، ما بدأ يوم عمله قبل كلمة حلوة يقولها يبدوها" ود أختي" وما غاب سمعان عن الأسطى " محجوب"، يتبادلان أخبار قطع الغيار، وكان " سمعان" واحدا ممن يتاجرون فيها. سنوات بعدها أصبحت " المسطبة ملتقى الصفوة" أهل حلفا الذين سبقوا " محجوب" للخرطوم سنين ويكبرونه في الوسط " داوود".}
فواصل مشروع رؤيتك
|
|
|
|
|
|