ترقيع الحكومة . ويا حمدوك مرت الأيام حبيبي ولسه ظالمنا الزمن بقلم د.زاهد زيد

ترقيع الحكومة . ويا حمدوك مرت الأيام حبيبي ولسه ظالمنا الزمن بقلم د.زاهد زيد


07-04-2020, 10:17 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1593897426&rn=0


Post: #1
Title: ترقيع الحكومة . ويا حمدوك مرت الأيام حبيبي ولسه ظالمنا الزمن بقلم د.زاهد زيد
Author: زاهد زيد
Date: 07-04-2020, 10:17 PM

10:17 PM July, 04 2020

سودانيز اون لاين
زاهد زيد-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر




ألزم السيد حمدوك نفسه بإسبوعين لاصدار قرارات مهمة ، وذلك في خطابه الاستباقي قبل يوم واحد من مليونية الثلاثين من يونيو . الأن يكاد ينصرم الأسبوع الأول منها ، ولا حس ولا خبر .
غير ما رشح من تكهنات هنا وهناك من تعديل وزاري يشمل وزير التجارة والصناعة السيد مدني عباس مدني ، ووزيرة الخارجية ، وما يتردد من رفع للدعم عن السلع الاهم وهي الخبز والمحروقات والتي يقف خلفها وزير المالية كبرنامج وحيد لا ثاني له في أجندة السيد الوزير .
غير ذلك لا حركة ولا حسيس ، الكل ينتظر أن يطل علينا السيد حمدوك ليعلن ما عنده .
ولا أعتقد أن أي عاقل يتوقع خيرا ولا تغييرا في واقع حياة الناس ، ليس تشاؤما ، ولكنها حقيقة مرة يرفضها عقلنا الباطن ، لأننا فعلا نريد أن تنجح الحكومة ، لتخف حالة الاحتقان الحالية .
لكن للأسف ما من مؤشر يدعو للتفاؤل ، أبدا ، فالترقيع لن يفيد في تخطى الازمات الحالية ، لأن العجز وقلة الحيلة ، تشملان كل الحكومة ، فتغيير وزير أو إثنين ولا حتى خمسة لن يغير الحال ، فالثوب البالي لا تفيد فيه الرقع إلا زيادة رهقه ويصبح كجبة الدراويش ، مدعاة للرثاء ومظهرا من مظاهر العجز والاستكانة .
ومما يزيد من التشظي الحادث الآن إصرار وزير المالية على رفع الدعم مع رفض شعبي كامل ، والرجل أثبت أنه مؤمن تماما بسياسة البنك الدولي بكل ما تجره على حكومته من معارضة هي في غنى عنه .
تغيير الوزراء اختيار صعب للسيد حمدوك الذي لا يرى في وزرائه الحاليين أي نقص أو عيب فهم خلاصة الخلاصة ، وخيار الأمة عنده ، ويصعب عليه أن يتخلى عن أحدهم ولو قامت قيامة الحكومة وظهر المسيخ الدجال . أحدهم قال لي ربما لهؤلاء مواهب استثنائية لا يراها العوام من أمثالنا .
وهذه ليست صحيحة فالكل يعلم أنهم للسيد حمدوك كوزراء الزعيم في مسرحيته الشهيرة ولكن الشعب هو الذي يتساءل " هم دول وزراء عندنا ؟" بعضهم لا نعرفه مجرد " تعارف " لا أكثر ، وبعضهم ربما يعمل " بالحبر السري " أو بمقولة " داري على شمعتك تقيد " لا هم في العير ولا النفير وهؤلاء ارحم من قفزات د. أكرم وطلات فيصل وتنظيرات وزير المالية ووعود مدني ابن عباس .
ولكن الذي يبقيهم أن وراء كل وزير حزب أوجماعة ضغط ، تعتقد أنه يمثلها ولا يعلمون أنهم يمثلون بهم وبنا .
السيناريو المقبل هو فشل سياسة الترقيع ولن تستمر الحكومة بعدها طويلا وسيضطر السيد حمدوك ليشيل التقيلة ، فالمليونية القادمة لن تكون كسابقتها واليسار بغباء يتحمل وزر كل مصائب الحكومة الانتقالية ، لدعمه لفشلها وخزلانها للجماهير خاصة أصحاب الشعار الممجوج " شكرا حمدوك "
المفيد جدا الذي خرجت به المليونية أن لا صوت للأحزاب فيها ، لم نر حزبا يقودها ، ولا جماعة من منتسبيها يتصدرون المشهد .
الكيزان اختفوا كالجرزان في جحورهم ، ولو ظهروا في ذاك اليوم لأكلتهم الجماهير أكلا ، عرفوا الآن أنهم لا يساوون مثقال ذرة عند الناس .
الاحزاب التي " كانت كبيرة " صارت أقل تقزما مما هي عليه ، ولو لم تدرك واقعها الحالي وعاشت على أمجادها الخالية ، فستكون مجرد ذكرى في أي انتخابات قادمة .
اليسار وقع في فخ الكيزان الذين استدرجوه ليتبنى موقفا مؤيدا للحكومة في زمن وصلت فيه شعبيتها لما دون الصفر ، وقريبا ستتبرأ منها ، وتتركها تذهب مع الريح .
وفي انتظار السيد حمدوك لا يسعنا إلا أن نقول له :
مرت الأيام حبيبي ولسه ظالمنا الزمن
أصلوا ما قايلين وحاتك ندفع الدم تمن
والتمن غالي التمن
وموعدنا مليونية الثلاثين من يوليو أو أغسطس