لا يختلف اثنان ان الجبهة الثورية كيان ولد عملاقاً، بعث الامل في وقت تضاءلت فيه الرؤيا، و إنقطع الامل بعد تجربة التجمع الوطني.
ضربت صفوف هذا العملاق امراض السياسة السودانية التي تعتمد في منهجها علي العمل النخبوي الذي لا علاقة له بمصالح، وتطلعات الشعب السوداني في طيفه العريض.
صراع النفوذ، وصناعة الواجهات، ارهق الجميع، وصرفهم عن القضية الاساسية، التي كانت عنواناً فقط، و اجزم ان الصراعات داخل الجبهة الثورية كانت اعنف من مقارعة النظام نفسه، و من هنا بدأ الضعف!
بعد نجاح ثورة الشعب السوداني في ديسمبر المجيدة تفاءلنا خيراً، بأن تأخذ الجبهة الثورية بزمام المبادرة، و تعتبر نفسها صاحبة الحق في قيادة الثورة، وان تلتحم بشكل مباشر مع الشعب لفرض واقع جديد لطالما الكل يحلم به حيث التغيير.
للأسف اوكل امر الجبهة الثورية للعواطلية بعد ان ضربتها حالة الإنقسام، و التشظي في مقتل، حيث اصبح الإتفاق علي مبادئ الثورة نفسها امراً عسيراً، فكان عرابها العاطل التوم هجو، و ما ادراك ما المسارات العبثية التي اشعلت نار الفتنة في شرقنا الحبيب.
احد عواطلية الولايات المتحدة شاب متسكع عاطل عن العمل إستدان ثمن تذكرة الوصول إلي جوبا ليلحق " بالمولد" و لم يرد الدين حتى الآن.
كل الشعب السوداني طالع الفضيحة عندما عجزت دولة جنوب السودان عن دفع تكاليف إعاشة الوفود المتفاوضة، فتفرقوا في مدينة جوبا بحثاً عن الطعام.
و المؤسف شكى البعض بالصوت العالي من عدم صرف النثريات الشخصية لمدة ثلاثة اشهر.
من اول يوم قلناها بالصوت العالي ان هذا الطريق لا يمكن ان يؤدي إلي سلام، للأسف سارت الأمور بذات عقلية، و مفهون النظام البائد للسلام.
ما اثار حفيظتي تصريح عرمان عندما قال: " جئنا بنداء من شعبنا"
اي شعب يقصد عرمان، و متى كان هذا النداء؟
للأسف اهدرتم قوة ضاربة، و تشرذمتم في وقت قل ان يجود به الزمان في السياسة السودانية، و الآن اراكم تجرجرون اذيال الخزي، و الندامة، و قد وحدتكم عوامل الضعف، و قلة الحيلة و ينطبق عليكم " مُجبر اخاك لا بطل".
اعتقد الكل يريد خلق منابر، و فرقعات إعلامية فارغة كما عهدنا بالنظام البائد.
يجب و قف هذه العملية الهزلية المسماة بمفاوضات السلام عبثاً، و إعتماد إستراتيجية جديدة تفتح قضية السلام علي مصراعيها لتخاطب الكل تحت سقف واحد.
حتى جوبا راعية السلام اصبحت تنقصها الاهلية التي إستندت عليها كعضو في الإتحاد الافريقي، بعد تعليق عضويتها لعجزها عن سداد الاشتراكات المالية الواجبة.
سلام المنابر، و تجزئة القضايا هي واحدة من سمات النظام البائد، لتفتيت القوة، و إفقار السلام، و إفراغه من مضمونه، و معانيه الحقيقية، لمخاطبة القضايا بشكل مسؤول.
ماذا يعني توقيع سلام مع من اجبرتهم الفاقة، و ضربتهم الذلة، والمسكنة في شوارع و ازقة جوبا؟
سلام دون حركات كبيرة تسيطر علي اراضي واسعة بحجم دول لا يمكن ان يجدي نفعاً!
السلام غاية، و ليست وسيلة للتكتيكات، او المناورة بعد هذه الثورة العظيمة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة