مفهوم الثورة.. بقلم خليل محمد سليمان

مفهوم الثورة.. بقلم خليل محمد سليمان


06-22-2020, 02:33 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1592832839&rn=0


Post: #1
Title: مفهوم الثورة.. بقلم خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 06-22-2020, 02:33 PM

02:33 PM June, 22 2020

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




في بلادنا تتراكم المصائب، و البلايا، و الخطايا لعشرات السنين، ثم الغضب فالثورة، فيسقط نظام، و يتسلق آخر، و يتكرر المشهد وكأنه سُنة كونية لازمة الحدوث، والتكرار.

في المجتمعات المتحضرة الثورة سلوك، و سلطة يمارسها المواطن في كل حركته، و سكونه بسلاح يُعرف ب ال feedback.

فهي إحدى ادوات الدولة المدنية الفعالة، و تعني مراقبة الاداء، او الملاحظة.

في المجتمعات المتحضرة تجد في كل مؤسسات الدولة صندوق لتضع فيه ملاحظاتك عن الاداء، و تتدرج من الاسوأ الي الممتاز، و لهذا الصندوق سُلطة مباشرة تساعد متخذ القرار علي تجويد الاداء.

بل إن رأيت تجاوز، او خلل في اداء الموظف فلك الحق ان تطلب منه ان يوصلك برئيسه، و تُبدي ملاحظتك في الحين و التو.

في المؤسسات التعليمية الطالب له سلطة علي المعلم، و المؤسسة بشكل عام، حاشاها لم تكن كسلطة الدبابين، و المهووسين في بلادنا، و يمنحوا الدرجات الإكرامية، و تقام الإمتحانات الخاصة، بل هي سلطة ال feedback عبارة عن ورقة صغيرة يدون عليها الطالب إنطباعه، و ملاحظاته عن المعلم، والمؤسسة دون ان يكتب إسمه.

حتي المحلات التجارية، و المطاعم تعطي الزبون الحق في تقييم الاداء، فإن اردت ان تعرف مستوى الجودة عليك بالدخول علي موقع المتجر او المطعم، و قراءة ال feedback ملاحظات و إنطباع الجمهور، و تقييمهم للاداء دون تدخل صاحب العمل، و عليه تقرر إن كان يناسبك او لا.

حتي المؤسسات العسكرية للفرد مساحة لمراقبة الاداء و تقييم مرؤوسيه، و اداء المؤسسة.

ففي الدولة المدنية المحترمة لا يمكن للمواطن ان ينام و هو مغبون، فله سلطة يعلم مدى نجاعتها، و لا غُبن يتراكم، ولا مظالم، و بلايا، او خطايا.

إنها الثورة في السلوك المدني في ارقى، و ابهى المعاني الإنسانية التي تجعل من المواطن الحاكم الفعلي لكل حركة المجتمع بشكل مستمر.

اعتقد نحن بحاجة لتنزيل ادوات الدولة المدنية، و تفعيلها في كل مؤسساتنا بشكل فوري، و اهمها علي الإطلاق ال feedback لتكون سلطة مدنية فعلية علي الجميع.

نرى القصور، و تدهور الاوضاع، و صلف الحكام، و فسادهم عياناً بياناً، ولا نملك حتي حق النقد، بل و يُعتبر التعبير عن الغضب، و عدم الرضى خيانة، و عمالة، و عدم وطنية، و يذهب البعض مبلغ التحريم إن خرجت علي الحاكم، لنمارس الذُل علي انفسنا.

تفعيل اداة ال feedback تعبد الطريق امام الدولة المدنية، وتنزع الغُبن، و تضع الكل تحت مجهر المسؤولية فينعكس ذلك علي تجويد العمل، و دقة الاداء.

خليل محمد سليمان