Post: #1 Title: لوثة بغضاء السيد الأمام الصادق المهدي: أهذا نعيكم لمنصور خالد بقلم عبد الله علي إبراهيم Author: عبدالله علي إبراهيم Date: 06-21-2020, 05:23 AM
كان الشيوعيون متى تابقتهم (لاحقتهم) بالنقد والطعن قالوا إنك تعاني من لوثة ضد الشيوعية. ولم يتفق لي أن من الناس من يلتاث ضد شخص أو عقيدة لحد السعر مثل ما عرفت بعد مشاهدة فيديو ذاع على أيام رحيل المرحوم منصور خالد. والمشهد في الفيديو الذي ظهر فيه منصور مما يمكن تسميته "انترفيو على سرير الاحتضار" (bedside interview). ظهر فيه المرحوم رهين سرير المستشفى، وبجلبابها المزهر بالأزرق. وقد أعرورق الوجه على وسامة قديمة آفلة تكاد تطير نحوك من فرط عتقها. وتسمع من جهة أخرى لمن أدار الانترفيو وصوره من غير أن تراه. وكان مدار الحديث بين السائل والمجيب عن السيد الصادق المهدي. واستغربت أن يطرأ لسائل أن يدير مثل هذا الحديث ويصوره عن السيد الإمام مع رجل في السكرات معروف بأن الذي بينهما غير عامر. بل استغربت أن اقتصر الانترفيو الذميم على رأي المرحوم في السيد الإمام لا غير. وتساءلت إن كان المرحوم قد أذن بتسجيل الإنترفيو، أو أنه أجاز نشره بعد التسجيل. لو عرفت المرحوم جيداً لاستغربت أن يأذن لأحد أن يُظهره على ما ظهر بوجه مكبل بالغضون والوهن. فللرجل ثقافة في حسن المظهر لم تطرأ لغيره ولم يطر شاربه بعد. كانت وجاهته تسبق حضور فكره إلى الناس. لبس البيونكا في شرخ العمر في تطرف شبابي ليحلو في نظره ونظر الناس. ولم اقرأ لمن قابله إلا ذكر صبوح وجهه ومثالية هندامه وأنسه. ولو استأذن الجليس منصور الذي أعرف في تصويره وهو على تلك الهيئة لما قبل. تمنعه ثقافة الأناقة التي اختطها لنفسه وعزة ألا يراه الناس إلا كما أراد.
استفظعت الفيديو ووجدتني أدير وجهي الناحية الأخرى مواصلاً الاستماع. فلم أتعود ذلك الهزال من الرجل ممشوق الحسن. ولم اتصالح مع الصورة وأنا أعد هذه الكلمة. فأجد نفسي جافلاً منها. واستفظعته لسبب آخر هو اقتصاره على نقد للسيد الإمام معلوم بالضرورة عن منصور. وسمعه الجليس منه مرة فوق مرة لو قرأ له. وأشك. ولذا سألت: أي غريزة أراد الجليس الخفي اشباعها من انترفيو الاحتضار هذا؟ وحرت جواباً إلا إن كان مطلبه إشباعا لنهش اللوثة عن السيد الإمام في أمعائه الغليظة. لم يشفه وجماعته الأسفار التي يحملونها في بغض الإمام لثلثي قرن أو تزيد فأردوا من معلمهم أن يلعنه لهم وهو في السكرات لعنة يذيعونها عنه بمثابة نعي. يريدون التوثيق عنه خطيئة الإمام حتى والرجل على جرف هار من الدنيا. هذا الفيديو عار لفئة من صفوة اليسار ومن لف لفهم ركبتهم لوثه بغضاء من الإمام يطلبون التوثيق لها والتشفي بها حتى لو حملتهم محامل القساوة والسقم والتخثر.
ونامل لك انت ايضا الشفاء من لوثة بغضاء الخالد منصور خالد خاصة بعد رحيله الاليم. حيث عرف لك بالولع في نبش قبور الموتى لتقويلهم ما لم يقولوه دفاعا عن جلاباك في السلطة من القتلة والسفاحين؟ والواحد ربما عنوانك المتلبس قد خدعه فظن انك ربما تحاول فيما تبقى لك من العمر ان تنصف منصورا على الاقل بعد مماته ولو مرة. خاصة في النعي البغيض للسفاح الكاذب الضليل الذي كعادته في التحيزات العشائرية وخلق المعارك الدنكشوتية ومصارعة طواحين الخصومات حتى مع اقرب الناس اليه من اجل ان يتسلق السلطة على جماجم الاتباع الاقنان! وممارسة التضليل والخيارات الخاطئة خلال تاريخ حياته المديد, فقد مدح حليفه التاريخي الانقلابي الداعشي الدباب حسن الترابي الذي سرق منه سلطته - حسب الزعم- وواجه دبابين صهره مع اتباعه الاقنان في الميدان عديل - مليشيا الامة بجبهة الشرق- الا انه قد مدح صهره باحسن ما يكون المدح عندما وافته المنية؟ بينما احتقن العداء غير المبرر, والخصومة غير الشريفة مع العالم منصور الذي لم ينافسه في الحكم او في الارث الديني او اي كان, سوى ان منصورا ظل الناقد بقلمه, الناصح المخلص الامين؟ الا ان السفاح الكاذب الضليل كعادته لم يعطيه حقه حتى بعد مماته في نعي اغرب ما يكون كأن منصور هو من انتزع منه سلطته المبذول في الشارع ولو شالو كلب لا احد يقول له جر؟ وبذات المنطق المعوج للاسف انت ما زلت في غييك القديم تريد ان تقتص من منصور ومن معه مما تتوهمه انه حق لامامك الطائفي المستبد السفاح الكاذب الضليل الجلابي المثال, وزعيم اقلية جلابا السلطة التاريخي وراعي امتيازاتهم الاوحد فوق الاخرين؟ واجزم ان منصورنا حتى وهو في سكرات الموت اكثر وعيا وجراءة في قول الحق من امثالك من المدلسين المفكرين الكذبة وانت منهم؟ على غرار الانبياء الكذبة؟ فانت ليس في السقم وانما في سكرات بلا بداية والنهاية قريب.