الثورة سرقت ما سرقت بقلم محمد صالح رزق الله

الثورة سرقت ما سرقت بقلم محمد صالح رزق الله


06-18-2020, 04:00 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1592492428&rn=0


Post: #1
Title: الثورة سرقت ما سرقت بقلم محمد صالح رزق الله
Author: محمد صالح رزق الله
Date: 06-18-2020, 04:00 PM

04:00 PM June, 18 2020

سودانيز اون لاين
محمد صالح رزق الله-بريطانيا
مكتبتى
رابط مختصر




يدور الحديث منذ فترة ليست بالقصيرة حول ثورة ديسمبر و ما أصابها من عثرات ، و كيف أوقعت الثورة نفسها فى هذه الحالة ، وهل كان فى الإمكان ان تتجنب الثورة هذه المعوقات ! . و هناك من يقولون بأن الثورة قد تم السطو عليها و تمت سرقتها .

و من الطبيعى أن تمر اى ثورة بمراحل تطور حتى تبلغ أهدافها ، و من أهم عوامل ثبات و استمرار مراحل التطور هذه ، هى القيادة الثورية ، الموجهة لها و المحفذة على ضبط إيقاع المد الثورى ،و ترسيمه بحيث لا يترك فراغ تتسرب من خلاله ايادى الثورة المضادة . و فى غياب القيادة الثورية الناضجة الممرسة المشبعة بفكر الثورة و القادرة على الهام الجماهير و تحريكها بمعرفة و حنكة نحو أهداف الثورة برزانة و تواتر ابداعى . و غياب تلك القيادة يخلف فراغ واسع يغرى اعداء الثورة بكل صنوفهم للتهافت لشغل هذا الفراغ القيادى ، بكل ما توفر لهم من معاول للهدم ،لتفكيك البناء الثورى و السعى حثيثا لاجهاض الثورة و إرجاع عقارب الساعة للوراء . وهذا ما نعتقد أنه قد حدث لثورتنا ..

و القوى التى أتيحت لها الفرصة لملء هذا الفراغ الذى أحدثه غياب القيادة الثورية ، هى قوى لم تكن غربية على الثوار ، بل هى قوى اجبرها عنفوان الثورة ان تنزع جلبابها القديم و تدثرت بثوب الثورة مجبورة لا بطلة ، و هى معروفة بسيمائيها و أسماءها من أحزاب و كيانات كان بعضها فى يوم ما شريك لنظام اللصوص الدموى و آخرون منهم كانوا فى طريقهم للشراكة معه و على بعد قاب قوسين أو أدنى من الدخول لنادى الجوقة الانقاذى الاسلاموعروبى.
و حينها فاجاءتهم الثورة و لم تترك لهم مجالا للتفكير و التدبر ، و طاش صوابهم و ما كان لهم من مفر غير الانسياق فى ركبها و نفوسهم تضمر الكثير ، و استغلوا غياب القيادة الثورية و تسامح الثورة والثوار و تسلقوا حتى أصبحوا هم و حلفائهم قادة الثورة و حاضنتها السياسية . و شرعوا فورا فى استخدام الوضع الثورى لتنفيذ برامجهم الاصلية ، سواء كانت برنامج الهبوط الناعم أو ما يسمى بالتحول الديمقراطى . و تركوا قوى الثورة و شبابها يهيمون على وجهم ، و يتنادون من دون دربة و تواثق الاسترداد ثورتهم

و قراين الاحول تقول لهم لن يتأتى لكم ذلك إلا فى ظل وحدتكم و التى يمكنكم صنعها بيدكم و اختيار قيادة لكم لها القدرة و المؤاهلات و العزيمة على مواصلة المشوار ، فيا قوى الثورة و شبابها تحتاجون لتوحيد ورص صفوفكم و تنظيفها من اعدائكم بلا منة و لا عاطفة . فالثورة لم تسرق ولا يستطيع أحدا سرقتها ، ولا تحتاج لتصحيح مسارها الثورة تحتاج للقيادات الثورية لتنتزعها من بركة الوحل التى غاصت فيها بفعل غياب القيادة الثورية .

وبحضور القيادة الثورية ستعيد الثورة زخمها و يقوى عودها و ستتخطى كل المتاريس و المعوقات و ستنجز كل أهدافها . فيا شباب الثورة ولجان المقاومة و قواها الحقيقية و طلائع حركات الكفاح الثورى المسلح

الكرة لم تزل فى ملعبكم فانتم بوحدتكم و تعاضدكم من تكتبون سيرة المستقبل فاقتنصوا الفرصة و اكملوا مشوار ثورتكم و حتما النصر حليفكم و حليف شعوبكم .

محمد صالح رزق الله

١٧/٠٦/٢٠٢٠