يدور الحديث منذ فترة ليست بالقصيرة حول ثورة ديسمبر و ما أصابها من عثرات ، و كيف أوقعت الثورة نفسها فى هذه الحالة ، وهل كان فى الإمكان ان تتجنب الثورة هذه المعوقات ! . و هناك من يقولون بأن الثورة قد تم السطو عليها و تمت سرقتها .
و من الطبيعى أن تمر اى ثورة بمراحل تطور حتى تبلغ أهدافها ، و من أهم عوامل ثبات و استمرار مراحل التطور هذه ، هى القيادة الثورية ، الموجهة لها و المحفذة على ضبط إيقاع المد الثورى ،و ترسيمه بحيث لا يترك فراغ تتسرب من خلاله ايادى الثورة المضادة . و فى غياب القيادة الثورية الناضجة الممرسة المشبعة بفكر الثورة و القادرة على الهام الجماهير و تحريكها بمعرفة و حنكة نحو أهداف الثورة برزانة و تواتر ابداعى . و غياب تلك القيادة يخلف فراغ واسع يغرى اعداء الثورة بكل صنوفهم للتهافت لشغل هذا الفراغ القيادى ، بكل ما توفر لهم من معاول للهدم ،لتفكيك البناء الثورى و السعى حثيثا لاجهاض الثورة و إرجاع عقارب الساعة للوراء . وهذا ما نعتقد أنه قد حدث لثورتنا ..
و القوى التى أتيحت لها الفرصة لملء هذا الفراغ الذى أحدثه غياب القيادة الثورية ، هى قوى لم تكن غربية على الثوار ، بل هى قوى اجبرها عنفوان الثورة ان تنزع جلبابها القديم و تدثرت بثوب الثورة مجبورة لا بطلة ، و هى معروفة بسيمائيها و أسماءها من أحزاب و كيانات كان بعضها فى يوم ما شريك لنظام اللصوص الدموى و آخرون منهم كانوا فى طريقهم للشراكة معه و على بعد قاب قوسين أو أدنى من الدخول لنادى الجوقة الانقاذى الاسلاموعروبى. و حينها فاجاءتهم الثورة و لم تترك لهم مجالا للتفكير و التدبر ، و طاش صوابهم و ما كان لهم من مفر غير الانسياق فى ركبها و نفوسهم تضمر الكثير ، و استغلوا غياب القيادة الثورية و تسامح الثورة والثوار و تسلقوا حتى أصبحوا هم و حلفائهم قادة الثورة و حاضنتها السياسية . و شرعوا فورا فى استخدام الوضع الثورى لتنفيذ برامجهم الاصلية ، سواء كانت برنامج الهبوط الناعم أو ما يسمى بالتحول الديمقراطى . و تركوا قوى الثورة و شبابها يهيمون على وجهم ، و يتنادون من دون دربة و تواثق الاسترداد ثورتهم
و قراين الاحول تقول لهم لن يتأتى لكم ذلك إلا فى ظل وحدتكم و التى يمكنكم صنعها بيدكم و اختيار قيادة لكم لها القدرة و المؤاهلات و العزيمة على مواصلة المشوار ، فيا قوى الثورة و شبابها تحتاجون لتوحيد ورص صفوفكم و تنظيفها من اعدائكم بلا منة و لا عاطفة . فالثورة لم تسرق ولا يستطيع أحدا سرقتها ، ولا تحتاج لتصحيح مسارها الثورة تحتاج للقيادات الثورية لتنتزعها من بركة الوحل التى غاصت فيها بفعل غياب القيادة الثورية .
وبحضور القيادة الثورية ستعيد الثورة زخمها و يقوى عودها و ستتخطى كل المتاريس و المعوقات و ستنجز كل أهدافها . فيا شباب الثورة ولجان المقاومة و قواها الحقيقية و طلائع حركات الكفاح الثورى المسلح
الكرة لم تزل فى ملعبكم فانتم بوحدتكم و تعاضدكم من تكتبون سيرة المستقبل فاقتنصوا الفرصة و اكملوا مشوار ثورتكم و حتما النصر حليفكم و حليف شعوبكم .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة