العدالة الترميمية لا يستحقها سفّاكي دماء الابرياء, بل القِصَاص بقلم عبدالعزيز وداعة الله عبدالله

العدالة الترميمية لا يستحقها سفّاكي دماء الابرياء, بل القِصَاص بقلم عبدالعزيز وداعة الله عبدالله


06-18-2020, 01:08 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1592482088&rn=0


Post: #1
Title: العدالة الترميمية لا يستحقها سفّاكي دماء الابرياء, بل القِصَاص بقلم عبدالعزيز وداعة الله عبدالله
Author: عبدالعزيز وداعة الله عبدالله
Date: 06-18-2020, 01:08 PM

01:08 PM June, 18 2020

سودانيز اون لاين
عبدالعزيز وداعة الله عبدالله-
مكتبتى
رابط مختصر





العدالة الترميمية هي عدالة تعطي الاولوية للإصلاح دون العقاب, و هي عدالة تنظر للمستقبل و ليس للماضي عبر الحوار بين طرفي الجريمة الضحية و الجاني, و لأنها تستخدم مع مَنْ يُرجي منه و يستحقها, و بالطبع فإنَّ سفاحي النظام الدموي البائد-لأنَّ ليس منهم خيرا يُرْتَجى, و لأنهم لم يظهروا أي ندم او اعتراف, بل لا يزالون يسخّرون الاموال المنهوبة و اعلامهم المسموم في ضرب الثورة - لا ينفع معهم إلاَّ القِصاص.. و القِصاص(بكسْر القاف و ليس بفتحها كما تقول بذلك العامة و الرئيس المخلوع في آخِر عهده حين لقائه بكبار قادة الشرطة) هو ان يتلقى المجرم عقابه بمثل ما فعل, و يكون فيه تحقيق المساواة بين الجرم المرتكب و العقاب الواقع علي مرتكبه , و قد جاءت هتافات الشارع الداوية منادية بالقِصَاص: (الدم قصاد الدم, ما بنقبل الدِيّة), و الاختيار دائما لنوع العدالة -بِحُكْم القانون- للمتضرر او أولياء الحق و الدم. و يعتبر الشعب السوداني نفسه وَلِيّ دم كل ضحايا النظام البائد بلا استثناء, فألم يستشهد شهداؤنا مضحين بأرواحهم لأجل الشعب؟ بالتأكيد , نعم. و لن يترك الشعب أُسَر الشهداء لوحدهم.
و قد نادَى الامام الصادق المهدي بالعدالة الترميمية , ومع كامل احترامنا لتقديرات الامام و غيره مِن القادة السياسيين لا نريد ان نقول عطاء مَنْ لا يملك لِمَنْ لا يستحق, و لكننا نقول ان مجموعة النظام البائد التي سفكت دماء الآلاف بوحشية لا يستحقون غير القِصاص منهم, فهل ينسي الشعب الابادة الجماعية في دارفور, و كجبار, و مجزرة ضباط رمضان, و مجزرة انتفاضة سبتمبر2013, و معسكر العيلفون, و مجزرة الاعتصام الشنيعة ما بعد الثورة التي خطط لها المجلس العسكري و نفذها حسبما اعترف الفريق كباشي بذلك: (وجهنا القيادات العسكرية بفض الاعتصام. القيادات العسكرية ذهبت و وضعت خطتها و نفّذتْ, و حدث ما حدث, نحن نجدد اسفنا لما حدث. هناك انحرافات في خطة القيادات العسكرية اللي وضعَتْها, و كانت هناك تجاوزات..) و قد جهزت القيادة العسكرية بالفعل مئات السيارات و آلاف العناصر لتداهم و تفتك بصائمين نائمين عُزّل .و ظل القادة هؤلاء و كباشي و رفاقه في مواضعهم يحدثوننا و يتحدثون عن الثورة و كأنَّ شيئاً لم يحدث, و كما لو ان مَنْ سفكوا دمائهم و ألقوا بجثث بعضهم لا اكثر مِن ############ان, فالمعتصمين في نظرهم –كما قال رئيسهم المخلوع- شذاذ افاق.
هؤلاء اشرار لا يستحقون أي رحمة او عفو فالغدر متأصل فيهم و انت-سيدي الإمام- أوّل مَن غدروا به و اطاحوا بالنظام الديمقراطي, و المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتيْن. و لو أُعطوا أي فرصة اخري بعد الاطاحة بسلطتهم لَفعلوا ابشع مما اقترفته اياديهم الآثمة, ففي اجتماع مجلس شوري الحركة الاسلامية في 2013 الذي بثته قناة العربية تحت الاسرار الكبرى-جماعة الاخوان, قال علي عثمان طه: (اقولها بالصوت العالي و يشاركني في هذا معظم اخوانا في اللجنة ان لم يكن جميعهم بالمعطيات التي كانت قائمة في 1989, لو عاد التاريخ القهقرة فسنقف نفس الموقف و سنقوم بالتغيير الذي حدث) و تضج القاعة بالتهليل و التصفيق, و قال: (الدولة القائمة الآن هي دولة المشروع الاسلامي التي يجب ان نحافظ عليها). و قال الرئيس المخلوع: ( قلت لشيخ حسن الترابي: نحن يا شيخ حسن قناعتنا ان هذه الدولة مُلْك للحركة الاسلامية, لأنك جئتنا في اجتماع و نحن ضباط, قلتَ لنا اخوانكم قرروا ان تستلموا السلطة. لم نسألك مَن هم اخوتنا باعتبار ان اجهزة الحركة هي التي قررت, و عندما قررت, نحن قلنا علي السمع و الطاعة. فهل نأمن هؤلاء القتلة الخبثاء علي بلادنا, و نسمح بعودتهم؟
و دعنا-سيدي الامام- نشير الي بعض اقوالهم الداعية لسفك دماء المواطنين: الرئيس المخلوع في آخِر عهده حين لقائه بكبار قادة الشرطة طالبهم بقتل المتظاهرين قائلاً لهم: (نحن بنقول اداء الشرطة ,هي حقيقة, حفظ و امن المواطن, ليس قتل المواطن لكن مرات زي ما قلنا و ربنا قال و لكم في القصاص حياة) و يسألهم: (القصاص هو شنو؟ ) و ينطقها القَصاص بفتح القاف, و يواصل: ( هو قتْل, مش كدا, هو اعدام. طيب, ربنا وصفه بحياة ,لأنها حقيقة, ردع للآخَرين عشان نحافظ علي الأمن. الأمن غالي, سلعة غالية جدا, نحن ان شاء الله ما حنفرط لا في أمن المواطن و لا في أمن الوطن و لا في أمن المنشآت و الممتلكات العامة و الخاصة لأنه دا واجب الدولة..) و قال في تهديد سابق له للمتظاهرين و من خلفه الاتحاد العام للطلاب السودانيين و هم في زيّ عسكري: (بعد ينتفض الشعب السوداني بينتفض حقيقة, مش شذاذ آفاق و ناس محرشين, و اهلنا بيقولوا المحرش ما بيكاتل. اكتر من الناس الطلعوا في الشوارع يحرقوا في اللساتك ممكن نجيب لهم ناس مجاهدين حقيقيين), و قد هدد المخلوع شعبه امام برلمانه قائلا: ( من اراد ان يعيش اوهامه و يظل في غيبوبة سياسية و يكابر فليجرب و نحن له بالمرصاد), و يعترف امام اخوانه بسفك دماء الابرياء في دارفور: (كيف الله يستجيب دعائنا و نحن, بقول نحن يا جماعة, نحن من الرئيس عمر البشير مرورا بالتيجاني و لغاية ما نصل لآخر واحد شايل بندقية, كلنا, كل واحد عايز انه ربنا يستجيب دعائه و يتقبل عمله, كيف؟ كيف و نحن بنقتل و نسفك دماء مسلمين لأتفه الاسباب, انا بقول لأتفه الاسباب, ما في حدث كبير في دارفور و حصد المئات لما جينا شفنا البداية لقيناه و الله العظيم ما بيستحق الزول يضبح ليه خروف خلي يضبح ليه بني آدم)
و علي عثمان محمد طه صاحب تهديد الثوار بكتائب ظله, و هو القائل: shoot to kill, و ذاك المسمي علي غيْر مسمي بنافع, و يونس محمود بأنهم :(لن يفرطوا في الحُكْم لشيوعي ابن كلب, و الدم رُكَب). و حبيس كوبر الآن رابع المطلوبين للعدالة الدولية بلاهاي المتهم بالابادة الجماعية و توجيهاته لقادة عسكريين بإبادة الاحياء: ( امسح,اكسح, قُشّه ما تجيبه حي) و يصيح القادة العسكريون الواقفون بجواره: (أُكْلُه نيىء)و يبتسم السفاح و يقول, ما تعمل لينا عبء اداري.. جاهزين يا جماعة؟) و يرد القادة: جاهزين, جاهزين, الله اكبر. و السفاح صلاح قوش مدير جهاز و لا للإسلام الأمن و المخابرات الذي حاول تبرئة عناصره من قتل المتظاهرين و قال تلك الفرية السخيفة بأن المتظاهرين هُم الذين يقتلون بعضهم بعضا و ذكر ان صحفية اخرجت رشاشا من حقيبتها و اطلقت النار و قتلتْ, و المؤسف ان البعض يحاول ان يلمع السفاح قوش و يظهره بأنه سانَد الثورة و حَمَي المعتصمين, و إنْ صدقتْ حمايته للمعتصمين فأين ذهبت حمايته هذه؟, ألم تكن بعد ان استيقن من قدرة الشعب علي الاطاحة بنظام هو مدير أمْنِه, و اراد ان يقفز من سفينته الغارقة و يثب في سفينة؟ و في مقطع فيديو رائج في الانترنت لعبدالواحد محمد نور يحكي عن أَسْرِه قواته لأحد ضباط الجيش و حينما أمَرَ بإطلاق سراحه ذهب الضابط و عاد و غدَر بهم و هاجمهم بضراوة.
و الشعب كما اراد اسقاط النظام فهو يريد عدالة عقابية, و يريد من السلطات العدلية القضائية ان تسارع بمحاكمة عناصر النظام البائد من دون تلكؤ كما في انفاذ الاحكام علي قتلة الشهيد الاستاذ احمد الخير, و ان تبدأ المحاكمات بالجرائم الخطيرة, لا كما في محاكمة المخلوع بحيازة عملة اجنبية.