مَنْ أَمِنَ العقاب أسَاء الأدب, و شهادات مشروخة بقلم عبدالعزيز وداعة الله عبدالله

مَنْ أَمِنَ العقاب أسَاء الأدب, و شهادات مشروخة بقلم عبدالعزيز وداعة الله عبدالله


05-17-2020, 11:21 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1589710864&rn=0


Post: #1
Title: مَنْ أَمِنَ العقاب أسَاء الأدب, و شهادات مشروخة بقلم عبدالعزيز وداعة الله عبدالله
Author: عبدالعزيز وداعة الله عبدالله
Date: 05-17-2020, 11:21 AM

11:21 AM May, 17 2020

سودانيز اون لاين
عبدالعزيز وداعة الله عبدالله-
مكتبتى
رابط مختصر




[email protected]
إنَّ أوَّل ما يتبادر الي الذهن عند قراءة العنوان اعلاه هو اين بلغ الاستاذ نبيل اديب بلجنته حوْل مجزرة فض الاعتصام؟, و ما حدث لقتلة الشهيد المعلم احمد الخير؟, و المتورطين في محاولة اغتيال دكتور حمدوك؟, و تمرد عناصر هيئة العمليات و ترويعهم للمواطنين بخروجهم للشارع و هم يطلقون الرصاص؟, و التقاعس الامني عن تطبيق القرارات الرسمية تجاه جائحة الكورونا و التي عملتْ بها كل دول العالم و نجحت في كبح الفيروس من منع التجمعات و منع الصلوات الجماعية في المساجد؟ و لَنا في المسجديْن الشريفين المكي و المدني خيْر مثال, مع السماح لمواليهم بفك الحظر و الحجر المنزلي متي ما شاء و ها هو بالأمس القريب يخرج ناشطهم ذو النون مِنْ ولاية الخرطوم الكُبْري مروراً بولاية كاملة ليصل لولاية سنار, فكيف خرج هذا الرجل , إلاَّ أنْ يكون قد أُسْرِي به ليلاً مِنْ الخرطوم الي سنار!!, و السماح بتظاهرات معادية لحكومة الثورة و مشككة في الكورونا نفسها و بهتافات خالية من الادب و الدين تسيء لرموز حكومة ثورة الشعب و كل ذلك تحت سمع و بصر الجهات الامنية بل انها اكملتْ تأمينها التام لها و تعالت هتافاتهم مثل:( ما في كورونا ما تغشونا) و جميل ما سمعناه مِنْ أنَّ الفتاة التى كانت اعلي صوتا بهذا الهتاف وقعت مصابة بفيروس كورونا الذي قالت بأن حكومة الثورة غشتها, و الواهمون يعتقدون ان الحكومات جميعها يغش مواطنه كما عودونا علي كذبهم الضار طيلة الثلاثين عاما التي بدأتْ اول عهدها بكذبة و نقض للعهود: (اذهب للقصر رئيسا, و انا للسجن حبيسا) و في المقابل يُواجَه الثوار في مظاهراتهم السلمية بالقمع في عهد ثورتهم. و في بعض تظاهرات فلول النظام البائد نادوا علنا البرهان بإسمه ليخلصهم مِن الحُكْم الشيوعي الجائر, و آخَرون منهم طالَب الجيش بالتدخل و الانقلاب علي الثورة. و في الوقت الذي سعتْ فيه و لا تزال حكومة الثورة تسعي في مواجهة خطر كورونا بأضعف امكانيات خلَّفها لها النظام البائد خرج والي الخرطوم العسكري المكلف السابق متحدياً قرارات لجنة الطوارئ و رافضاً لها و نصبّ نفسه أعْلَم بالدين مِنْ الذين اصدروا القرارات و ابدي حرصاً زائفاً علي الصلاة الجماعية في المساجد, و بعدما أُقيل و عاد قائداً لمجموعته العسكرية استقبله عساكره بهتافات الترحيب و تبخيس المدنيين بينما كانوا يطلقون الرصاص في الهواء ابتهاجا, و ما علموا ان أي رصاصة تطلق سواء في الهواء او في صدور المواطنين هي مقتطعة مِن ما يدفعه المواطن من ضرائب و جبايات و حرمان من الخدمات. و لم نسمع او نري حتي لحظتنا هذه بأن عقوبة قد وقعت علي واحدٍ مِنْ هؤلاء المخالفين , مع علمنا أن الاجراءات العقابية punitive measures عند العسكر تكون في الغالب عقوبات بدنيةcorporal punishment , و لكن شيئاً من ذلك لم يحدث, و قد صدَق عبدالله بن المقفع بقوله: (مَنْ أَمِنَ العقاب اساء الادب) , و الخوف انه إذا ما نفد صبر الشعب فسوف يكون لكل مقام مقال, و لله الحمد بأن الشعب واعٍ لا يزال متمسكا بسلميته, لكن عليهم ان يحذروا غضب الحليم, و نُؤكد للفلول و مَن يقف معها طال الزمن او قصر بأنْ لا افلات من العقاب impunity , و القِصاص آتٍ لا محالة. كما انه يجدر بنا القوْل انه مِنْ غير المقبول بل المستفز للشعب محاولات تلميع السفاح صلاح قوش, فأرواح الشهداء لن تضيع.
و نحن نعيش عهد الثورة التي دفع الشعب ثمنها غاليا, لا ينبغي ان ندفن رؤوسنا في رمال الخوف, و الخوف مِنْ مَنْ؟ و قد قام الشعب بأجْمعه شبابه و كباره و نساؤه و رجاله بالتصدي لقوة السلاح و بطش اجهزته الامنية و اطاح بِأسوأ نظام في تاريخ البشرية, فالحاجة اليوم قبْل الغد للكلام بصراحة و أنْ نقول للأعور أعوراً في وجهه To call a spade a spade , و قد كَثُر الحديث عنْ اخفاقات في الاداء الحكومي في تلبية اهداف الثورة بسبب تقاعس بعض الجهات التي يبدو ان قلبها لا يزال معلقاً بالنظام البائد و تظن أنْها ستعود للحكم بعد اعاقتها لحكومة الثورة, و نقول لهم إنَّ الشعب الذي اقتلع النظام البائد اقتلاعاً سوف تفكك لجنة ازالة التمكين و محاربة الفساد و استرداد الاموال اوصاله (صامولة, صامولة), بارك الله في هذه اللجنة العملاقة و أعانها و هي تبعث فينا الفرح. و لماذا نخشي قوْل الحق في وجه مَن زعموا انهم اسلاميون! أنسوا ما حدث للخليفة الثاني عند بداية توليه الخلافة حينما سأل جلسائه: ماذا انتم فاعلون اذا رأيتم فيَّ اعوجاجا؟ و قام احدهم و قال له: لو وجدنا فيك اعوجا, لقوّمناه بسيوفنا هذه, و بدلاً مِن ان يغضب و يثور كما يفعل رموز النظام البائد حينما يلامون فيستدعي الواحد منهم رجال امنه, فقد تهلل وجهه فرحا و قال: الحمد لله الذي جعل لي مِنْ أُمّة محمد مَنْ يقومني, و اضاف : لا خير فيكم إن لم تقولوها و لا خير فينا إنْ لم نسمعها. و هو القائل: ( اخطأ عمر و اصابتْ امرأة) للمرأة القرشية التي صححته بعد أنْ قال علَي المنبر أنْ لا يغالوا في صداق النساء. فلا ينبغي لأحد مهما علا شأنه ان يرفض السماع لقول الحق, و ها نحن نقولها متسائلين بعدما نفد صبرنا بسبب التباطؤ في اتخاذ قرارات او بسبب الاشتباه بالتواطؤ او التقاعس عن اداء الواجب في ثلاث وزارات هي الاعلام و الداخلية و الدفاع, و الثلاث وجدوا مدْحا مِنْ كاتب موالٍ للنظام البائد في صحيفة الانتباهة عدد 16-5-2020 , و الكاتب هو دكتور حسن التيجاني الذي خصص عموده كاملاً لِمدْح وزير الاعلام فيصل محمد صالح و جعل وزارته من خيرة الوزارات و يستدرك باستثناء الوزارات الامنية: (... اشهد لهذا الوزير انه جاء للمقعد بامكانياته الإعلامية و مجاهداته الثورية.. لذا وزارته من خيرة الوزارات التي يمكن ان نقول عبرت علي عهد الحكومة الانتقالية باستثناء الوزارات الأمنية) و(أن قدر لنا نعود) .. و هل مِنْ شهادة مشروخة اكثر مِن هذه, شهادة مَنْ لا يملك حق التقييم لِمَن لا يستحق هذه الشهادة, و دكتور لا يميّز بيْن(إنْ) و (أن) في قوله الركيك (أن قدر لنا نعود) و بين(إنْ قُدّر لنا أنْ نعود), و هو و امثاله من اصحاب الاقلام المعوجة لا يقول صواباً.
و الإعلام ضعيف و لم يجد مَنْ يمتدحه سوي هذا الرجل لا لسبب إلاَّ لأن الوسيلتيْن القوميتيْن الاذاعة و التلفزيون لا تزالا تسيران بذات النمط الكيزاني برغم مِنْ تولي الاستاذ لقمان لِدفّته, و متجاهلة لكل ما مِن شأنه ان يعكس قوة الثورة و نجاح وزرائها, و دونك مؤتمرات لجنة ازالة التمكين و محاربة الفساد و استرداد الاموال حيث تبث المؤتمر علي مضض ثم لا تعيده, عِلماً انه لو اعاده التلفزيون مرات و مرات لَمَا ملَلنا من التكرار. و المفروض في ظل الثورة أنْ يتجه كلٌ لعمله وِفقاً لِمهنته و مهامها و في حدود صلاحياته, فلا ينبغي للقوات الشرطية او المسلحة او الامنية بأية حال ان تدخل في مجالات ليستْ مِنْ اختصاصها, و لا يُعْقل ان تعمل علي سبيل المثال في التنقيب عن الذهب او التصدير الحيواني و النباتي, و حتي لو أنَّ الجيش تمكَّن من تصنيع صواريخ و دبابات و غيرها من العتاد الحربي فلا يصَحّ ان يُصدّر شيئاً منها إلاَّ بولاية وزارة المالية و الاقتصاد, فكيف يستقيم عقلاً ما يقال ان الدقيق و الوقود و غاز الطبخ و ربما الادوية كلها في قبضة شركات تابعة للأمن!!,