لماذا يشعر الأخوان المسلمون بالغيظ والحنق تجاه القراي؟؟ بقلم د. مصطفى الجيلي

00:48 AM April, 22 2020

سودانيز اون لاين
د. مصطفى الجيلي-USA
مكتبتى
رابط مختصر

كنت قد نشرت مقالا في وقت سابق بعنوان (لماذا الشعور بالغيظ والحنق عند الأخوان المسلمين ضد الجمهوريين؟) وكتبت وقتها إنه شعور يمكن تجميعه في ثلاث عوامل، وأقول الآن هذه العوامل ظاهرة في الهجمة الشرسة التي يديرها الأخوان المسلمون ضد د. القراي.. يكيدون صنوف الكذب والتلفيق في محاولة مستميتة لإيقاف عمله.. فلنقرأ لماذا يفعلون هذا وفقا للثلاث عوامل، وعلى خلفيه لقاء برنامج "الاتجاه المعاكس" بقناة الجزيرة في يوليو ٢٠١٢ مع القيادي الإخواني ربيع عبدالعاطي..
أول العوامل الثلاث أن الجمهوريين كأفراد لديهم وضوح رؤيا، تعلموه عن نهج التوحيد.. بطبيعة الحال، هذا الوضوح مخيف لمن لديه ما يخشى افتضاحه، أو يخفي ما يطمع في الحصول عليه.. في ذلك اللقاء، حينما ذكر مقدم البرنامج أن السودانيين متقدمين على الشعوب العربية في تطبيق الديمقراطية أجابه بلا تردد أن السودانيين متقدمين طبيعيا وأنهم معلمي الشعوب وشرح أنهم لا يخافون ولا يتنازلون عن مبادئهم رغم إرهاب وعنف الأخوان المسلمين وقرر أنه ثورة السودانيين حينما تكتمل ستكون متميزة ولا تشبه أي من الثورات العربية، فجاءت الأحداث تماما كما قالها..
ثاني العوامل أن الجمهوريين مسالمون، لا يمدون يدا ولا يملكون نفوذا، وإنما هي أقلامهم وكلامهم في مقابلة العنف والإرهاب ضدهم.. ولذلك تجيء أقوالهم نافذة ومتماسكة كما هي واضحة في اقوال القراي في هذا اللقاء، لا تتناقض ولا تتلوى، على النقيض من تضارب اقوال مناظره د. عبدالعاطي.. أيضا من أسباب مقتهم للقراي أنه كتب عن الأخوان المسلمين وزيفهم نحوا من ألف مقال، يبين فضائحهم بالأدلة، ويفصل فسادهم بالأرقام، وينشر زيفهم بالوثائق، وهو الخبير بكشف استغلالهم الدين، يقتلون وينهبون باسمه..

العامل الثالث أن الجمهوريين يصعب استمالتهم فهم نظيفي الكاهل، لا يطلبون مالا ولا سلطة.. ولذلك حين اشترى الأخوان المسلمين ذمم معظم زعماء وقادة المعارضة، لم يجدوا سبيلا لأمثال القراي.. ولا غرو فالقراي تلميذ الأستاذ محمود الذي عاش قولته (غايتان شريفتان وقفنا، نحن الجمهوريين، حياتنا، حرصا عليهما، وصونا لهما، وهما الإسلام والسودان) فقدم نفسه فداء بعد أن قضاها وقفا وصونا.. والحنق الذي يشعر بها الأخوان المسلمين تجاه الجمهوريين قديم، ومحاولاتهم القضاء على الجمهوريين لم تتوقف منذ الستينات، إلى أن نجحوا في الثمانينات، في تدبير اغتيال الأستاذ محمود، وحرق كتبه، واستتابة أتباعه..
بمقدم هذه الثورة المباركة وسقوط الأخوان المسلمين تماما من قلوب الشعب السوداني، ظهرت عليهم استماتة على إبقاء النفوذ والأموال التي انتهبوها، فأخذوا يصدرون التهم أن الثورة قام بها الشيوعيون والبعثيون والجمهوريون.. وحينما بات من منكر القول أن الثورة لم يقم بها كل الشعب السوداني، بجميع أطيافه وسحناته، بنسائه قبل رجاله، لجأوا للكذب والالتواء..
من أول الالتواءات، وبسبب أن السيدة وزيرة الشباب والرياضة من أسرة جمهورية، جن جنون الأخوان المسلمون، وبرزت وزارة الشباب والرياضة، وكأنها الأكثر تأثيرا من بين كل الوزارات.. ولم يحفلوا كثيرا بأن السيدة الوزيرة، أعلنت على الملأ، وبمكبرات الصوت، أنها لا تنتمي لأي حزب.. أما لما تم تعيين د. عمر القراي مديرا للمناهج، وهو منصب وظيفي شغله موظفون سابقون لم يسمع بهم أحد، قامت كل قوى النظام البائد يقولون إنه غير مؤهل للمنصب، وحينما أبرز لهم شهاداته وتخصصه، وسيرته الذاتية، قال قائلهم، هذا المغرور يقول إنه أكثر تأهيلا من كل أهل السودان!! وفي أخر الأمر، ليس هنالك ما يمنع د. عمر القراي أن يتولى هذه الوظيفة غير خوفهم هم كأفراد من أن تفتضح سرقاتهم الموثقة وتبدأ التحقيقات فيما صنعوه بالتعليم..
د. عمر أحمد القراي، مدير المركز القومي للمناهج والبحث التربوي بالسودان.. تخرج من اقتصاد جامعة الخرطوم عام ١٩٧٧، وحصل على ماجستير من جامعة الخرطوم، وآخر من جامعة أوهايو، ودكتوراه، تخصص المناهج والتدريس بجامعة أوهايو الأمريكية عام ٢٠٠٠.. عمل في التدريس والبحث بعدد من جامعات الخليج، بما فيها الجامعة الامريكية في الامارات.. عمل استشاري في مجال تقنية المعلومات ولعدد من المنظمات بالسودان، بينما كان أستاذا مشاركا بجامعة الأحفاد.. أيضا عمل مدير برنامج التعليم بمنظمة رعاية الطفولة بالخرطوم للفترة (٢٠٠٧ - ٢٠٠٩).. قبلها عمل بالتدريس بمعهد الدفاع للغات بمونتري كاليفورنيا.. وفي التسعينات عمل باحثا بمركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان، وقبلها، أستاذا بالمعهد التقني العالي في ليبيا..
للقراي أربعة كتب هي: "التفكير الإسلامي وحالة المرأة" ١٩٩٧، "جهاد أم حرية الاجتهاد" ٢٠٠٤، و"الصادق المهدي الانكفاء ودعاوى التجديد" ٢٠٠٥، و"الدين والتطور" ٢٠١٣.. وهو كاتب وخبير متخصص بالشأن السياسي، الاقتصادي والاجتماعي، لديه عشرات الأوراق العلمية، بالإضافة إلى مقالات قوية الأثر واسعة الانتشار بالصحف الالكترونية والورقية، السودانية والعربية، تزيد على الألف مقال..
مقطع الفيديو المرفق يضع مقارنه بين عمر القراي وأحد قياديي الأخوان المسلمين فيشرح لماذا يكره الأخوان المسلمون عمر القراي كل هذا الكره، ولماذا يكيدون له كيدا وصل إلى التهديد بالاغتيال..

الأخ الفاضل / د . مصطفى الجيلي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
والتحيات للسادة القراء الكرام

لقد قدمت ما يكفي من القول لتهاجم جماعة الإخوان المسلمين وذلك بالقدر الذي يشفي غليلكم ويبرد جوفكم وجوف الكثيرين من الآخرين الذين لا يريدون سيرة هؤلاء الناس .. وفي نفس الوقت قدمت ما يكفي من الإشادات والثناء وأظهرت الكثير والكثير من تلك الشهادات والخبرات والمؤهلات التي تؤكد جدارة الأخ الفاضل الدكتور عمر القراي .. ولكن نحن في هذه المداخلة البسيطة لا نلومكم على ذلك التهجم للجماعة رغم بعض التحفظات .. لأن التهجم في غياب أصحاب الشأن ليس من اللياقة .. وفي نفس الوقت نشكركم على تلك المعلومات الوفيرة عن مؤهلات وخبرات الأخ الفاضل الدكتور عمر القراي .

ولكن يا أخي الفاضل أنت بصورة أو بأخرى أهملت جانباُ هاماُ يمثل الركيزة في تلك القضية .. ( قضية تعديل المناهج التعليمية ) .. وتجاهلت متعمداُ دور الآباء في تلك القضية .. وهؤلاء الآباء لا ينتمون لجماعة الإخوان المسلين بالضرورة .. ولا يهتمون بشهادات الدكتور الفاضل القراي بالضرورة .. وأمر تلك المناهج التعليمية ليس لعبة مستباحة في أيدي هؤلاء جماعة الإخوان المسلمين ،، وفي نفس الوقت ليس لعبة مستباحة في أيدي الأخ الفاضل الدكتور عمر القراي .. والقضية قضية جوهرية تمس مصير فلذات الأكباد .. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تدخل قصة تبديل المناهج التعليمية في تلك المناكفات السياسية العقيمة .. ولا يمكن للإخوان المسلمين أن يفرضوا تلك المناهج بالقدر الذي يرضي طموحاتهم .. وفي نفس الوقت لا يمكن للدكتور الفاضل عمر القراي أن يطبق أفكاره تلك المشكوك في سلامتها من أول يوم .. والتي يتوجس منها أغلب الآباء في هذا السودان .. وحتى إذا تم تعديل تلك المنهاج بالطريقة التي ترضي الدكتور عمر القراي فسوف تستمر الحرب على تلك المناهج بالقدر الذي يسقطها في يوم من الأيام .. وقد حدث مثل ذلك الأمر كثيراُ وكثيراُ في الماضي ,, وتلك الدائرة ليست مستديمة للإخوان المسلمين إلى الأبد وكذلك هي ليست مستديمة للأخ الفاضل الدكتور عمر القراي إلى الأبد .. ودوام الحال من المحال .. والأخ الدكتور عمر القراي يعرف جيداُ أنه يتعامل مع فترة انتقالية مؤقتة في البلاد .. وإذا كانت تلك المناهج التعليمية لا توافق أمزجة الآباء وفيها تلك الآراء المشكوك في سلامتها فإن قصة تلك المناهج التعليمة سوف تكون بنداُ أساسياُ في برامج الأحزاب السودانية في المستقبل القريب .. وهي تلك الأحزاب التي سوف تخوض تلك المعارك القادمة لتفوز بالحكم في الفترة الدائمة .. والآباء سوف يقفون تلقائيا مع تلك الأحزاب السودانية التي لا تقبل التلاعب في المناهج التعليمية .. وأصوات الآباء هي التي سوف ترجح كفة الفوز للأحزاب .. وعلى ذلك فإن الكلمة الأخيرة سوف تكون في أيدي الآباء إن طال الزمن أم قصر .

وعلى ذلك كان الأجدى بالأخ الفاضل عمر القراي أن لا يخوض في تلك المعركة الخاسرة التي سوف تكلف البلاد الكثير والكثير من الأموال والجهد في فترة انتقالية غير مستديمة !!.. والآباء في هذه البلاد يريدون مناهج تعليمية معتدلة بذلك القدر الذي يلبي طموحات الدولة الحديثة ،، وفي نفس الوقت تبعد الأبناء عن تلك الأفكار المصطنعة الدخيلة التي تدغدغ أحلام ذلك البعض .. ومن الضروري جدا جدا أن يمثل الدين الإسلامي المعتدل بنداُ أسياسياُ في تلك المناهج دون تلك التدخلات ذات الأهداف المريبة والمشينة .. والغير مقبولة من الآباء .

وفي الختام لكم خالص التحيات

الأستاذ عمر عيسى محمد أحمد
عاطر التحايا لجميع المتابعين..
وتحية خاصة طيبة لك أنت..

Quote: لقد قدمت ما يكفي من القول لتهاجم جماعة الإخوان المسلمين وذلك بالقدر الذي يشفي غليلكم ويبرد جوفكم وجوف الكثيرين من الآخرين الذين لا يريدون سيرة هؤلاء الناس ..

في الحقيقة المكتوي هو جوف الشعب السوداني، وهو لن يهدأ ألا حين تسترد أمواله المنهوبة وتتم محاسبة القتلة لأبناءه وبناته الذين لا تزال أمهاتهم ينتحبن.. وهتافات الثورة صداما ماثل: (الشعب يريد قصاص الشهيد.. دم الشهيد دمي وأم الشهيد أمي... وشهدانا ما ماتوا عايشين مع الثوار).. أرجو ألا تظن أن هذا قد انتهى، وأن هذا الأمر فقط "شفاء غليل"..



أما تلك الشهادات والخبرات والمؤهلات فهي الحقيقة المجردة فتلك عناوين شهاداته وتلك الأماكن التي عمل بها والكتب التي كتبها، وما وضعتها ألا لأن كثيرين قالوا أنه غير مؤهل.. والحمد لله أنك لا تقول بقولهم و"تؤكد جدارة الأخ الفاضل الدكتور عمر القراي" ..

Quote: ولكن نحن في هذه المداخلة البسيطة لا نلومكم على ذلك التهجم للجماعة رغم بعض التحفظات .. لأن التهجم في غياب أصحاب الشأن ليس من اللياقة ..

هل هم غائبون؟؟ ها أنت تتكلم بوضوح.. ولست أقرر أنك منهم، لكن أقصد أن هذا منبر عام.. فأنت تكتب وهو موجودون.. وما كتابتي إلا رد عليهم في الأساس..

ثم تقول :

Quote: ولكن يا أخي الفاضل أنت بصورة أو بأخرى أهملت جانباُ هاماُ يمثل الركيزة في تلك القضية .. ( قضية تعديل المناهج التعليمية ) ..

كيف أهملتها وهي الموضوع كله، ولا يوجد موضوع غيرها..

Quote: وتجاهلت متعمداُ دور الآباء في تلك القضية .. وهؤلاء الآباء لا ينتمون لجماعة الإخوان المسلين بالضرورة .. ولا يهتمون بشهادات الدكتور الفاضل القراي بالضرورة ..

وأصلا القراي لم يعقد مؤتمره الأول إلا ليقول أنه ليس وحده وأنه فرد في لجان ويعمل في مؤسسية ويخضع لنظام.. وطالب الناس والآباء أن يرسلوا مقترحاتهم..

Quote: وأمر تلك المناهج التعليمية ليس لعبة مستباحة في أيدي هؤلاء جماعة الإخوان المسلمين ،،

ولكنه قد كان لعبة مستباحة في أيديهم وأنت تعلم ذلك وهم يعلمون ذلك والشعب يعلم ذلك.. ودونك المقررات التي درست للثلاث عقود..

Quote: وفي نفس الوقت ليس لعبة مستباحة في أيدي الأخ الفاضل الدكتور عمر القراي .. والقضية قضية جوهرية تمس مصير فلذات الأكباد .. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تدخل قصة تبديل المناهج التعليمية في تلك المناكفات السياسية العقيمة ..

وهو ما لا يمكن في الأساس، فالقراي فرد، ويعمل وسط لجان وداخل مؤسسية.. هل تعتقد كل أعضاء اللجان ورجالات الوزارة والوزير نفسه وكل الوزراء والدولة برمتها وجميعهم لديهم أبناء وحريصون عليهم، وكلهم قد خلا منهم رجل رشيد؟؟.. وهل تعتقد أن القراي والوزراء والعاملين بالتعليم كله يجهلون هذا؟؟ أو مسلوبي الإرادة؟؟

Quote: ولا يمكن للإخوان المسلمين أن يفرضوا تلك المناهج بالقدر الذي يرضي طموحاتهم .. وفي نفس الوقت لا يمكن للدكتور الفاضل عمر القراي أن يطبق أفكاره تلك المشكوك في سلامتها من أول يوم.. والتي يتوجس منها أغلب الآباء في هذا السودان.

وهذا كما ترى تكرار للكلام السابق.. فالأخوان المسلمين فرضوا أيدلوجيتهم، لأنهم أصلا يمثلون كل النظام الحاكم.. والقراي لن يستطيع فرض ايدلوجيته، حتى إن أراد ذلك، فهو فرد لجنة في أكبر وزارة في البلد..

Quote: وحتى إذا تم تعديل تلك المنهاج بالطريقة التي ترضي الدكتور عمر القراي فسوف تستمر الحرب على تلك المناهج بالقدر الذي يسقطها في يوم من الأيام .. وقد حدث مثل ذلك الأمر كثيراُ وكثيراُ في الماضي ,, وتلك الدائرة ليست مستديمة للإخوان المسلمين إلى الأبد وكذلك هي ليست مستديمة للأخ الفاضل الدكتور عمر القراي إلى الأبد .. ودوام الحال من المحال .. والأخ الدكتور عمر القراي يعرف جيداُ أنه يتعامل مع فترة انتقالية مؤقتة في البلاد .. وإذا كانت تلك المناهج التعليمية لا توافق أمزجة الآباء وفيها تلك الآراء المشكوك في سلامتها فإن قصة تلك المناهج التعليمة سوف تكون بنداُ أساسياُ في برامج الأحزاب السودانية في المستقبل القريب .. وهي تلك الأحزاب التي سوف تخوض تلك المعارك القادمة لتفوز بالحكم في الفترة الدائمة ..

وحقيقة هذا الكلام فيه عدم وضوح وخلط في الفهم، وفيه تكرار، ولهذا السبب أوردته برمته..

Quote: والآباء سوف يقفون تلقائيا مع تلك الأحزاب السودانية التي لا تقبل التلاعب في المناهج التعليمية .. وأصوات الآباء هي التي سوف ترجح كفة الفوز للأحزاب .. وعلى ذلك فإن الكلمة الأخيرة سوف تكون في أيدي الآباء إن طال الزمن أم قصر .

طيب، هذا لوحده يكفي ألأ تنزعج!! وتأمل معي، حتى لو افترضنا أن القراي يعمل وحده، وليس مع أي لجان، وليس معه أي مؤسسية، ولا مديري مدارس، ولا معلمين ولا معلمات، وأنه سيغلق عليه نفسه في مكتبه، أو بيته، ويكتب المناهج على مزاجه الخاص، ووفق أيدولوجيته الخاصة، ودون اعتبار للسيد الوزير ولا اعتبار لرؤساء الأقسام ولا المديرين والاداريين والمعلمين ولا بقية الوزراء ولا السيد رئيس الوزراء، لو افترضت كل هذا فالفترة انتقالية، كما قلت، وستاتي الأحزاب لتطيح بها.. فلماذا إذن أنت منزعج لهذه الدرجة؟؟

يا أستاذ.. الأمر ليس هكذا وإنما هو افتعال بغرض من أباطيل النظام البائد، والخوف على مصالحهم وعلى مقتنياتهم.. وما كتبت مقالي إلا لكشف الحملة المغرضة، والغير منطقية، والمفتعلة ضد الأخ عمر القراي..

التحية والشكر لك وللمتابعين..

( لو افترضت كل هذا فالفترة انتقالية ، كما قلت ، وستاتي الأحزاب لتطيح بها.. فلماذا إذن أنت منزعج لهذه الدرجة ؟؟ ) ,

الأخ الفاضل / مصطفى الجيلي
التحيات لكم وللقراء الكرام الأفاضل

كل مداخلاتك ونقاطتك سليمة ومنطقية وتجد الرضا والقبول من جانباُ .. وأنا طوال حياتي أحب التعامل مع ذلك الشخصي المنطقي الغير متعصب والذي يأخذ ويعطي بمنتهى الأريحية .. فإذن نحن متفقين في المبدأ ،، ولا يعني ذلك أننا متفقين في كافة النقاط .. ورغم ذلك أنا أحترم أفكاركم ومواقفكم بشدة وأرجوا أن تجد مواقفنا وأفكارنا نفس القيمة لديكم بالقدر الذي لا يضع الجميع في سلة ( الإخوان المسلمين ) .. تلك الفئة التي لا تحبهم كثيراُ !.. وبالتالي نطلب منكم أن تخصصوا لنا كينونة خاصة منفردة باسم : ( الآباء ) الذين لا يتعاملون إطلاقاُ في قضية تعديل المناهج التعليمة من منطلق المناوشات بين الإخوان المسلمين وبين الأخ الدكتور عمر القراي .. فذاك شأن يخصك ويخص الدكتور عمر القراي ،، وفي نفس الوقت هو شأن لا يخص الآباء لا من بعيد ولا من قريب ,, وهؤلاء الآباء يضعون المطلوب في كلمات قليلة قاطعة وجازمة ،، حيث يقولون بالحرف الواحد : ( نحن لا نريد من أبناءنا أن يمثلوا حقول التجارب لأفكار هؤلاء أو أفكار هؤلاء !! ) .. وذلك الطلب ليس بالمستحيل .. وليس بذلك القدر الذي يحتاج للكثير من الجدال . أما عن سؤالكم الوارد في الفقرة أعلاه : ( فلماذا أنت منزعج لهذه الدرجة ؟؟ ) . فالإجابة تتمثل في الفقرة أدناه :

من قال لهؤلاء أن الشعب السوداني يمثل تلك ( الفئران ) التي تتواجد في معامل التجارب ؟؟ .. حيث يأتي ذلك المدعو جعفر على بخيت في يوم من الأيام ليطبق ويجرب نظرياته تلك عن ( الشمولية ) في البلاد ؟؟ ،، ثم تفشل تلك النظريات بالقدر الذي يهلك الحرث والنسل !!.. ويأتي ذلك المدعو عبد الرحيم حمدي في يوم من الأيام ليطبق ويجرب نظرياته تلك عن تحرير التجارة والاقتصاد في البلاد .. فإذا بالاقتصاد ينهار في البلاد بذلك القدر الذي لا يقبل كافة المعالجات !!.. ثم يأتي ذلك الدكتور عمر القراى في يوم من الأيام ليطبق نظرياته تلك عن المناهج التعليمية في البلاد ،، وذلك بالقدر الذي يرضي طموحاته الشخصية !! ،، وتلك المناهج التعليمية القائمة في البلاد لا تنال رضاه الشخصية لحاجة تشغل باله !!.. والشعب السوداني قد لاحظ تلك النزعة في أول يوم لقدومه .. وهو يمثل صاحب النزعة الأساسية في تغيير المناهج التعليمية في البلاد .. ولم تأتي تلك النزعة من قبل اللجان المكلفة بمراقبة المناهج التعليمية في البلاد .. وهي تلك اللجان التي من حقها أن تعدل تلك المناهج التعليمة عند اللزوم وبالقدر الذي يستجيب متطلبات البلاد والمرحلة .. أما ذلك التلهف الشديد الذي أبداه الأخ الفاضل الدكتور عمر القراي لتغيير المناهج بذلك القدر من الإصرار الشديد فقد أوجد في أذهان الآباء ولا نقول في أذهان الشعب السوداني مليون ( إنه وإنه في النفوس !! ).. ولسان حال الجميع يقول : ( ما الذي يدفع الدكتور عمر القراي أن يترك كافة مشاكل التعليم في البلاد جانباُ ليهدر كل مجهوداته في تبديل المناهج ؟؟؟؟ ) .. ولا يمكن للشعب السوداني أن يستجيب كل مرة لنزعات هؤلاء الأفراد المتسلطين الذين يقودون البلاد للهلاك !! .. ورغم كل ذلك أنت تسألني بمنتهى البراءة : ( لماذا أنت منزعج بهذه الدرجة ؟؟ ) .. والإجابة كيف لا أنزعج يا أخي الفاضل ووطني يمثل حقل تجارب للقاصي والداني ؟؟.. وهؤلاء الأفراد يتلاعبون به كيف يشاءوا ؟؟؟؟؟؟

وتلك الدول المحترمة من حولنا دائماُ وأبداُ تعتمد على خلاصة الأفكار الجماعية التي تضع تلك المناهج من قبل مجموعات مؤهلة مهنياُ وفنياُ ،، وهي تضع تلك المناهج التعليمة بعد غربلة وبعد إسقاط تلك الأفكار الشاذة الدخيلة التي تريد أن تميل بالنشأة إلى فكرة بعينها !.. تلك الفكرة التي تخالف الإجماع والسنة .. ولن يسكت الآباء ليأتي كل من هب ودب ليجرب أفكاره على فلذات الأكباد .. ومسئولية هؤلاء الأبناء في أعناق الآباء قبل أن تكون في أعناق أهل التجارب الذين لا يبالون كثيراُ في حال الإفساد .. وتلك المسئولية أمام ألله أكبر لو كان هؤلاء أهل التجارب والمآرب يعقلون !.. ومازلنا عند قولنا بأن تلك المناهج المقترحة سوف تنال الرضا والقبول إذا خليت من تلك الشوائب والمآرب !! .. وفي نفس الوقت سوف تواجه بذلك الرفض الشديد إذا كانت موبوءة بالشوائب والمقاصد .. وسوف يكون جهاد الآباء في المستقبل هو ذلك التصحيح بالقدر الذي يقوم الاعوجاج .. وذلك مهما تطول السنوات .

وفي الختام لكم خالص التحيات

الأستاذ عمر عيسى محمد أحمد
التحايا لك وللجميع مرة ثانية..

قلت إنك طوال حياتك تحب التعامل المنطقي غير المتعصب والذي يأخذ ويعطي بمنتهى الأريحية.. حسنا، لكن المنطق شرطه ألا يكون فقط شكل الكلمات وإنما ما تعنيه.. فمثلا، نحن حينما نقول الآباء فهي ليست فئة معينة من الشعب، وإنما هي كل الشعب السوداني حيث لا يوجد أسرة لا تتكون من أباء وأمهات وليس لديهم أبناء أو أحفاد.

وثانيا، أنا منذ البداية كتبت لك:

Quote: أصلا القراي لم يعقد مؤتمره الأول إلا ليقول أنه ليس وحده وأنه فرد في لجان ويعمل في مؤسسية ويخضع لنظام.. وطالب الناس والآباء أن يرسلوا مقترحاتهم..

وكتبت لك، ردا على نقطتك التي تتلخص في أنك لا تريد للتلاميذ أن يكونوا فئران تجارب، بحدوث التجريب والتغيير، بقولي:

Quote: طيب، هذا لوحده يكفي ألا تنزعج!! وتأمل معي، حتى لو افترضنا أن القراي يعمل وحده، وليس مع أي لجان، وليس معه أي مؤسسية، ولا مديري مدارس، ولا معلمين ولا معلمات، وأنه سيغلق عليه نفسه في مكتبه، أو بيته، ويكتب المناهج على مزاجه الخاص، ووفق أيدولوجيته الخاصة، ودون اعتبار للسيد الوزير ولا اعتبار لرؤساء الأقسام ولا المديرين والاداريين والمعلمين ولا بقية الوزراء ولا السيد رئيس الوزراء، لو افترضت كل هذا فالفترة انتقالية، كما قلت، وستاتي الأحزاب لتطيح بها.. فلماذا إذن أنت منزعج لهذه الدرجة؟؟

فهل من المقبول في منطقك أن: (القراي يعمل وحده، وليس مع أي لجان، وليس معه أي مؤسسية، ولا مديري مدارس، ولا معلمين ولا معلمات، وأنه سيغلق عليه نفسه في مكتبه، أو بيته، ويكتب المناهج على مزاجه الخاص، ووفق أيدولوجيته الخاصة، ودون اعتبار للسيد الوزير ولا اعتبار لرؤساء الأقسام ولا المديرين والاداريين والمعلمين ولا بقية الوزراء ولا السيد رئيس الوزراء)؟؟ فهو أصلا افتراض ممتنع لأقنعك وكنت أصلا قد قررت لك قبلها ردا على كلامك:

Quote: وفي نفس الوقت ليس لعبة مستباحة في أيدي الأخ الفاضل الدكتور عمر القراي .. والقضية قضية جوهرية تمس مصير فلذات الأكباد.. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تدخل قصة تبديل المناهج التعليمية في تلك المناكفات السياسية العقيمة..

بقولي:

Quote: وهو ما لا يمكن في الأساس، فالقراي فرد، ويعمل وسط لجان وداخل مؤسسية.. هل تعتقد كل أعضاء اللجان ورجالات الوزارة والوزير نفسه وكل الوزراء والدولة برمتها وجميعهم لديهم أبناء وحريصون عليهم، وكلهم قد خلا منهم رجل رشيد؟؟.. وهل تعتقد أن القراي والوزراء والعاملين بالتعليم كله يجهلون هذا؟؟ أو مسلوبي الإرادة؟؟

وبهذا تكون هذه دائرة مفرغة من الكلام المطول دون أن نورد معنى جديدا، فالمنطق ليس شكل الكلمات وإنما ما تعنيه الكلمات.. وهنا دعني أسألك أنت، سؤالا محددا، طالما هذه هي الطريقة التي تفضلها في النقاش: هل أنت مع المقررات الحالية التي صنعها رجال الجبهة –على مزاجهم، كما تقول—أم أنت مع تغيير المقررات الحالية؟؟

( وهنا دعني أسألك أنت ، سؤالا محددا، طالما هذه هي الطريقة التي تفضلها في النقاش: هل أنت مع المقررات الحالية التي صنعها رجال الجبهة – على مزاجهم، كما تقول—أم أنت مع تغيير المقررات الحالية؟؟ )..

الأخ الفاضل / مصطفى الجيلي
التحيات لكم وللقراء الكرام الأفاضل

سؤال بمنتهى العقل .. ولكن تلك النية ليست سليمة من البداية حين تقول : ( هل أنت مع المقررات الحالية التي صنعها رجال الجبهة .. وهنا تتجلى واضحةُ معركتكم مع الأخوان المسلمين ومع الجبهة التي تمثل النظام البائد .. وتلك معركة ليس حباُ في المناهج في حد ذاتها ولكن حباُ في الانتصار على هؤلاء .. وسؤالكم يؤكد كلامنا من قبل بأنكم والأستاذ الفاضل عمر القراي تخوضون معارك ضد الإخوان المسلمين متخذين من قصة المناهج التعليمة ( شماعة ) حتى تمررا أجندات بعينها .. ونحن الآباء من البداية كنا نفهم الهدف من تلك المعركة .. وكما قلت لكم من قبل فإن تلك المعركة بينكم وبين الإخوان لا تهم الآباء كثيراُ .. ولا تظن أنك تخاطب عقولاُ خاوية تلتقي معكم بمنتهى القبول بأن تلك المناهج برمتها خاوية من الفوائد لأنها تواجدت في كنف ذلك العهد البائد .. وتلك نغمة تعزفونها منذ شهور وشهور حتى تجدوا المساندة الشعبية مستغلين تلك الحروب الآنية بين الشعب السوداني وبين ذلك النظام البائد .. والحقيقة التي يعرفها الشعب السوداني والآباء تؤكد غير ذلك .. فالشعب السوداني يعرف جيداُ إن هنالك بنود دينية معينة في تلك المناهج لا تعجب فئة بعينها تمثل أقلية في السودان ,, وتلك الفئة ليس هدفها معالجة المناهج في حد ذاتها كما تدعي ،، ولكن هدفها الأول والأخير هو التخلص من تلك البنود الدينية التي لا تعجبها ولا تلبي توجهاتها .. ونحن كآباء للأبناء لا يهمنا كثيراُ أن تعجبكم تلك البنود الدينية أو لا تعجبكم .. وتلك المناهج التعليمة في البلاد يجب أن لا تمثل ميداناُ لخوض المعارك الفكرية والاختلافات العقدية .. وهي مناهج فيها الكثير والكثير من تلك المقررات العلمية السليمة النافعة مائة في المائة ،، وفيها تلك البنود الدينية التي لا تعجب شرذمة من أبناء السودان .. ( لقد سألت عن رأيي في تلك المناهج القديمة وأنا أجيبك الآن عن رأيي في ذلك الشأن ) .. ونكرر القول بأنه لا يهم الآباء كثيراُ تلك البنود التي لا تروق لفئة من أبناء السودان .. لأن كافة تلك المناهج قامت بها لجان متخصصة في مجالاتها .. ولا يمكن بجرة قلم شطب كافة تلك المناهج من أجل عيون فئة من الناس يمثلون الأقلية .. والحظ قد ساعدهم ليتواجدوا في تلك المناصب في غفلة العيون .. وبصراحة أكبر يمكن القول بأن كافة برامج ذلك الحزب الذي يميل إليه الأخ الدكتور الفاضل عمر القراي ( كما يشاع بين الآباء ) في هذه الأيام لا يعجب الآباء إطلاقاُ .. ناهيكم عن تلك التعديلات التي ترمي لإزالة تلك البنود من المناهج .. ونكرر القول بأنه لا يهم الآباء إطلاقاُ ذلك الصراع بين الإخوان المسلمين وبين توجهات ذلك الحزب الذي يتخذ من المناهج التعليمة ( شماعة ) حتى يمرر أجنداته تلك المشكوك في أمرها .

وإذا اقتضت الضرورة في يوم من الأيام تعديل تلك المناهج التعليمة في البلاد فيجب أن لا يتم ذلك بأيدي فئة مشكوك في توجهاتها .. وبفضل الله تعالى فإن دولة السودان تعج بالأبناء المؤهلين في كل المجالات العلمية .. وفي إمكان هؤلاء الأبناء أن يتولوا تلك المهمة بمنتهى الجدارة ليقرروا مصير الأبناء .. أما أن يكون مصير الأبناء وفلذات الأكباد في أيدي وجماعة مشكوك في أمرها فذلك هو ما يرفضه الآباء .

وفي الختام لكم خالص التحيات

الأستاذ عمر عيسى محمد أحمد
التحايا للجميع مجددا..

شكرا لإجالتك المباشرة والوضحة على سؤالي: "هل أنت مع المناهج التي وضعها الأخوان المسلمون أم مع تغييرها؟؟"، بقولك:

Quote: وهي مناهج فيها الكثير والكثير من تلك المقررات العلمية السليمة النافعة مائة في المائة، وفيها تلك البنود الدينية التي لا تعجب شرذمة من أبناء السودان .. (لقد سألت عن رأيي في تلك المناهج القديمة وأنا أجيبك الآن عن رأيي في ذلك الشأن ).

وطالما أنت من المدافعين عن المناهج الحالية فلم يكن صدقا منك أن تتكلم وكأنك محايد في أول مساهمة لك فتقول:

Quote: وأمر تلك المناهج التعليمية ليس لعبة مستباحة في أيدي هؤلاء جماعة الإخوان المسلمين ،، وفي نفس الوقت ليس لعبة مستباحة في أيدي الأخ الفاضل الدكتور عمر القراي .. والقضية قضية جوهرية تمس مصير فلذات الأكباد .. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تدخل قصة تبديل المناهج التعليمية في تلك المناكفات السياسية العقيمة .. ولا يمكن للإخوان المسلمين أن يفرضوا تلك المناهج بالقدر الذي يرضي طموحاتهم .. وفي نفس الوقت لا يمكن للدكتور الفاضل عمر القراي أن يطبق أفكاره تلك المشكوك في سلامتها من أول يوم ..

وأنت تتحدث عن الآباء وكأنهم قطاع خاص ومنفصل، وكأنك تمثلهم.. الحقيقة أن الشعب السوداني كله، ليس غير الآباء والأمهات والأبناء والبنات وكلهم تهمهم المدارس.. وأنت لا تمثل الحياد، لأن رأيك واضح ولا لبس فيه، في ذهنك..

أختم بسؤال آخر، (ليتأمله القراء، ويمكن تفكر فيه فيما يخص أطفالك هل هم في مدارس خاصة أم عامة) والسؤال هو لماذا يرسل معظم الأخوان المسلمون أطفالهم للمدارس الخاصة وكثيرين منهم للمدارس الغربية؟؟ أقول هذا لأن ابني عمل لفترة مدرسا بمدرسة خاصة بريطانية بالخرطوم، وقال تقريبا كل التلاميذ أهلهم من ناس الحكومة، وهم طبعا الإسلامويون ولا يوجد غيرهم في الوظائف الحكومية وخاصة الوظائف الكبيرة..

الأخ الفاضل / مصطفى الجيلي
التحيات لكم وللقراء الكرام الأفاضل

( وطالما أنت من المدافعين عن المناهج الحالية فلم يكن صدقا منك أن تتكلم وكأنك محايد في أول مساهمة ) .

والإجابة : فأنا حتى هذه اللحظة أتكلم بصفة ( المحايد ) بذلك القدر الكبير ,, والمعضلة الكبرى أنك تفهم معنى ( الحياد ) بأن كل من يساند أقوالك وحروفك هو ذلك ( المحايد ) في مفهومك .. وذلك المفهوم لا يهمنا كثيراُ لأنه لا يطابق المعنى في المعاجم .. أنا أكرر القول هنا وأنت لا تريد أن تقبل ذلك القول تعمداُ .. والقول مرة أخرى إذا اقتضت الضرورة في يوم من الأيام بتعديل تلك المناهج التعليمية بالسودان فهنالك جهات كثيرة في السودان نظيفة في أفكارها ومعتقداتها .. فتلك الجهات يمكن لها أن تبدل تلك المناهج بالقدر الذي تشاء .. أما أي طرف من تلك الأطراف الأخرى المشكوك في توجهاتها الفكرية والعقدية فإن تواجدها في ساحة المناهج التعليمة يعكر أمزجة الآباء بذلك القدر الكبير .

( وأنت تتحدث عن الآباء وكأنهم قطاع خاص ومنفصل ) .

والإجابة : بمنتهى السهولة : نعم وألف نعم وحتى هذه اللحظة أنا أعتبر الآباء قطاع منفصل كلياُ عن جماعات الأحزاب المتناحرة في قضية تعديل المناهج التعليمية في البلاد .. والسواد الأعظم من الآباء لا ينتمون لحزب المؤتمر الوطني الذي أهلك البلاد بذلك القدر الكبير ,, وفي نفس الوقت فإن السواد الأعظم من الآباء لا ينتمون للحزب الجمهوري ,, ذاك الحزب المنحرف في معتقداته الدينية كما يرى الآباء .. نعم وألف نعم وألف نعم : فإن الآباء قطاع خاص ومنفصل سواءُ رضيت أنت أم لم ترضى .

أما عن قولك : ( كأنك تمثلهم !! )

فالإجابة : وكأنكم أنت والدكتور الفاضل عمر القراي تمثلون هؤلاء الطلاب والأبناء بموجب صكوك تؤكد الملكية !!.. والذي أعطاكم ذلك الحق لتمثلوا الأبناء وتتلاعبوا في المناهج التعليمية بالقدر الذي يرضي طموحاتكم قد أعطانا نفس الحق لنتكلم عن هؤلاء الأبناء من منطلق النخوة والغيرة التي تحفظ هؤلاء الأبناء من مخاطر المتربصين أصحاب الأجندات والمعتقدات المنحرفة .. ولا نبالي إطلاقاُ إذا كانت مواقفنا تلك لا تعجب الآخرين .. وهي تلك المواقف ( الحيادية ) التي لا تميل لجماعة الإخوان المسلمين وفي نفس الوقت لا تميل لخزعبلات الحزب الجمهوري .

( أختم بسؤال آخر، ( ليتأمله القراء ، ويمكن تفكر فيه فيما يخص أطفالك هل هم في مدارس خاصة أم عامة ) والسؤال هو لماذا يرسل معظم الأخوان المسلمون أطفالهم للمدارس الخاصة وكثيرين منهم للمدارس الغربية ؟؟ .. أقول هذا لأن ابني عمل لفترة مدرسا بمدرسة خاصة بريطانية بالخرطوم، وقال تقريبا كل التلاميذ أهلهم من ناس الحكومة، وهم طبعا الإسلاميون ولا يوجد غيرهم في الوظائف الحكومية وخاصة الوظائف الكبيرة .(

للإجابة على تلك الأسئلة الواردة في الفقرة أعلاه أنا أريد من الإخوة القراء الأفاضل أن يلاحظوا معي كيف أن هذا الشخص لا يستطيع الفكاك من عقدة الإخوان المسلمين .. فهو أهدافه ليست تلك المناهج التعليمية التي تشغل بال الآباء ,, ولكنه بطريقة ملتوية ( لا تليق بالمثقف ) يريد أن يكسب عطف القراء بتشويه صورة هؤلاء الإخوان المسلمين .. ( دعاية رخيصة ) لحزب يشتكي من قلة الجمهور !.. وهو كان يرجو مني كلمة واحدة تمجد هؤلاء الإخوان حتى يطبل كما يشاء .. ولكن أنا أعرف جيداُ ما يدور في ذهنه .. فهو بالصراحة التامة لا يحب أمثالنا أهل ( الحياد ) الذين لا يقفون في صفه حتى يرقص ويطرب !!.. ولا يقفون في صفوف الإخوان المسلمين حتى يكيل لهم السباب والشتائم .. وتلك الوقفة ( الحيادية ) قد حيرته كثيراُ بالقدر الذي جعله يقول في لحظة من اللحظات : ( نحن ندور في دائرة مفرغة ) .. طبعاُ تلك الدائرة بالنسبة له مفرغة لأنه خرج من المولد بغير حمص ., وحتى يرتاح نفسياُ أقول للأخ الفاضل إن زمن الإخوان قد ولى .. والعالم يعرف ذلك جيداُ .. وهم أيضاُ يعرفون تلك الحقيقة في أنفسهم .. وجاء الوقت ليتوقف البعض عن تلك المهازل التي تتخذ الإخوان ( شماعة ) في كل صغيرة وكبيرة حتى يكسب عطف الآخرين ,, وهنالك في السودان قضايا أخرى هامة للغاية .. أهم من مؤامرات الإخوان المسلمين ،، وأهم كذلك من خزعبلات الحزب الجمهوري .

وفي الختام لكم خالص التحيات

نموذج للتأمل.....