فجأة ودون مقدمات تراجع تواجد ذلك الرجل في الساحات السودانية .. وقد أفلت نجمة كانت بارزة في سماء الأحداث السودانية .. وهي تلك النجمة التي فرضت نفسها في الساحات بقوة الجرأة .. ومنذ الوهلة الأولى لثورة الشباب كانت سيرة الرجل هي التي تسود الساحات وتغطي المنابر .. حيث في وقت من الأوقات أصبح الرجل محور الأحاديث في المجتمع السوداني .. وكان هنالك دائماُ من يساند مواقف الرجل .. وفي نفس الوقت كان هنالك دائماُ من يعارض مواقف الرجل .. والمجريات كانت تؤكد أن الرجل كان من صفاته لا يبالي كثيراُ بذلك الصيت المحموم .. وهو ذلك الرجل الذي تواجد بكثافة شديدة مع جنوده في الساحات السودانية منذ الوهلة الأولى لثورة الشباب .. ثم مشى طويلاُ مع الشعب السوداني في مشاوير التخلص من آثار الماضي .. وبدأ الرجل يشارك الشعب السوداني في مشاوير المعاناة والبكاء والغلاء .. والمتفحصون للأحوال كانوا يتعجبون من تهافت الأطراف للتعامل مع ذلك الرجل دون غيره من رموز الساحة السودانية .. وذلك رغم أن الساحة كانت مليئة بالكثير والكثير من تلك الأسماء الجديدة .. وبطريقة ملحوظة للغاية رأينا الكثير والكثير من دول العالم تتهافت لتقيم الجسور مع ذلك الرجل .. وكان الشعب السوداني يتعجب من ذلك الأمر .. فالرجل لم يكن بذلك الثقل والتمكن في مجالات الثقافات العصرية .. والسؤال الذي كان يدور في الأذهان هو : ( ماذا يرى الآخرون في ذلك الرجل ؟؟ ) .. وكانت الإجابات دائماُ تقول أن السر يكمن في ( جرأة ) ذلك الرجل .. وهي تلك الجرأة التي أكسبته ثقة الشباب الثائر يوم أن وقف بجنوده في صف الثوار .. تاركاُ بذلك الخندق الأساسي الذي يمثل ( الرحم ) في تواجده وتواجد جنوده .. وتلك كانت وقفة ذكية للغاية من الرجل .. حيث أستطاع أن يميل بجنوده لجانب السواد الأعظم من الشباب الثائر .. وكذلك استطاع إن يميل بجنوده في لحظات حرجة للغاية لجانب المعارضة السودانية التي كانت تفتقد الحيلة في إسقاط ذلك النظام الراسخ بدرجة المستحيل .. ولو لا ذلك الميل المخطط بطريقة ماهرة وذكية للغاية لما تمكن الرجل من اجتياز تلك العقبات التي تلاحقت في مسار الثورة السودانية فيما بعد .. وكان من أخطر العقبات تلك الحادثة المريعة التي تسببت في مقتل الشهداء الأبرار في ساحات الاعتصام .. والرجل مازال في موضع الشبهة عندما ترد تلك السيرة .. وفي نفس الوقت فإن الرجل مازال في موضع البراءة عندما ترد تلك السيرة .. وخاصة وأن تلك اللجنة التي فرضت لتجري التحقيقات في جريمة فض الاعتصام قد ذابت في خبر المجهول بفعل فاعل .. وقد تناسى أبناء السودان تلك السيرة مع مرور الأزمان .. وهي تلك العادة الموروثة في أبناء السودان .
ونعود لسيرة الرجل الذي بدأ يتراجع عن المقدمة ليقف في الصفوف الخلفية بطريقة محيرة في هذه الأيام .. وذلك التراجع المبهم يخلق الكثير من التكهنات لدى الشعب السوداني .. حيث بدأ الناس يربطون ذلك التراجع بتلك الرحلة الأخيرة التي كانت لدولة مصر المجاورة .. ويتندر البعض ويقول : ( لقد حذرنا الرجل كثيراُ بأن يعمل ألف حساب حين ترد إليه الدعوة من دولة مصر الشقيقة ! ) .. فهؤلاء القوم لا يدعون أبناء السودان لديارهم إلا لحاجة في نفوسهم !!.. وكل من يعود من أرض مصر يحمل الكثير من الوساوس التي تفرق ولا تجمع .. إن لم نقل أنه يعود بفايروس الكورونا في الآونة الأخيرة .. والإشاعات تقول أن الرجل مازال يتواجد في مراكز الرقابة الصحية بعد عودته من دولة مصر المجاورة .. وهنالك تكهنات أخرى تقول أن المستشارين قد نصحوا الرجل بأن لا يتواجد كثيراُ في صدارة الأحداث السودانية إذا كان ينوي أن يترشح في الانتخابات القادمة باسم حزب من الأحزاب السودانية ., والله وحده يعلم أسرار تلك الخفايا .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة