|
Re: الإسلاميون هم رأس الفتنة في أبا (مارس 1970) (1 (Re: عبدالله علي إبراهيم)
|
نقلا عن كتاب للأخوان الجمهوريين عنوانه (هذا هو الصادق المهدي!!) جآء
وفى هذا المعنى يقول الصادق فى كتابه (يسألونك عن المهدية) صفحة 249 عما بقى من المهدية: (وبقى منها حماس دينى فريد وتعلق بإتحاد المسلمين، وإحياء الدين فى سلوك الفرد والجماعة وبقى منها فى نفوسهم حب فدائى للوطن الذى سالت دماؤهم فى كل رقعة من بقاعه وبقى منه إستعداد متلهف لمواصلة رسالة البعث الأسلامى بلسان الزمان ووفق ظروفه).. هذه هى خصائص الأنصار التى بقيت من المهدية، وهى نفسها التى ترشحهم لبعث المهدية من جديد.. والعبارات التى تهمنا بصورة أكبر هى: (وبقى منها إستعداد متلهف لمواصلة رسالة البعث الإسلامى بلسان الزمان ووفق ظروفه).. فهى التى تحدد موقع الأنصار فى البعث المنتظر والذى هم فى تلهف له.. ومن الواضح أن الصادق إنما يركز على روح التضحية والفداء عند الأنصار، لأنها الشرط الأساسى الذى يحتاجه قائد كالصادق لتحقيق أغراضه.. تلك الأغراض التى لم تكن، فى يوم من الايام، شيئا سوى فرض زعامته.. فالطائفية دائما لا تعامل الناس إلا كوسائل لها، تضحى بحياتهم فى سبيل أغراض زعمائها، وهى كعادتها فى التضليل باسم الدين، تلبس هذه التضحية لبوس الدين فتسميها جهادا، وإستشهادا فى سبيل الله، ينتظر اصحابه النعيم المقيم.. وزعماء الطائفية يحبون هذا الجهاد والأستشهاد لاتباعهم، ولكنهم لايحبونه لانفسهم!! ولذلك فهم لايشاركون فيه.. وعن روح التضحية، والفداء، عند الانصار فى القرن الحاضر، وفى التاريخ المعاصر، يقول الصادق، فى صفحة 230: (وفى بداية القرن الحالى لفتت تلك الروح الأنظار فى حركة عبد القادر ود حبوبة 1908 وفى التاريخ المعاصر لمس الجميع وجودها فى أحداث مارس 1954 وفى حوادث المولد 1961، وفيما وقع من أحداث فى الجزيرة أبا وفى شوارع ود نوباوى فى مارس 1970 وفى تلك الاحداث هجمت عليهم مباغتة ودون إنزار قوات تفوقهم سلاحا وتدريبا وعتادا فصمدوا وصبروا ونالت منهم الشهادة والجراح والسجون ما نالت).. وهذا الحديث قد ورد فى الكتاب تحت عنوان "الأثر الإنسانى العام للمهدية" والصادق لا يتورع عن محاولة تزييف التاريخ المعاصر فيقول عن هذه الأحداث إن الأنصار قد بوغتوا فيها.. وهى محاولة للتزييف ولاتجوز على أحد، فالأحداث أحداث ماثلة، عاشها الناس، والكل يعلم أن الأنصار هم الذين دبروها.. ولو أن كتاب الصادق صدر بعد 2 يوليو 1976 لكان من الجائز أن يضيف الغزو الأجنبى لسلسلة الأحداث التى ذكرها، مضيفا بذلك أثرا من الآثار الإنسانية الباقية للمهدية.. وهكذا، وبكل بساطة، يضيف الصادق جميع القتلى من الأنصار فى هذه الأحداث بأنهم شهداء. فلكأنما الإستشهاد عنده بالنسبة للانصار حق طبيعى، يناله من قتل منهم دون قيد أو شرط.. فليس من المهم نيته التى كان ينطوى عليها، وليس من المهم معرفة القضية التى كان يقاتل من أجلها، بل ليس من المهم حتى معرفة الطرف الآخر الذى كان يقاتله، هل هو من المسلمين أم هو من غير المسلمين!! والا فالصادق قد كان يعلم، على الأقل، أن الأنصار، فى أحداث أول مارس 1954، وأحداث المولد، والجزيرة أبا، وودنوباوى، كانوا يقاتلون مسلمين، وبسبب خلافات سياسية ضيقة ترجع فى جملتها، الى سبب واحد أساسى هو الصراع حول السلطة!!.. ثم لقد قتل الأنصار في تلك الأحداث عددا كبيرا من الأبرياء، الذين لا صلة لهم بالصراع الدائر.. فأحداث أول مارس، مثلا من المعلوم أن السبب الذي أدي الي قيامها هو الخلاف بين حزب الأمة والإتحاديين حول زيارة محمد نجيب للسودان. وقد دبر الأنصار تلك الأحداث لإشعال فتنة تؤدي الي الحيلولة دون زيارة نجيب للسودان، أو علي الأقل، الي أشعاره بوجود معارضة في البلاد ترفض الإتحاد مع مصر، فقاموا بتقتيل المواطنين حول القصر الجمهوري (سراي الحاكم العام قديما) وفي الشوارع، دون تمييز حتي لقد قتلوا ميرغني عثمان صالح، وهو من حزب الأمة!! قتلوه لمجرد أنه كان يلبس الطربوش المصري.. وقتلوا حكمدار البوليس مصطفي المهدي ويظن أنه من حزب الأمة.. قتلوه لأنه كان يرتدي الملابس الرسمية.. وقد كان القتل والجرح مستفيضا ولقد جاء الخبر في جريدة الرأي العام عدد 2/3/1954 علي النحو الآتي:- (22 قتيلا بينهم قمندان وحكمدار البوليس) (تمخضت المجزرة الدامية عن 22 قتيلا و217 جريحا وقد وزع الجرحي علي المستشفيات فأرسل 33 منهم الي مستشفي أمدرمان وأرسل جرحي البوليس الي مستشفي النهر وقد بلغ عددهم تسعين جريحا منهم ثلاثون بإصابات بالغة وستون بإصابات طفيفة وأرسل إثنا عشر جريحا الي المستشفي الإنجليزي وأودع مستشفي الخرطوم سبعة وعشرون جريحا من أفراد الجمهور وجميعهم أصيبوا إصابات بالغة تحتاج الي إجراء عمليات جراحية).. هذا ما نشرته جريدة (الرأي العام) يومها عن حوادث مارس 1954 وكان من ضمن من قتل من المدنيين الشاب أبو القاسم ميرغني الذي تخرج قبل إسبوع من مدرسة الحقوق بكلية الخرطوم الجامعية، هكذا روت (الرأي العام) وقد ورد في وصف الجريدة لبعض المشهد تحت عنوان: (طبول الحرب) قولها: (و قد كانت بعض تلك الحشود تحمل طبولا تقرعها قرعات تحمل الي السامع صدي إعلان الحرب، وتهتف هتافات غير مفهومة أحيانا فسرها الراسخون في العلم بأنها صيحات الشر والحرب) إنتهي.. (الرأي العام) عدد يوم 2/3/1954.. فليفكر الصادق مرتين وليفكر غيره من الأنصار مرتين!! هل في هذا جهاد في سبيل الله تتم به الشهادة للمقتول؟؟ (ما لكم كيف تحكمون؟؟).. ولماذا تضللون عباد الله بإسم الله وبأسم الدين مثل هذا التضليل؟؟
|
|
|
|
|
|