إذا تدخلت اللجان والآليات ماتت تـــــلك القضايا !!
تلك حكمة قديمة تقول : ( إذا أردت أن تقتل قضية من القضايا فأوجد لها تلك اللجان !! ) .. وعيوب تلك اللجان لا تخفى على أحد .. فهي تلك اللجان التي تدعي أنها تتكفل بالقضايا الهامة وهي غير جديرة في مهامها .. وهؤلاء أعضاء اللجان لا يخلون من عيوب البشر .. حيث التسويف والمماطلة والتكاسل وعدم الاهتمام .. ولسان حال الشعب السوداني يقول : ( إذا كانت القمة والسلطة في البلاد لا تملك تلك القرارات الفورية الشجاعة فمن باب أولى أن تلك الآليات واللجان لا تملك تلك القرارات ) .. والتجارب الماضية قد أثبتت للشعب السوداني فشل تلك الآليات واللجان في حسم الأمور .. وتلك لجان وآليات خطواتها كخطوات السلاحف !.. ولديها تلك الأنفاس الطويلة المملة .. ومع مرور الأزمان فإن تلك اللجان والآليات تقتل القضايا .. ولا يسمع عنها الشعب بعد ذلك .. والمضحك في الأمر أن الشعب السوداني بكثرة التجارب يعرف مسبقاُ أن تحويل القضايا لعهدة اللجان والآليات تعني نهاية المطاف !
لقد بلغت الأحوال في السودان اليوم قمة اليأس والقلق .. والشعب السوداني يرفع الأكف في كل اللحظات ويدعو الله ويقول : ( يا كريم ويا رب العرش العظيم أوجد في هذا السودان ذلك القائد المقدام الشجاع الذي يفرض القرارات العلاجية فوراُ حيث بلغت الأحوال والظروف ذلك الحد المستحيل الذي لا يتحمل الصبر ،، ويا الله ويا رب العالمين خلص الشعب السوداني من فرية اللجان والآليات التي أهلكت الحرث والنسل بكثرة التسويف والمماطلات ) .. ولسان حاله يقول : ما هذه المصائب التي نعيشها في هذه الأيام ؟؟ ،، تلك الأوضاع تتراجع في البلاد يوماُ بعد يوم .. والأزمات تتفاقم أكثر حدة في البلاد .. والغلاء تتزايد عند رأس كل ساعة .. والأحوال تتردى من السيئ للأسوأ .. ولا تتوفر من المعالجات إلا تلك (اللجان والآليات ) .. مجرد مسميات في الفارغة !!.. ولا جديد في صفحة السودان !
هل يعرف هؤلاء أبناء الجيل الجديد بأن الفريق أبراهم باشا عبود في يوم من الأيام أنزل الجيش السوداني ورجال الأمن في البلاد ليفتشوا كافة المستودعات والمخازن في كل أرجاء السودان ،، ( في المدن والقرى والأحياء والأسواق ) .. وذلك حتى يستولي على تلك المواد والسلع المخزنة والمحتكرة بأيدي هؤلاء السماسرة وتجار الجشع والطمع .. ثم قامت حكومة عبود بعرض تلك السلع للجمهور السوداني بأرخص الأسعار والأثمان ؟؟ .. وبعد ذلك كانت الرقابة شديدة على الأسواق والتجار .. واليوم مع الأسف الشديد فإن الشعب السوداني يعيش في عهد ( المهازل ) حيث يجد أن تلك السلع والمواد تتواجد وتتوفر تحت الأقدام في الطرقات والأحياء بمقدار زبد البحار .. ومع ذلك تتحكم في أسعارها هؤلاء التجار بالقدر الذي يجعلهم أقوى من السلطات .. وهم يحتكرون تلك الأسواق والسلع ويرفعون الأسعار كيف يشاءون ومتى يشاءون عند رأس كل ساعة .. وتلك السلطات الهزيلة في البلاد تتخذ نوعاُ من القرارات التي تبكي !!.. وهي تلك السلطات التي لا تملك إلا قرارات اللجان والآليات .. والكل يعرف جيداُ أن تلك اللجان والآليات تعني نهاية الحوار والمطاف !.. وتؤكد أن الدولة الحالية لا تملك مفعولاُ أكثر من ذلك .
ورغم ذلك فإن الشعب السوداني الذي صبر على تردي الأحوال في البلاد لأكثر من ستين عاماُ منذ استقلال البلاد لا يضيره أن يصبر بالقدر الكافي الذي يرضي ذلك الحمدوك ووزرائه .. وذلك على أمل أن ينجحوا في فكرة ( الآليات واللجان ) .. والهدف أولاُ وأخيراُ لدى الشعب السوداني هو الانفراج والخروج من تلك الأزمات الحادة القائمة في البلاد .. أما إذا فشلت تلك الآليات واللجان كالعادة المعهودة فالمرجو من هؤلاء المسئولين أن يغادروا ويخلوا الساحات لغيرهم من المؤهلين والاكفاء .. وذلك غير مطرودين وغير مأسوفين .. والشعب حينها لا يملك إلا تلك الخيارات القديمة .. حيث كالعادة تلك الانقلابات العسكرية وذلك القادم الجديد فوق أظهر الدبابات .. ثم مرحلة ركود وانتكاسة تعقبها الانتفاضة .. وحيث لا جديد تحت سماء السودان !
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة