هل يكون قرار إحتلال جنوب منطقة أبيي هي القشة التي قصمت ظهر حكم المغرور سلفاكير ميارديت ؟ لعناية الجيش السوداني بقلم : المهندس/ أحمد نورين دينق
يعتبر شعب دينكا نقوك ، ذوو العشائر التسعة ، من النوع المثقف ، حتى إذا لم يتلقى الفرد الجرعات التعليمية المنظمة ، تجده ملما بالعديد من المعارف ، ولدت بمنطقة أبيي ، و نزحنا لولاية الخرطوم في منتصف ثمانينات القرن الماضي ، و تلقيت جميع مراحلي التعليمية في مدارسها (الأساس في مدرسة وادي سيدنا في داخل الكلية الحربية السودانية (١٩٨٧_١٩٩٥) و الثانوي في مدرسة كرري النموذجية بالثورة الحارة ١٣ (١٩٩٦_١٩٩٨) ، و الختام جامعة الخرطوم كلية العلوم الرياضية (١٩٩٨_٢٠٠٤) ) ، في بداية العام ٢٠٠٩ قررت الرجوع لمنطقة أبيي ، و قد تأكد لي ما لاحظته سابقا أثناء إختلاطي بعشائر دينكا نقوك في ولاية الخرطوم ، و أن مستوى الوعي مرتفع جدا ، و أكثر من أدهشني منهم السلطان : نقور أقوك ؛ فهذا السلطان كان ضمن الوفد الذى ذهب لمحكمة لاهاي بهولندا لتحديد صندوق أبيي ، و قد نجح الوفد في تحديد حدود مناطق عشائر دينكا نقوك التسعة مع كل القبائل السودانية المحاذية و ذلك في العام ٢٠٠٩ ، فهذا السلطان أبهرني بمنطق أقرب لمنطق أرسطو و سقراط ، فجل كلامه الحكم و الامثال ، لم أجد في حياتي من يجاريه في هذا الفن ، و قد حضر وفد من حكومة الإنقاذ بقيادة نافع على نافع لمنطقة أبيي ، و قابل أعيان المنطقة ، فبعد إستماع نافع لحديث السلطان نقور أقوك ، قال له نافع ما معناه أن أباك قد ساعدنا بعدم إدخالك المدرسة !! بمعنى إذا كان السلطان قد نال قسطا من التعليم ، كان سيكون ذو شأن أخطر و أكبر .. توفي السلطان نقور في العام ٢٠١٥ ، و كنت شهودا عند دفنه في بيته في منطقة أنيت . . أن شعب دينكا نقوك شعب مسالم ، و محب لأرضه ؛ إذا أردت التأكد من ذلك ، فراجع التراث الغنائي لمنطقة أبيي ، فتجد أن التغني بالأرض هو الأساس الذي يبني عليه فنان المنطقه مشروعه الفني ، فتجد أبيي حاضرة بقوة في أغاني ألياذة الفن في منطقة أبيي الفنانة القديرة نيانكول مثيانق ، فمن الصعب أن تجد لها أغنية تخلو من الإشادة بالمنطقة و إنسانها ، في زيارة رسمية للمنطقة ، تفجرت خلافات حادة بين إبراهيم شمس الدين و سلاطين منطقة أبيي ، بسبب عنجهية الأول ، فتوعدهم بالويل و الثبور عند عودته في المرة القادمة ، و لكن لأن القضية عادلة ، و القضية هي أرض الجدود ، فكانت المشيئة الإلهية له بالمرصاد ، قصاص من فوق سبع سماوات ، فخرج و لم يعد ، و كذلك مصير كل حاكم ظالم . . في الأيام القليلة الماضية ، قرر حاكم دولة جنوب السودان ، السيد سلفاكير ميارديت ، الإنحياز التام في صف قبيلة توج و التي تدعي أن لها حقا في مناطق عشائر دينكا نقوك التسعة الجنوبية ، فأصدر أوامره لقيادة الجيش بالدفع بما لا يقل عن عشرة آلاف من جنود و ضباط قوات جنوب السودان لاحتلال المناطق الجنوبية في داخل صندوق أبيي ، و إفراغ كافة مكونات عشائر دينكا نقوك منها ، و إحلالهم بمكونات قبيلة توج ، تنفذ التعليمات فورا قبل الانتخابات القادمة ، لتضاف جنوب أبيي للدوائر الإنتخابية لقبيلة توج ، مستغلا ضعف تسليح عشائر دينكا نقوك التسعة ، و إنشغال الجيش السوداني بحربه مع الدعم السريع ، يقول المثل السوداني : جابوه فزع ، بقى وجع . أكبر خطأ إرتكبه د . قرنق دي مبيور في حياته هو تكليف هذا الرجل .. كان يظن فيه خيرا ، و لكن أفعاله مع شعب الجنوب أكدت عدم أهليته كرئيس لدولة تحمل إثنيات متعددة ، فالرئيس يجمع ، و لكن سلفاكير يفرق ، فلعل الجيش السوداني هو الوحيد القادر حاليا أو مستقبلا على إفشال مخططات هذا الشخص العنصري ، و لعل بوقفته مع شعب دينكا نقوك في محنته ، يكون قد مهد السبيل لضم مناطق أخرى في دولة الجنوب ستعاني مستقبلا من نفس المصير الذي يقاسيه عشائر دينكا نقوك التسعة في الوقت الحالي ، إن سودان ما بعد الخراب الحالي سيكون حتما سودان إحترام أصحاب الحواكير الأصليين ، في المقام الأول ، و من يرضون باستضافتهم بعد ذلك ، هذه ينبغي أن تكون رؤية سودان الغد ، ألا هل بلغت ؟ ، اللهم فأشهد .
العنوان
الكاتب
Date
هل يكون قرار إحتلال جنوب منطقة أبيي هي القشة التي قصمت ظهر حكم المغرور سلفاكير ميارديت ؟ لعناية ال
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة