● في ظني أن منبر جدة هو أقرب المخارج المتاحة حالياً لتوفير حلول ( مؤقتة ) لمشكلة السودان المؤسفة القائمة ، رغم محدودية آفاق المنبر و سلحفائية آلياته و تَعَرُّج مساراته !!! ● حتى و إن نجح المنبر في وقف الحرب ، فإن قضية الوطن ستبقى عالقة ما بقي المدنيون علي حالهم ( كويمات ) متنافرة، تنهش لحوم بعضها، تعميقاً لِفُرقَةٍ طالت لا يبررها ما يهدد الوطن من إرهاصات دمار و فناء ، و ما يواجه المواطن من رعب متزايد ، و نزوح داخلي ، و تهجير قسري ، و قتل بشع مجاني ، و تخريب حاقد و ممنهج للممتلكات و البُنَى التحتية ، علي محدوديتها و فقرها !!! ● يُخشى أن تضيع في ثنايا كل ذلك ملامح ثورة عظيمة لم تكتمل بعد ، و إن بقي رصيدها الشبابي أملاً لا يفنى ، لكنه بكل أسف يفتقد وُحدَةً طال إنتظارنا لها ، تحرره من كوابح تاريخية و تنظيمية أعاقت مسيرته ، و أوصلتنا و اوصلته إلى المستنقع الحالي . ● ألا يكفي ما أحدثه فينا التشرذم أيها المركزيون و الجذريون و المهنيون !!! متى تكفوا بالله عن دعواتكم المتنافرة الباحثة عن تجمعات قاصرة تتمحور حول راياتكم الذاتية !! إن أياً منكم لن ينقذ الوطن وحده من كبوته الحالية ، و لن يعيد وضعنا في الطريق القويم لثورة ديسمبر المجيدة. ● ليس من سبيل للخلاص سوى وحدة وطنية سياسية عابرة لحدود التكتلات السياسية الشكلية ، و خاضعة لقيادة شبابية ثورية ، تعيد البلاد إلى مسار يبرر ما قدمه الشهداء من أرواح طاهرة ، و ما سكبه الجرحى من دماء زكية ، و ما خلفه المفقودون من مآسٍ و أحزان أسرية و قومية. ●أفيقوا أيها القوم فليس في الأفق حل سوى وحدتكم و تناسي ذواتكم الفانية و التسامي فوق تنظيماتكم ، ففي الديمقراطية المنشودة متسع لكل ذلك إن شاء الله. ●و يبقى الأمل في عودة ( جودو ) الوحدة الثورية قبل أن ينعق البوم علي أطلال السودان . و لك الله يا وطني. بروفيسور مهدي أمين التوم 18 اغسطس 2023 م mahdieltom [email protected]
العنوان
الكاتب
Date
صرخة في إنتظار جودو وحدة الثورة كتبه بروفيسور مهدي أمين التوم
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة