لم يتواجدوا عند الحاجة والكعة والشدة ،، ولم يتواجدوا عند المواجهات والصدمة ،، ولكنهم قد تواجدوا بطريقة أو بأخرى عند الوليمة والقسمة ،، ولقد خرجوا بالأنصب الكبرى ليقولوا للشعب نحن القدوة الكبرى ،، هؤلاء يزعمون بأنهم أبطال الساحات في هذه الأيام لمجرد التواجد بالصدفة !! ،، لم يناكفوا البشير في يوم من الأيام ،، ولم يقاتلوا البشير طوال ثلاثين عاما حتى بمجرد الكمشة والنبلة ،، بل كانوا يرقصون طوال السنوات مع البشير في حلبات الرقص والنشوة ’’ والبعض منهم يدخل في زمرة ( بالأبطال بالزفة ،، حيث ذلك البطل رغم الأنوف لمجرد السمعة ،،
في مسرحية كوميدية للفنان المصري الراحل ( سمير غانم ) يصف حال ذلك الشاب البطل ( رغم أنفه ) الذي وجد نفسه فجأة َ حديث المجتمع المصري ،، حيث كان ذلك الشاب يسير في الطرقات والشوارع عادياَ مثله ومثل غيره من الشباب ،، ثم فجأة سمع ضجيجاَ تتحدث عن فتاة مصرية قد تعثرت ووقعت في الترعة ،، فتوجه ذلك الشاب لمكان الحادثة ليتفرج كالآخرين ،، وبدأ ينظر نحو تلك الفتاة وهي تقاوم المياه والأمواج ،، ثم يسترد ( سمير غانم ) بلسان ذلك الشاب ويقول : ( أنا مالي ومال الفتاة ،، وأنا مالي ومال البطولة !! ،، كنت أنظر إليها كالآخرين في ذهول واستغراب ،، ثم فجأة وجدت نفسي في الماء بجوار الفتاة ،، ثم يسترد في غضب شديد ويقول : أنا نفسي أن أعرف ذلك الشخص المجرم الذي دفعني في الماء من الخلف !! ،، حيث وجدت نفسي في الترعة مع الفتاة !!! ،، فإذا بالصحافة المصرية تتحدث عن ذلك الشاب المصري الشهم وتقول : ( شاب مصري شهم يلقي بنفسه في الترعة لإنقاذ فتاة تواجه الموت والغرق !! ،، وفي ثواني قليلة قد أصبح ذلك الشاب هو البطل القومي الذي تتحدث عنه الألسن والأقلام ،، وهو ذلك البطل رغم أنفه !!،،
ونحن في السودان لدينا المئات والمئات من هؤلاء الأبطال بالأسماء الذين يزعمون بأنهم قد أسقطوا نظام البشير بالكفاح والنضال !! ،، ويزعمون بأنهم كانوا في المقدمة والمواجهات والصدامات !! ،، ولا توجد لهم إطلاقاَ تلك الصور والمشاهدات التي تثبت مزاعمهم في موقع من المواقع ،، أو في حادثة من الحوادث ،، مجرد أسماء تتسلق على أكتاف الشعب السوداني بغير وجه حق ،، وتدعي مكانة لا تستحقها في الأساس !!ّ ،، كانوا يتواجدون في حلبات الرقص مع البشير أكثر مما يتواجدون في ميادين المواجهات مع البشير !!! ،، وأمثال هؤلاء يطلق عليهم الشعب اسم : ( الأبطال بالسمعة !! ) .
العنوان
الكاتب
Date
الأبطال بمجــــرد السمعــــــة !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة