دعنا نتجاهل فساد الجيش، ودعنا نتجاهل هزائمه الحالية، ولنتحدث عن هزائم الجيش منذ الاستقلال. أولاً: لم يواجه الجيش أي حرب حقيقية مع جيوش حقيقية لدول أخرى، ولم يتمكن حتى من اطلاق رصاصة واحدة ضد الجيش المصري القوي الذي ينتشر في حلايب وشلاتين. فالمهمة الوحيدة والأساسية وهي حماية حدود الدولة من أي اعتداء خارجي فشل الجيش فيها. فشل الجيش حتى في معرفة الصواريخ التي اطلقت على مصنع الشفا، وفشل بل ولم يكن يعرف من أطلق الصواريخ في الشرق، ومثلنا عرف الجيش أن اسرائيل هي التي قصفت الشرق بعد أن أعلنت عنها صحف إسرائيل وتداولتها بعدذلك وسائل الأنباء العالمية. لم يعرف الجيش كذلك أن إسرائيل هي التي قصفت مصنع اليرموك في قلب الخرطوم. ومصنع اليرموك نفسه جهزته إيران ومولته لخدمة أدوارها الإقليمية. فالجيش أساساً مهزوم أمام أي جيش حقيقي. فأين كانت حروب الجيش الأخرى؟ كانت حروب الجيش ضد الشعوب السودانية البائسة في الجنوب والشرق والغرب. قتل الجيش ملايين المدنين في جنوب السودان والنيل الأزرق وجنوب كردفان وجبال النوبة ودارفور.. مع ذلك انهزم الجيش في الجنوب وانهزم في كل حروبه في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان وجبال النوبة رغم أنها حروب ضد مليشيات صغيرة. انتصرت الحركة الشعبية واستلمت كل الجنوب ببتروله. وانتصرت الحركات المسلحة كلها على الجيش، وظهرت أسماء قيادات تسيطر على تلك الأراضي المحررة، دكتور عبد العزيز الحلو، مالك عقار، مناوي عبد الواحد النور، خليل إبراهيم.....الخ فشل الجيش في كل حروبه الداخلية واضطر للاستعانة بالدعم السريع لإخماد تلك الحركات ونجح الدعم السريع نجاحا باهراً. ففي الوقت الذي كان ضباط الجيش يملأون كروشهم ومؤخراتهم من مال الحرام، كان الأشاوس في الوديان والجبال والصحراء يضحون بأرواحهم، حتى فتح الله أعينهم على الحقيقة ... و.. وحدث ما حدث.. فعن أي جيش يتحدثون؟ جيش مؤسس على أساس قبلي، أقلية على مستوى الضباط وأكثرية من الهامش يعملون ككلاب حراسة لأسيادهم، والأسياد مشغولون بالدسائس والإنقلابات للسيطرة على الثروة والسلطة وتوزيع الغنائم. حتى اصبح شكل الضباط مثل علامة الإستفهام: كروش من أعلى ومؤخرات من أسفل، وعلى أكتافهم توزعت النجوم والصقور وكل أوهام الشعب السوداني الموهوم طبيعيا. فعن أي جيش يتحدث هؤلاء الحمقى.. قوم لف انت وهو..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة