مرت بالأمس القريب، السابع والعشرين من مارس ذكري اليوم العالمي للمسرح دون أن يحتفل به أحد في السودان..فقد كانت المسارح مهدمة وجموع الممثلين مشردة ولم يبق علي الخشبة المهلهلة إلا الكمبارس من الهزلين في ساحة المعركة. في ذكري اليوم العالمي للمسرح..كان لنا في السودان حضورنا المميز..واحتفلاتنا المبهرة وعروضنا الشيقة..كان الجمال والبهجة والفرجة سيدة الموقف..وكان الاستمتاع متعة الروح ومسرة العين...وكان البطل هو البطل .. ثم جاء مسرح العبث..والخائن هو البطل..وفقد المسرح بريقه ثم انطفأة انواره واسدلت ستائره ثم احترق.. في أوربا..بعد الحرب العالمية الثانية...ظهر مسرح العبث...وشتان مابين المسرحين... مسرحهم.. مسرح الأفكار والكتاب الكبار..سارتر وكافكا وتاشكوف. .ومسرحنا مسرح الأقزام الصغار وتشوه الأفكار والنوم مع البندقية والاحتلام باغتصاب النساء والرجال والأغنام...لا فرق.. عبثية المسرح عندهم لا تعني العبث بالأفكار والمشاعر وعدم احترام الذات الإنسانية كما يفعل قادة العبث عندنا ..بل تعني ..عندهم التخلي والسخرية من كل ماهو يتنافي مع المنطق ، أو لا يحترم قواعده أو يخضع له.. أما عندنا فإن منطقهم هو مالا منطق له.. في ذكري الاحتفال باليوم العالمي للمسرح...نسأل.. ونتسأل...في حسرة وألم..أين هم الآن مسرحيو الخشبة السودانية..أين محمد شريف علي..أين سمية عبدالطيف..أين إخلاص نور الدين وأين جمال حسن سعيد ومحمد مهدي الفادني...وغيرهم من مشاهير المسرح السوداني...قصت بهم بيد وسهول وتشريد وتبديد.. في ذكري الاحتفال باليوم العالمي للمسرح..يبكينا المسرح الكبير..وجمهوره الغفير..الذي يتلاعب به الآن جهالة الممثلين والمخرجين علي خشبة مهتزة وجوقة من المهرجين... د.فراج الشيخ الفزاري [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة