* تمكن حميدتي من نقل صراعه العسكري والسياسي إلى صراع ثلاثي الأبعاد بإضافة الصراع الدبلوماسي إليهما.. بينما استمر قادة مركزية قحت (تقدم) يتولون نشاطهم السباسي والدبلومسي الذين بدأتهما منذ مشاركتهم الميليشيا في شن حرب ١٥ أبريل، وهروبهم إلى الخارج بعد وأد تلك الحرب المخطط لها أن تكون حرباً خاطفة!
* ويقول موقع الكواليس الإليكتروني، أن الجاسوس، السعودي/السوداني، طه عثمان الحسين، كان مكلفاً من قبل حكومة الإمارات بتوثيق النشاطات الخارجية لقادة مركزية قحت (تقدم) و توفيق أوضاعهم من تذاكر سفر وإقامات وإعاشة في الفنادق ونثريات يومية.. أي أن كل تحركات قادة قحت كانت مرصودة من قبل جواسيس محمد بن زايد المموِّل السخي لإستمرار قحت والجنجويد فاعلين في الساحات العسكرية والسياسية..
* و بحكم أن المصالح هي التي تربط علاقات الدول بالدول أو تربط الدول بالجماعات والأفراد خارجها، فإن إرتباط حميدتي ببعض دول جوار السودان، التي زارها، مربوطة بمصالحها قبل أن تكون، في المقام الأول، مصالح حميدتي في أن يتسنم قمة المشهد العسكري و السياسي والاقتصادي في السودان..
* ذكرت الحلقة الماضية شيئاً عن العلاقة التي عمّقت شراكة المصالح (الشخصية) بين حميدتي وويليام روتو.. كما أشارت الحلقة إلى أن دولاً أخرى لا علاقة لها بأفريقيا تنظر إلى موارد السودان نظرة صيادٍ يتربص بفريسته كما تفعل دولة الإمارات اليوم بتسخير إمكانياتها المالية الضخمة للتأثير على رؤساء بعض تلك الدول لإصطياد السودان..
* وما ارتباط أبي أحمد وحميدتي ومحمد بن زايد سوى ارتباط مصالح وتسخير إمكانيات الإمارات المالية المهولة للاستحواذ على موارد السودان، وما.احتلال منطقة الفشقة (السودانية) إلا الرابط الأعظم للتآمر الثلاثي على السودان.. ويتجلى ذلك الرابط الأعظم في المبادرة الإماراتية (المؤودة) حول الفشقة حيث تمنح المبادرة ٢٠٪ لإثيوبيا من أراضي الفشقة و ٤٠٪ للإمارات وتبقى ٤٠٪ للسودان، رغم الإعتراف بأن الفشقة أرض سودانية ١٠٠٪..
* وبعد أن وأد الشعب السوداني مبادرتها، حوّلت الإمارات أطماعها إلى مشروع (وادي الهود) الذي تبلغ مساحته خمسة أضعاف مشروع الجزيرة، و هو مشروع عابر لخمسة ولايات، ومنطقة الفشقة مضمنة في المخطط بمواصلات برية وسكك حديد تربط مواقع الإنتاج بموانئ بحرية تتضمن ميناء بورتسودان وسواكن ومشروع ميناء أبوعمامة المقترح.. وكل أطماع الإمارات محفوظة في أراشيفنا..
* وبالبحث في الأراشيف بالإمكان الوصول إلى كيفية سماح السلطات الأوغندية للطائرات الإماراتية بالرحلات المشبوهة من مطار عنتبي في أوغندا إلى مطار أم جرس في تشاد، وهي محملةً بأعتى أنواع السلاح لإمداد ميليشياالجنجويد للفتك بشعب السودان و زعزعة إستقرار المواطنين.. وتؤكد الأراشيف تورط يوري موسوفيني ومحمد إدريس دبي في العمل على تدمير السودان لصالح حميدتي وبالتالي لصالح محمد (كوهين) بن زايد..
* كان الرئيس الإماراتي محمد (كوهين) بن زايد، قد التقى محمد إدريس ديبي، في أبو ظبي، مع بدايات حرب ١٥ أبريل، ومنح تشاد مبلع مليار ونصف المليار دولار، ثم التقاه في 14 يونيو حيث وقّع معه عقوداً عسكرية وأخرى للتنقيب عن الطاقة، وعقوداً تحت الطاولة فتحا الأجواء للطائرات الإماراتية بالتوقف في مطار عنتيبي في طريقها إلى مدينة (أم جرس) التشادية بشكل منتظم..
* كتبتُ كثيراً عن مدينة (أم جرس) عاصمة منطقة (إندي إست) بشمال تشاد التي اتخذتها الإمارات مركزاً لوجيستياً ومعسكراً طبياً وقاعدة لمؤامراتها ضد السودان.. كم أشرتُ إلى سماح موسوفيني للطائرات الإماراتية الضخمة بالهبوط في، والإقلاع من، مطار عنتبي بما يؤكد تورط موسوفيني، في المؤامرات الجارية ضد السودان..
* إن الحديث عن يوري موسوفيني يجرنا إلى الحديث عن بول كاقامي، رئيس دولة رواندا، الذي لجأت أسرته ضمن الهاربين من قبيلة توتسي إلى أوغندا عقب الصراع القبلي الذي دار بين قبيلتي الهوتو والتوتسي في رواندا، عام 1959 وكان بول كاقامي يبلغ من العمر سنتين، و ترعرع وتلقى تعليمه في أوغندا.. و في أكتوبرب 1979 إنضم إلى (جيش المقاومة الوطنية الأوغندية) وزعيمها يوري موسيفيني، علماً بأن موسوفيني ينتمي لقببلة التوتسي الأوغندية، وكان نظام الحكم في أوغندا، و في عام 1989 انتصرت المقاومة الوطنية الأوغندية، و صار يوري موسوفيني رئيساً للدولة..
* و وفق ما لديه من سلطات، منح الجنسية الأوغندية لشباب التوتسي الروانديين ممن كانوا قوة فعًَالة أثناء المقاومة، كما عيَُن كثيرين منهم في أعلى المناصب بالأجهزة العسكرية والأمنية، و فوق ذلك عيَّن بول كاقامي رئيساً للإستخبارات العسكرية الأوغندية..
* و عقب مقتل رويجيما، زعيم الجبهة الوطنية الرواندية التي كانت تقاتل الحكومة، تدخل موسوفيني و فرَضَ بول كاقامي زعيماً للجبهة في أكتوبر عام 1990، وبذلك مهد له الطريق و فَرَشه ليقود الإنتصار على الرئيس الرواندي الأسبق ويصبح رئيساً لدولة رواندا..
* إذن علاقة موسوفيني برئيس استخباراته السابق، بول كاقامي، علاقة يقول عنها المثل السوداني:-(قَدِِّم السبت تَلْقَى الأحد!) ويقال أن كوقامي عدّل الدستور الرواندي ليستمر في منصبه حتى عام 2034!
حاشية... حاشية... حاشية... حاشية...
أما الحديث عن زيارة حميدتي لدولتي جيبوتي وجنوب أفريقيا فحديث آخر، وله أسباب مختلفة.. ولهما يوم مختلف..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة